عمان- صدر، بدعم من وزارة الثقافة عن دار أمواج للطباعة والنشر والتوزيع، مجموعة قصصية بعنوان “أكاذيب المساء”، للقاص محمد رمضان الجبور.
تضم المجموعة ثلاثا وثلاثين قصة هي “وصول، وطن، خبر مفجع، ليس الآن، رسالة، جثة رجل آخر، موت الحصان والأمر 72، أكاذيب المساء، أبطال من ورق، رحلة، شواخص، فاكهة متنكرة، نافذة، من أنت، قرائح ميتة، أحلام طائرة، محاولة، انحناء، اعتذار، حالة، جثة غامضة، زهرة الامارلس، هذيان، لماذا، حوار، خسة.. وغدر، سر الابتسامة، البوابة السوداء، تشوه، فاصل”.
كتب الشاعر والباحث أحمد الحسن مقدمة المجموعة، يقول فيها إنه لا يمكن للأديب شاعرا كان أو قاصا أو روائيا أن ينفصل عن المجتمع وأحداثه ومشاكله ومعاناته. فهو راصد جيد للمشهد، ولاقط له، ومشخص ومعالج، سلاحه في ذلك قلمه حين ينبري، وكفره حين يحلل ويشرح، وصفحاته حين يبسط عليها كل ذلك للعرض والوصف وتحديد العلاج.
ويضيف الحسن أن الجبور في مجموعته القصصية الخامسة “أكاذيب المساء”، أمسك بناصية الأدب الاجتماعي، حيث يوقن بتأثير هذا اللون من الأدب في المتلقي، ويكشف الكثير من العثرات والأمراض التي تلف الكثير من أبناء المجتمع.
وينوه الحسن الى أن المؤلف في هذه المجموعة مد بساطه ونثر الكثير من مشاكل المجتمع، وامتشق قلمه وراح بمداده يصنع الكثير من اللوحات بأسلوب قصصي متميز، ومشوّق؛ حيث طرق معظم الأبواب التي تئن من معاناة المجتمع، وطرحها للنقاش والعلاج، من خلال بعض النماذج التي اختارها في مجموعته التي بين أيدينا.
ويلفت الحسن الى القصة التي حملت المجموعة اسمها وهي “أكاذيب المساء”، نلمس كيف استطاع الكاتب توظيف ظاهرة الكذب والأحلام والخيال والتمنيات من خلال “شلة”، من الأشخاص جمعهم المقهى، وشردهم الكهف تحت مظلة السواد الآتي من الليل وعتمة عقولهم. ورغم أوضاعهم المأساوية فإنهم يحلمون ويطلقون لأنفسهم العنان للحب والوفاء والمفاضلة، وكأن حياتهم وبؤسها الممتد عبر الليل والسواد يختلف حيث يكون في عمق البحر وأمواجه عن البر وأهله. فحياتهم هي هي أينما كانوا.. فالخلل فيهم، هم فضلوا السواد والليل والتشرد.
ويبن الحسن أن المؤلف يتطرق في هذه المجموعة الى الكثير من مشاهد الخلل التي تلف المجتمع، فصاغ منها بعض قصصه، وحاول إيجاد الحلول لتلك المشاهد، وكذلك حاول تبيان الأسس والوسائل في التعامل معها، لافتا الى أن الكاتب فرد مساحة وافرة للوطن في قصص أدبية، حيث بسط العديد من المشاهد التعامل مع هذا الوطن الذي يقطن قلوب أبنائه، فسطر ما رآه عن الوطن، وأساليب حبه، وتطرق الى المرور والحوادث ونتائجها المأساوية، والأرواح التي تحصدها الحوادث.
ويخلص الحسن الى أن هذه المجموعة القصصية تنتهي على الورق؛ لا لتسدل الستارة على أحداث القصة، بل لتدخل نهاياتها في بدايات جديدة وآفاق أرحب.
ويذكر أن محمد الجبور هو قاص وشاعر وناقد، حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، والدبلوم العالي في إدارة مدرسة الجامعة الهاشمية، وصدر له أربع مجموعات قصصية هي: “جدار الوهم”، “أبواب للدخول فقط”، “تعيش أنت”، و”أحلام ممنوعة”، وفي مجال الشعر صدر له ديوان بعنوان “حين تمرين في خاطري”، في مجال النقد صدرت دراسة بعنوان “قراءات في عالم مصطفى القرنة الروائي” ودراسة قرآنية بعنوان “درر ولطائف من القرآن الكريم”.

المصدر: جريدة الغد الاردنية