إن قصة الكون مكتوبة في الضوء الذي يملؤه، وبما أننا محاصرون على سطح كوكبنا الصخري الصغير، يمكننا أن ننظر عالياً ونحاول أن نُطالع هذه القصة. يروي الكتاب حكاية خمس عمليات فيزيائية فلكية تُفسرها الرحلة المدهشة للضوء عبر المكان والزمان، إنها رحلة خمسة فوتونات.

إن القواعد الأساسية التي تحكم كيفية تفاعل الفوتونات والمادة هي نفسها التي تحكم الضوء الذي يضيء غرفة معيشتي، وتسري على رحلة كل فوتون عبر الكون، وهي تصف كل غروب للشمس وكل قوس قزح وكل ليلة مُقمرة.

ويشرح لنا مؤلف الكتاب رحلة الضوء (الذي تشكل الفوتونات لبناته الأساسية وأدق مكوناته) عبر خمسة مستويات مختلفة في الزمان والمكان. وينطلق الضوء في رحلته المحكومة بفيزياء الكم، والنسبية العامة، والنجوم والثقوب السوداء، والمادة المظلمة، والطاقة المظلمة، إلى أن يصل إلينا على الأرض.

ويُسهب الكاتب في بيان كل محطة من محطات تلك الرحلة، بما تموج به من تفاصيل لظواهر كونية عجيبة ومثيرة وماتعة. إن مُعايشتنا للضوء بسيطة ومحببة إلينا، فبوسعنا رؤيته. والضوء يتفاعل مع الأشياء الموجودة في بيئتنا بطرائق مختلفة، ويسمح لنا هذا التفاعل بالتمييز مثلاً، ما بين طاولة عتيقة مصنوعة من خشب البلوط، ومقعد بلاستيكي، وبين معدن مصقول وفراء.

وجيمز جيتش هو أستاذ الفيزياء الفلكية في مركز أبحاث الفيزياء الفلكية في جامعة هيرتفوردشاير البريطانية. وتتركز أبحاثه عموماً على تكوّن المجرات وتطورها، إضافة إلى الاستخدامات الجديدة لتعلم الآلات في الفيزياء الفلكية واستكشاف تطبيقات هذه التقنيات في مجالات أخرى، منها الزراعة والطب.

أما طارق راشد عليان فهو باحث في مركز الأخبار في تلفزيون أبوظبي، عمل مترجماً ومحرراً في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية (2007-2018).

وله مساهمات مترجمة في مجلة «الثقافة العالمية» الكويتية، ومجلة «نيتشر»، فاز بجائزة الترجمة للشباب عن المركز القومي للترجمة، القاهرة، الدورة الثالثة لعام 2015 عن كتاب «عندما تسقط العمالقة.. خريطة طريق اقتصادية لنهاية العهد الأمريكي».

المصدر: وكالة انباء الشعر