عن دار المشكاة للنشر والتوزيع في إربد، صدر ديوان جديد للشاعر الأردني فتحي الكسواني، بعنوان «نغم الحب»، الديوان يقع في مئة صفحة من القطع المتوسط، ويضم بين دفتيه ثمان وعشرين قصيدة، تدور في مضامينها حول الوجدان والغزل، فجاء العنوان متطابقا مع محتوى الديوان، فالقصائد في إطارها العام تشكل معزوفة للحب، باعتباره أنبل العواطف الإنسانية، وأسماها على الإطلاق، والعنوان يمثل عتبة النص، وهو يشكل مدخلا مناسبا لمضامين هذه القصائد، التي عزفها الشاعر فتحي الكسواني نغما للحب، على قيثارة الشعر، وأفق القصائد رحب واسع، احتفل بمفردات الحب وشؤونه وشجونه، فهو يصور الشكوى والعتاب، والشوق والحنين، ولحظات الفراق، وساعات اللقاء، ويترجم مشاعر الشاعر، بكل دقة في حالات الحب المختلفة، وهو مرآة تعكس انفعالات الحب، وما يعانيه العاشق من لوعة الشوق، وحرقة الوجد، ويرفع من شأن المرأة المحبوبة التي يتغزل بها الشاعر، حين ينظر إليها نظرة مثالية، ويصورها أبدع تصوير، ويرصد عواطفه نحوها. الديوان الذي كتبه مقدمته الشاعر سعيد يعقوب سبقه مجموعة من الدواوين للشاعر فالشاعر فتحي الكسواني صاحب تجربة عميقة، وطويلة في مجال الشعر، يمتلك أدواته الفنية، ويهتم بمقومات القصيدة الناضجة، ويمتلك أسلوبا خاصا في التعبير عن نفسه، وله حضور لافت في المشاركات الشعرية، في الأندية والهيئات والروابط الثقافية، يقول كاتب مقدمة الديوان الشاعر سعيد يعقوب في مقدمته لهذا الديوان: «...(نغم الحب)»، ديوان جديد للشاعر الأردني فتحي الكسواني، خصَّصه للحديث عن الحب وشؤونه وشجونه، فقد اتخذ شاعرنا من الشعر معزفا يعزف عليه ببراعة أحاسيسه وعواطفه، مُعبِّرا عن خلجات نفسه، وصبوات روحه، وأحلام قلبه، ونحن نرى الشاعر يُمِرُّ أناملَه الذهبية على أوتار الشعر، فيعزف لنا أرق الألحان، وأعذب النغمات، ويرسم لنا بريشته المبدعة أجمل الصور ، في قالب أدبي فني، للخيال والتصوير حظ كبير منه، ولصدق العاطفة نصيب وافر، ولعمق المعاني قسم لا تخطئه عين الناقد الأريب، يسوق ذلك كله بكل مهارة فلا تلحظ له خطأ، ولا تصيب عنده عثرة، وقد سبق للشاعر فتحي الكسواني أن أصدر عددا من الدواوين الشعرية وها هو بهذا الديوان المخصص للحب، يواصل تجربته الشعرية بإصرار وثقة، متجاوزا نفسه في كل مرة، وها هو ينشد أناشيده للمرأة، ويصدح في محراب الحب، فيوقِّعُ له نغماتِهِ المُطْربة، ويضفر باقات حروفه النديّة، ويقدمها لمن أحب قلبه، فألهمه كل هذا الجمال ....» ومن قصائد الديوان نقرأ «نــــــور عينــــــــــي»: «إِنّــي رَأيتُــكِ فـِي الْمَنــامِ أميـــرَة / تَتَهامَسينَ بِثَغّــــرِكِ الْمُتَبَسِـــــــمِ/ حتى انْتَشَيتُ وَفَاضَ قَلْبِي بِالْهَوى/ مِنْ سِحْرِها وَجَمالِها الْمُتَنعِّمِ/ يَرْنو إِليكِ الْمَجْدُ فِي عَلْيائِــــــــه/ ثَمِلَ الْحَبيبُ بِصَوْتِكِ المُتَرَنِّمِ/ الْبَدْرُ قَدْ سَكَنَ الْمُحَيّا عَاشِقـــــــاً/ فبدا الضياءُ عَلى رَقِيقِ الْمَبْسَـــــمِ/ غازَلْتُها وَالطَيرُ صَـــدّاحُ الْغِنــــا/ يَشْدو بأنْغامِ الْمُحّبِ الْمُنْعِـــــــــــمِ/ مَا أجْمَلَ الْوَشْمَ الذِي فِـي خَدّهـــا/ كَجَمـــالِ بَـــدْرٍ أو تألُّقِ أنْجُــــمِ/ فِيكِ الحَياةُ رَأَيْتُ كُلَّ جَمَالِها / أنْـــتِ الصَبابَــة لِلْحَبيــبِ المُلْهَمِ». ومما تجدر الإشارة إليه أن الشاعر فتحي الكسواني، مواليد مدينة عمان عام، 1959 حصل على الشهادة الجامعية في الحقوق، من جامعة أسيوط جمهورية مصر العربية، وعمل في القطاع المصرفي، في الأردن وليبيا والسعودية، ومن دواوينه الصادرة: أنغام وأشجان ووطنيات ودرب الحب وله حضور واسع ومشاركات كثيرة في المشهد الثقافي المحلي والعربي.