جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
العنف الاسري .. دراسة اعداد موسى الشيخاني العنف الاسري ...ورقة عمل قدمت في الكثير من المحاضرات التوعية للجمعيات الخيرية الاردنية .. إعداد الاستاذ موسى الشيخاني المقدمة : مفهوم العنف الاسري: عرف مؤتمر بكين - الذي عقد في الصين صيف عام 1995 العنف ضد المرأة على انه العمل الذي يكون فيه اذى بدني ، او جنسي ، او نفسي ، او معاناة للمرأة ، بما في ذلك التهديد بالقيام بأعمال من هذا القبيل او الاكراه او الحرمان التعسفي من الحرية ، لان ذلك يحول دون وجود اسرة متماسكة تقوم العلاقات بين افرادها على اساس المودة والاحترام والمساواة والمشاركة واحترام كرامة وحقوق كل فرد فيها . كما يمكن تعريف العنف الاسري بأنه عمل مباشر او غير مباشر في اعمال العنف ضد احد افراد الاسرة ، يترتب عليه اذى بدني ، او جنسي ، او نفسي. ويعتبر العنف الاسري من المصطلحات الجديدة لمشكلة قديمة عمرها الاف السنين ، ولكن المجتمع ادرك في السنوات والعقود الاخيرة جدية هذه المشكلة وخطورتها . انواع العنف : 1) العنف ضد الاطفال : من الصعوبة ان نحدد عدد الاطفال المعتدى عليهم وقد بلغ عدد حالات الاطفال المعتدى عليهم عام 1995 (17115) طفل . وتتمثل مصادر العنف ضد الاطفال في كل من العنف الاسرى (الاباء والاخوة والاخوات) والعنف المدرسي (معلمين ، واقران) والعنف المجتمعي (اخرين) ويمارس الوالدان العنف على اكثر من نصف الايذاءات الجنسية للاطفال ، كما ان 90% من المعتدين على الاطفال عموما هم من الرجال. 2) العنف ضد المرأة: تنتشر ظاهرة العنف ضد المرأة في الشرائح والطبقات الاجتماعية كافة ، فهي قضية عالمية عربية ومحلية ويقدر عدد الزوجات اللاتي يتعرضن للعنف الجسدي في الولايات المتحدة سنوياً (1. مليون وفي فرنسا (95%) من ضحايا العنف ضد النساء و (51%) من النساء يقعن ضحية تعرضهن للعنف من قبل الزوج . وفي كندا يمارس (6%) من الرجال العنف ضد زوجاتهم ، وفي الهند هناك 8 نساء من 10 ضحايا للعنف . وفي الاردن توصلت دراسة الى ان 86% من الطلبة اجابوا بوجود عنف داخل عائلاتهم وان 21 % من امهات طلبة الجامعة عينة الدراسة تعرضن للعنف الجسدي. 3) العنف ضد الازواج: تشير الاحصاءات الحكومية في الولايات المتحدة الى ان 30% من النساء تقريباً تم الاعتداء عليهن مقابل 4% من الرجال تعرضوا للضرب من قبل زوجاتهم حاليا او من زوجاتهم سابقاً ، واظهرت دراسة اخرى 4.6% من افراد العينة تعرضوا للضرب بقسوة من قبل زوجاتهم ، وفي مجتمعنا الاردني ما زالت العادات والتقاليد تحول دون وقوع ذلك ، لان النساء ما زلن محافظات وصامتات وصابرات على اذى الزوج. 4) العنف ضد الاباء: يتعرض 1.5 مليون من الاباء من قبل ابنائهم سنويا لاعتداءات شديدة ، كما يتعرض 500 الف من الاباء والكهول (65 فما فوق ) لايذاء جسدي ونفسي من قبل ابنائهم (رومو 1997،ص44). مظاهر العنف سنتطرق في هذه الورقة بإيجاز الى مختلق مظاهر العنف، وهي: 1- العنف الجسدي: وهو اشد وابرز مظاهر العنف ، ويتراوح من ابسط الاشكال الى اخطرها واشدها من مثل (الضرب ، وشد الشعر ، والصفع ، والدفع ، والمسك بعنف ، ولوي اليد ، والرمي ارضا، واللكم ، والعض ، والخنق ، والحرق ، والدهس ... الخ ). 2- العنف الاقتصادي: وهو الاضرار بمصالح المرأة الاقتصادية مثل : منعها من الحصول على العمل ، واجبارها على عمل ما لا تحبه ، ومنعها من الاستمرار في عملها ، وعدم كفاية النقود التي تعطى لها ، والاستيلاء على ممتلكاتها الشخصية ، وعدم اعطائها مصروفها ، والاستيلاء على راتبها واجبارها على التنازل عن حقوقها في الميراث ... وغيرها. 3- العنف التعليمي: ويعني بأبسط اشكاله حرمان الفتاة من التعليم ، او اجبارها على ترك مقاعد الدراسة ، وتهديدها بايقاف تعليمها ، واجبارها على دراسة تخصص معين. 4- العنف النفسي: هو اي فعل مؤذ نفسياً لها لعواطفها ومشاعرها دون ان تكون له اثار جسدية ، مثل : الشتم ، والاهمال ، والمراقبة ، وعدم تقدير للذات ، والتحقير ، والنعت بألفاظ بذيئة ، والاحراج ، والمعاملة كخادمة ، وتوجيه اللوم ، والاتهام بالسوء ، و‘إساءة الظن ، والتخويف ، والشعور بالذنب تجاه الاطفال ..... وغيرها . 5- العنف الجنسي : وهو لجوء (الاخر) الى الاستدراج بالقوة والتهديد اما لتحقيق الاتصال الجنسي مع الفتاة او استخدام المجال الجنسي في ايذائها ، من مثل : التحرش الجنسي ، والشتم بألفاظ جنسية نابية ، والهجر من قبل الزوج ، والاجبار على ممارسة الجنس ، والاجبار على القيام بأفعال جنسية لا تحبها المرأة. 6- العنف الاجتماعي: وهو اكثر الانواع ممارسة ضد المرأة في المجتمع العربي، ويتمظهر بأبسط اشكاله في محاولة فرض حصار اجتماعي على الفتاة ، وتضييق الخناق على فرص تواصلها وتفاعلها مع العالم الاجتماعي والخارجي ، وهو ايضاً محاولة الحد من انخراطها في المجتمع وممارستها لادوارها ، وتقييد الحركة لديها ، والتدخل في الشؤون الخاصة لها ، وتحديد ادوارها ، وعدم السماح لها بإتخاذ القرارات ، ومنعها من زيارة الاخرين ، وعدم الاستماع لها اما الاخرين ، وعدم دعم اهدافها وتطلعاتها في الحياة ... الخ ). الاثار النفسية للعنف ضد المرأة v فقدان المرأة لثقتها بنفسها ، وكذلك احترامها لنفسها. v شعور المرأة بالذنب ازاء الاعمال التي تقوم بها . v احساسها بالاتكالية والاعتمادية على الرجل. v شعورها بالوحدة ، والقلق ، والتوتر الدائم. v شعورها بالاحباط والكآبة . v احساسها بالعجز. v احساسها بالذل والمهانة. v عدم الشعور بالاطمئنان ، والسلامة النفسية ، والعقلية. v اضطراب في الصحة النفسية. v فقدانها الاحساس بالمبادرة واتخاذ القرار. ولا شك في ان هذه الاثار النفسية او بعضها تقضي الى امراض نفسية ، او نفسية - جسدية متنوعة كفقدان الشهية ، واضطراب الدورة الشهرية ، واضطرابات المعدة او البنكرياس ، والام واوجاع وصداع في الرأس . الاثار الاجتماعية للعنف تعتبر هذه الاثار من اشد ما يتركه العنف على المرأة ، ولا نبالغ ايضا اذا ما قلنا انها الاخطر والابرز ، ويمكن ابراز اهم هذه الاثار واخطرها بما يلي : 1. الطلاق . 2. التفكك الاسري. 3. سوء العلاقات بين اهل الزوج واهل الزوجة واضطرابها. 4. تسرب الابناء من المدارس . 5. عدم التمكن من تربية الابناء وتنشئتهم تنشئة نفسة واجتماعية متوازية. 6. جنوح ابناء الاسرة التي يسودها العنف. 7. العدوانية والعنف لدى ابناء الاسرة التي يسودها العنف. 8. يحول العنف الاجتماعي ضد المرأة عن تنظيم الاسرة بطريقة علمية سليمة، اي انه يقف عائقا امام هذا التنظيم. الاثار الاقتصادية للعنف ومن اهم واخطر الاثار التي يترها العنف الاقتصادي على الاسرة والمجتمع هو اعاقة متطلبات التنمية الاقتصادية ، اذ ان العنف مسؤول عن دفع اعداد من الايدي العاملة غير الماهرة ، ذكراً واناثاً، الى سوق العمل ، وخضوعهم للفهم الاجتماعي والمعاملة المجحفة ، وان وجدوا - في الواقع - امامهم فرص عمل . ومع استمرار تدني نسبة المرأة في العمل وبخاصة في اماكن انتاجية عالية ، وليس بمجرد عملها في مجالات خدماتية هي امتداد لعملها المنزلي ، يمكن التأكيد على مساهمة العنف الاسري في اعاقة اندماج المرأة في الحياة الانتاجية ، والاقتصادية ، وامتلاكها لوسائل الانتاج ورأس المال من جهة ، وفي اسهامه ايضا في تفويت الاستفادة من الطاقة النسائية والشابية الكامنة ، وفرص توظيف هذه الطاقات في عمليه التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وفي النهاية يمكن القول بدرجة عالية من الثقة واليقين ان اثار العنف ونتائجه سواء على المرأة او الاسرة او المجتمع متداخلة ومتشابكة ، فالنتائج التي يتركها العنف انما تتداخل وتتفاعل معا ، ويفضي بعضها الى البعض الاخر ليشكل خطرا فعليا وجسميا يهدد البنى الاجتماعية والاقتصادية للاسرة والمجتمع على حد سواء ، ولعل اهم هذه الاثار يتمثل في تهديد واعاقة سياسات التنمية والتغير الاجتماعي ، وقد يتعثر التقدم بمجتمعنا الى الامام ، وقد تتعثر التنمية ما لم يتم مكافحة جميع انواع التمييز ضد المرأة برمته وكليته . وعليه فانه يجب ايجاد استراتيجية وطنية لمكافحة التمييز القائم على اساس الجنسي ولا بد من اتخاذ اجراءات سريعة تتمثل في : - اجراءات قانونية وبخاصة في قانون الاحوال الشخصية. - اجراءات ثقافية واجتماعية واعلامية. - اجراءات اقتصادية وبخاصة في مجال سوق العمل . - اجراءات وقائية تشمل كافة المستويات المذكورة.
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
_SOMETOPICS_articles
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
من ارشيف الدراسات: دراسة الطريق من ...
مقالات موسى الشيخاني
اسرة التحرير
0
الإثنين 09-11-2015