الإحالة وشراكة النص ............. دراسة من إعداد محمد محسن محمد
عرار:
لعل من اهم مرتكزات شراكة المتلقي مع الكاتب تحت خيمة النص ، هو توفر المساحة الوافية للإحالة ضمن مقتنيات تأسيس النص . ولا يخفى على المتصدي والمتابع للأنساق الكتابية ان الإحالة هي مصطلح قديم لكن استخداماته حديثة . ويمكن لنا القول ان المختصر التعريفي للإحالة هي : علامة دوال ترتهن بقيد دلالي يوجب توافق الخصائص الدلالية بين المحيل والمحال اليه . كما يجب تحقق الشهرة للاسم الذي يدل على ماهو خاص بحادثة ما ومحيط ومعنى مخزون في المفهوم العام . ويمكننا القول انها اصدار الناص لاشارة معينة مقيدة بمضمون دلالي وباتجاه خاص ، يتمكن من خلالها الإيتاء باختصارات رمزية تعطي شمولية القصد . ومن المربك في النسق الكتابي السردي هو توظيف الإحالة بشكل مشوش او غائم غير قادر على تحقيق مراد القصد . فاستخدام اسم مدينة ما لا تتوفر فيها شروط اشتهار اقتران الاسم بحدث ثابت في الذاكرة الذهنية العامة يكون استخدام ضعيف قد يجعل النص ترتبك شاكلته الصورية . فنحن ان قلنا ( لاتحتاج الى عنواني فكل الطرق تؤدي الى روما ) نكون بذلك قد اعلنا ( شهرة ) المحال بإقترانه بالشهرة الثابتة في دالة ( روما ) وببساطة اكثر لو قلنا ( كل الطرق تؤدي الى فرنسا ) نكون قد اخفقنا في خلق التناغم الذهني لمتخيل المتلقي ، فليس لديه مدلول يفي القصد في دالة شهرة العنوان حتى وان كانت ( باريس ) مدينة مشهورة . فالشهرة في إعلانها ثابت باقتران الدالة ب ( روما ) ومن هنا يتضح لدينا ان الكاتب عليه ان يكون ملما" لما هو اوسع شهرة في ثبات صورة القصد المرمزة ، فهو لا يمكن له ان يورط القارئ في عملية بحث مربكة لضعف توفر مفاتيح الاستدلال .