صدر أخيرا في عمان، الديوان الثاني للشاعر عدنان استيتية، وذلك بعد ديوانه (حكايات الناي والغربة) الصادر عام2016، وفيه يسترجع الشعر العربي في عصوره الزاهية، فيلتزم بعمود الشعر، وبأوزانه وقوافيه، وأحيانا بمعانيه وبمضامينه، عدا عن جزالة الفاظه، وخياله المجنح والمحلق، الذي استطاع من خلاله أن يرسم صورا شعرية جميلة، وإن كان موضوع الغزل يطغى على قصائد الديوان الذي يقع 286 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن 75 قصيدة، وصدر بدعم من وزارة الثقافة،إلا انه غزل عفيف، لا يرد فيه إلا ما يتخله الشاعر من المعشوقة المفترضة وأمنياته منها وشكواه من عدم ظهرها في الواقع، وثمة تركيز على الجماليات الروحية -غير الجسدية – لتلك الغائبة ودعوتها لأن تصبح حقيقة، وأيضا يربط بينها وبين الأزمنة والأمكنة التي يتخيل انها عاشت فيها، عبر رحلته الحياتية التي ابتدأت منذ ولادته عام 1942، وما زالت تعيش في وجدانه.