صدر حديثا عن دار ركاز للنشر والتوزيع في إربد، كتاب نصوص أدبية للكاتب أدهم حسن البوريني عنونه «ظل له ظل»، وتحت العنوان كتب «ما كان يخيفني من الأنداد غير ند لا أراه إلا في المرايا»، جاءت النصوص في زهاء 139 صفحة من القطع التوسط مشتملة على العديد الكتابات تداخل فيها الشعر والقصة والخاطرة يجمع هذه الكتابات الحكمة والأمثال التي نسجها الكاتب بوعي وثقافة ضمن مخيلة تنم عن إدراك في سبك هذه الكتابات التي تتجلّى الرؤى في رسم أحيانا حوارات تستقرئ دواخل النفس وارهاصات الواقع وبالحكمة . يقول أدهم البوريني في نص حمل عنوان «ثرثرات4»: (الازدواجية أن تحمل الأنثى توأما ثم تضع طفلا واحدا يحمل هويته وهوية المنسحبة» أليس هذا نصا يحمل عنصر المفارقة العجيب والدهشة في قفلته، وكذلك حكمة القول في البناء الفني المتقن. وفي نص آخر من الحكم التي وردت في الكتاب وتلامس حياة الإنسان والبلاء العميم. لنقرأ هذا النص حيث يرسم لنا مشهدا نراه في محطات كثيرة على هذه الأرض المسكونة بالوجع الروحي أليس هذا ما يشي بمعنى الحكمة لتكون درسا لفهم معنى البلاء : «لا بلاء يحل على الناس كبلائهم بغبي أثنى عليه أغبياء فتعمم الفهم وتعكّر الحلم وادّعى العلم». وفي الكتاب حكم ودروس كثيرة خطها الكاتب أدهم البوريني بفهم دقيق لما يجول في خواطرنا وثنايانا المشبعة بانكسارات الأرواح مما علق فيها، هذا إلى جانب ما ورد في الكتاب الخواطر والقصّ الجميل واللغة المتخيلة التي تنم فهم دقيق للقضايا التي اختزلها في نصوص قصيرة لا تحتمل الثرثرة الماتعة في بنائها.. وإن أطلق على نصوصه «ثرثرات» إلا أنها ثرثرة تنثر عبقها في مساحة في ذهنية القارئ والمتلقي. لنأخذ هذا المشهد الذي جاء على نحو مدهش لا يخلو من القصّ الشعري اللافت في البناء والذي يضع القارئ في عمق الدهشة والصدمة في قفلته الغير متوقعة، يقو أدهم البوريني في نص بعنوان «مرة أخرى» :»في المساء المنصرم، حين انطفأت جذوة السماء وبعثرها الليل جمرا يرد البرد عن قمره، أفرغني الفراغ من انشغالي، فعدت مكسورا إلى الماضي لأعرف في أي واد ضعت ومن أي درب رأيت خيالي يلوح لي، وفي الطريق المخترق، وعلى ذات المفترق، اصطدم قلبي بعيونها وخيبته، فسقط فانوس العزيمة من يدي، وأضعت ذاتي مرة أخرى».
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 14-01-2022 09:05 مساء
الزوار: 551 التعليقات: 0