ندوة في القاهرة تتأمل ديوان «سأمضي إلى العدم» للشاعر موسى حوامدة
عرار:
القاهرة :-
حالة من الحب والحميمية تجلت بين حضور ندوة الشاعر موسى حوامدة، في حفل توقيع ومناقشة ديوانه «سأمضى الى العدم»، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الندوة التي اقيمت باتيلية القاهرة، الأسبوع الماضي، أشرف على تنظيمها الشاعر والاعلامي سامح محجوب، وشارك فيها بالمناقشة النقاد المصري الدكتور رضا عطية والناقد العراقي عبد الوهاب عبد الرحمن، وأدارها الناقد المصري مدحت صفوت. الدكتور رضا عطية قال إن الذات في شعر حوامدة هي ذات لامنتمية، وحضورها أكبر وأوسع من فردانيتها، لشعوره بفساد العالم وعدم إمكانية الذات إصلاحه، وفقدان الأمل بخلاص جماعي واتجاه الذات بحثًا عن خلاصها الفردي، كل ذلك يظهر التوتر والصراع النفسي في المفاضلة بين الخيارات الوجودية المتقابلة، وأشار عيطة إلى إفادة نص قصيدة النثر عند حوامدة من خصائص قصيدة التفعيلة التي كان يكتبها في بداية تجربته الشعرية. وقال الناقد العراقي عبد الوهاب عبد الرحمن: اختار الشاعر موسى حوامدة لنفسه ولشعره ولوجوده طريقًا إلى العدم آملًا في الخلاص، فهو في حالة انقسام على نفسه ومع الآخر، يعيش عذابات الغربة والغيرية والاختلاف: «والآن يا صاحبي قل لي ما انت/ لا لن أقول/ فأنا سر نفسي/ وعلى خطاي أسير». وأضاف: الحياة عنده جرح في العدم كما يقول ريتسوس الشاعر، ويسعى حوامدة في شعره لإضاءة هذا الجرح ويمضي الى خلاصه. وهو يريد عبر نصوصه نقد الآخر في نقد الذات فهو يعاني من جحود الغير، ويؤمن بوجود يفزعه العدم، لأنه يجرده من هذا الوجود في كل صوره التي ألفها وتم طمسها؛ وطن أو حبيب أو صديق، فالعدم فقد ومحو وفراغ. وأضف عبدالرحمن: هذا هو الهاجس الذي استبد بالشاعر وتمثله عبر هذه الصور التي تتداعى عبر اقسى ملامحها لتعرض أزماته وهي تصدر عن فضاء كوني يعيش فيه الشاعر محكومًا بالتهديد، وهو يجسد منفاه بتأثير من الغير الذي يصوره بلغة الكبت نفسها بانثيالات تقع خارج سلطة الوعي. أما الشاعرسامح محجوب، فقد أكد أن موسى حوامدة في ديوانه حقق قفزات كبيرة، واللغة عنده مركز أساس في هذه القفزات وهو يشبه محمد الماغوط في قفزاته، وقال محجوب: كنت اظن ان المخيلة هي اعظم ما في بناء القصيدة، لكنني مع مرور الوقت تأكد لي ان اللغة هي اللاعب الاساس في النص الابداعي وعبر اللغة يستطيع ان يشكل صورتة، وموسى حوامدة حافظ على المبنى والمعنى في قصيدته لكنه بحاجة إلى قارئ واع يحتوي بناء نصه ولغتة التي هي من مميزات هذا الديوان. وفي مداخلة أخرى قال المبدع التونسي كمال العيادي: إن نص حوامدة بحاجة الى قارئ متمكن فقصائد حوامدة تقرأ ولا تسمع فهو يربك القارئ بقصيدته. وقال العيادي: موسى حوامده شاعر وفي لتجربتة الابداعية والوطنية، وهو الانسان البسيط الذي يحب الحياة مثل حبة قمح محبة للحياة. ومن جانبه قال الدكتور محمد البوجي، أستاذ الأدب العربي ورئيس جمعية النقاد الفلسطينيين: أن موسى حوامدة الانسان مثل كل فلسطيني مثقف يعي قضيتة وهو ممزق داخليًا بين الاردن فلسطين والقاهرة مما أثر على الصورة الشعرية لديه. وقال البوجي: كما أن شاعرنا يتسم بالتمرد وهو متأثر بالشاعر محمد الماغوط وبالكاتب والشاعر الروائي الأمريكي وليم فوكنر شاعر التمرد والغضب. وفي ختام الندوة ألقى الشاعر موسى حوامدة شهادة عن تجربته في المجموعة الشعرية الجديدة وقرأ عددًا من قصائده.