تلقيتُ دعوة حضور لمهرجان الشعر العربي الفصيح بالرمثا بسعادةٍ وامتنان
فبحثتُ عنها في جغرافيا الأمكنة لأجدها أرضاً تسكنها الأشجار ويطمئن بها الزرع
وأنها بلدٌ لها عرقٌ حضاريّ وثقافيّ ضاربٌ في عمق التاريخ متشبثٌ بجذور الأصالة
حزمتُ قصائدي لأسافر إلى مضارب النشامى الذين نصبوا الخيام وأشعلوا النار لاستقبال كل السراة القادمين إليهم من أجل أن تحيا الكلمة الجميلة وتنتعش القصيدة في زمن اللاشعر ..
رجالٌ نبلاء استقبلوا هودجي وأرخوا العنان لناقتي وأشعلوا قناديل الرحابة أمام كل قصيدة سالت على يديّ فيضاً يغمر نداوة الطين وامتداد البيادر ..
( هاني بشابشة ، محمود الزعبي ، عبدالكريم أبوالشيح )
لا تلهيهم تجارة عن الذكر ولا عن العطاء ولا عن سُقيا اللغة وحرث الأرض وبذر الحب من أجل أن تخضر الأردن ونغازلها للأبد ومن أجل أن يشاهد العالم عرساً ثقافياً تضج فيه ( دبكة الحروف ) وتعلو فيه ( زغردات موسيقى الشعر )
فشكراً لكل هذه الألوية التي كنت أتبعُ مسارها بشغف وشكراً لكل الأيادي التي كانت تفتح جيوب الغيم فيسّاقط الحب وتتلون أيامنا بالشفق .. شكراً للبدوي الحر الذي وجدته يصفق لي في كل قاعات الشعر ويفرش ظلاله سجادة تحتضن مشيتي إلى دائرة الضوء .. شكراً للأردن الذي مثُل أمامي ككسرة خبز تنتفضُ على ذل الجياعِ من بعد أن تعجنها الكرامة ..