|
عرار:
عمان صدر كتاب «الحاج حيدر مراد رجل حقق المراد» للمؤلف الكاتب احمد الحوراني تحدث فيه عن حياة «شهبندر التجار» منذ نشأته وحتى وفاته في العام 2018 ، وقد تناول فيه أبرز محطات حياة الرجل وعلاقته بالأردن وقربه من كبار رجالات الدولة لما قدمه في حياته من مواقف رجولة وثمينة. وتحدث الكاتب عن «مراد» وحياته التي كانت مزدهرة بالخير والعطاء للأردن، وتحدث عن رسالة أبناء حيدر مراد إلى الأردنيين، رسالة لخصت فحوى الكتاب و سيرة عطرة عن حياة الرجل. إذ أنه منذ عدة شهور خلت عملت عائلة الحاج حيدر مراد عملت العائلة لإعداد هذا الكتاب الذي يأتي إصداره في هذا العام متزامناً مع الذكرى السنوية الثانية لرحيل الحاج حيدر مراد. ولم تعمد عائلة حيدر مراد إلى صناعة حكاية لم تكن موجودة أصلاً، إذ قدمت العائلة ويغمرها إحساس لا تصفه الكلمات تؤكد مشاعر القارئ النبيلة والكلمات الرقيقة التي أثرت صفحاته وعمقّت معانيه في نفوسهم، موقنين أنها كانت نابعة من قلوبكم. يقول المؤلف: «كتابة تاريخ الكبار و سيرهم مسألة ليست سهلة، وأجزم أنها توقع الباحث في حيرة من أمره مهما امتلك من سمات ومقدرة وخبرات في هذا الميدان الهام، والذي يحفظ للوطن جزء من تاريخه ويكون صاحب سيرة شاهدا عليه تبعا للمجال الذي عمل به و استحوذ جانباً من -حياته أكثر من غيره». وتحدث الكتاب عن نشأة مراد ومولده كما تحدث عن المرحوم الحاج عيسى مراد في العام 1940 في قطاع غزة بقصص متنوعة تظهر تاريخه العصامي، رغم أنه نشأ في أسرة ثرية، عصفت بها رياح الإفلاس عام 1958 لكنها استعادت ثراءها من جديد بفضل الله، وبحنكة والده عيسى مراد رحمه الله. نطلق مراد بقوة وثبات وأصبح على خبرة واطلاع واسع بالسوق الأردني وبدأ بالعمل في بيع وصيانة الأدوات والأجهزة الكهربائية وكانت له يد السبق في استقطاب الكثير من وكالات الأجهزة الكهربائية والتقنية، وغيرها ثم أخذ بالتوسع شيئاً فشيئاً وقام بافتتاح مجموعة حيدر مراد والتي تعد اليوم من أكبر المجموعات المتخصصة في بيع الأجهزة والأدوات الكهربائية. أصبح الحاج حيدر مراد مرجعاً موثوقاً لتجار العاصمة وخارجها، وتوّجت علاقاته التي قامت على الود والمحبة مع مختلف أطياف المجتمع بفوزه بانتخابات غرفة تجارة عمان فأصبح رئيساً للغرفة لأكثر من دورة في تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الثانية، وقدم خدمات جليلة صبت في صالح نهضة القطاع التجاري بوجه عام. وللمرحوم الحاج حيدر مراد صولات وجولات مع العمل الإنساني والتطوعي والخيري حيث كان عضواً في العديد من المؤسسات والهيئات ذات العلاقة، كالصندوق الأردني الهاشمي، وحملة البر والإحسان، والهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية، كما قام بتأسيس جمعية حمزة لرعاية الفتيات اليتيمات في الثمانينيات، وساهم في دعم مسيرة تعليم طلبة الجامعات الأردنية، ومد يد العون للعائلات المستورة. حظي الحاج حيدر مراد بثقة جلالة المغفور له الملك الحسين وسافر بمعية جلالته لأكثر من مرة وكان صاحب رؤية اقتصادية صائبة، وتفضل جلالته بالإنعام عليه بمنحه وسام الكوكب، وفي عهد الملك عبد الثاني ابن الحسين حاز مراد ثقة جلالته فتم تعيينه عضواً في مجلس الأعيان لعدة دورات متتالية. انتقل الحاج حيدر مراد إلى رحمة الله تعالى في الثاني عشر من أيلول من العام ألفين وثمانية عشر عن عمر ناهز ثمانية وسبعين عاماً، وتم دفن جثمانه الطاهر في مقبرة العائلة في سحاب، وفي ذكراه العطرة نقف باحترام وتقدير أمام شخصيته التي كانت مثالاً في الصبر والكفاح والجدية والالتزام. توفي الحاج عيسى مراد في غزة وجاء الحاج «إبو عيسى» بأشقائه إلى عمّان للعمل. ويفتخر مراد بحصوله على ثقة التجار منذ أن ترشح للانتخابات للمرة الأولى في العام 1986، ونال أعلى الأصوات. عندها استمر بخوض انتخابات غرفة التجارة من أجل الدفاع عن حقوق القطاع التجاري ومساعدتهم وإيصال صوتهم للحكومة، لافتاً إلى أنه حقق رغبة والده الذي كان قد خاض الانتخابات في العام 1970 ولم يكتب له النجاح، لكنه «فاز بالتعريف عن نفسه» كما كان يقول. رغم أن والده لم يجد القراءة والكتابة، لكنه تجاوز أميته، على يد شيخ من الكتاب كان يزوره في بيته، لتدريسه مقابل «البيضة والرغيف». ويقول الحاج مراد أن أكبر الدروس التي تعلمها من والده بأنه كان يقوم بملء أكياس من الملح وبيعها بنفس السعر التي اشتراها فيه، حتى يكون انطباعا عند الآخرين بأنه مازال قادراً على الوقوف والصمود في وجه الخسارة المالية التي مني بها في نهاية الخمسينيات، ومن ثم أصبح يشتري ويبيع الحبوب بنفس السعر. لافتاً إلى أهمية هذا الانطباع الذي مكنه من المحافظة على ثقة التجار الآخرين به. ويستذكر الحاج حيدر بأنه «سأل والده عن الجدوى من الشراء بخمسة والبيع بخمسة»، فقال له حينها بأن «البركة تأتي من بين (الخمستين)». ويقصد بذلك أن البركة تتحقق من بدل الفروقات في التوزين نتيجة ما يتساقط من الأكياس من حبوب يتم بيعها ليتحقق الربح بين (الخمستين)». يؤكد شهبندر التجار أن الحياة كانت له أكبر مدرسة تعلم فيها على يد والده رحمه الله الكثير من الدروس التي لا تنسى، عندما كان يتقن فن التجارة ويتجاوز الأزمات التي كانت تعصف به. في عام 1963 تزوج من سيدة غزية من عائلة اللولو وأنجب منها ثلاثة أبناء أكبرهم عيسى ويوسف وعلي، وثلاثة بنات؛ جميعهم يعملون معه بشركته. ولا يتجاوز الحاج مراد فضل زوجته، فهو يرى فيها الإخلاص والوفاء، ويصفها بـ»شراع السفينة» التي يبحر من خلالها إلى شط الأمان. ويقول: «وراء كل رجل عظيم امرأة وأم عيسى كذلك». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 20-12-2020 11:59 مساء
الزوار: 1017 التعليقات: 0
|