عمان-الغد- صدرت طبعة جديدة من المجموعة القصصية “ثورة الندم” للأديب الناقد الفلسطيني الراحل محمد السيد في حلة جديدة. هذه المجموعة، في الأصل، كما قال المؤلف عنها سابقا: “هي المجموعة الثانية لي التي تخرج إلى الحياة العام 1982، بعد أن نشرت على مدى عام تقريبًا في مجلة الأمان، في أعدادها من العام 1980”. وخرجت مجموعة “ثورة الندم” إلى الحياة، في طبعتها الأولى عن دار الفرقان، في عمان، العام 1982، واليوم تصدر في طبعتها الثانية، عن دار المأمون في عمان، في حلة جديدة، في مائة وثلاث وسبعين صفحة، من القطع الكبير. وتتألف المجموعة من خمس عشرة قصة، تعالج بعض الجوانب من هموم الصحوة الإسلامية المعاصرة، مثل قضية المرأة، ونضالات الشعب الفلسطيني، ومشاكل الداعية الإسلامي، في خضم المتطلبات والمعوقات العاتية، إلى جانب بعض القضايا الاجتماعية والسياسية والنفسية والحضارية، التي باتت هموما تشغل بال الإنسان في عصرنا هذا. وقد أخذت المجموعة عنوانها من إحدى قصص المجموعة “ثورة الندم”، تلك القصة التي تروي حكاية ثلاثة من الشبان، يمثلون شريحتين أو ثلاثا من شرائح المجتمع العربي المنكوب؛ مجاهد، وطالب مال، وطالب لذة. كيف أن المجاهد قد أبلى بلاء حسنًا، واستشهد بخيانة صديق له هو اللاهث وراء اللذة، وكيف أنه بعد استشهاد صديقه، تاب وآب إلى رشده، بعد أن دفع الثمن غاليًا، فنقلته توبته من الرذيلة، إلى تائب ثائر ضد العدو. ومما عرضه السيد في مجموعته، قصة مواكب الفارغين من المثقفين وأدعياء الثقافة، الذين يمزقون شريان الحياة، بما يبيدون من أوقات، دون الالتفات إلى رصاصات الغدر الإسرائيلي في الضفة والقطاع والجنوب اللبناني، وتل الزعتر وسواه، مؤكدا أن الأرض لن يحررها إلا الأيدي المتوضئة. وجاءت المجموعة القصصية بلغة أدبية وشاعرية مستساغة لمستويات القراء كافة، وبقلم ينحو نحو البساطة والسلاسة لكن لا يخلو من الرمزية، وهو أسلوب دأب عليه كاتبنا -رحمه الله- في مجمل كتاباته التي كللها بتلك التقنية الغنية بالصور والأمثلة والاستشهادات من مصادر متنوعة ومتعددة. والمؤلف رحمه الله، كان عضوا في رابطة الأدب الإسلامي العالمي، ورابطة أدباء الشام، وله الكثير من المؤلفات المتنوعة بين القصة والأدب والفكر.