ويجوع قلبي من هواك ويشبع

وأحن كل هنيهة لودادها
والروح تندب والمآقي تدمع

فأراك شوقاً في فؤادي عرشه
وأراك طيفا من حنيني يجرع

إن القصيدة لا أودِّع ضربها
بهواك إلا قد أعادك مطللع

يا ليت قلبي من حنانك قد نسي
ذكرى الأصابع فوق وهني تضرع

ذكرى عيونك حين تبحر في المنى
وتغوص في وجهي البريء وتلمع

هل لي بأن أنساك حتى لحظة
أو بعض عشق والمنى تتصدع

ولصاج خبزك والصباح مواجع
للقهوة السمراء أمي مدمع

فأذوب مثل الشمع حين يزور طي--
فك خاطري وأموت فيك وأرجع

ويضم صدري من هواك ملامحاً
وألمُّ ما سلب الفراق وأجمع

كم رحت أرقع في الفؤاد مواضعاً
إن الذي شقَّ الردى لا يُرقع

منك المحبة قد تعالى عرشها
فوقي وتيجان الهوى تترصع

من زهرة الجوريّ أجمع نظرتي
والعين تشخص للسما تتشفع

وأذود عن أثر النعال بمقلتي
ويخر تحت حذاك قلبي المولع

ان المحب بكل طيف مدنف
وبكل ما ترك الحبيب يُروَّعُ

فأراك ما بين الرموش أميرة
وبدمع عيني يستحم الموضع

خطرت بأجفان الصباح مليكة
تفتي بما همس الندى وتشرِّع

كم نهر عشق من فؤادك نبعه
لا زال بعدك في المدى يتفرّع

أو صوت قلب في مسامع مهجة
لا زال من رجع الصدى يتجمّع

سأبث شوقي ما حييت على الثرى
ويظلُّ قلبي في وصالك يطمع

ان المحب إذا تكلم قلبه
يصغي له من في القبور ويسمع