ياسر العبادي
عن وزارة الثقافة الأردنيّة؛ صدر العدد 412 من مجلة «أفكار» الشهريّة، وهذا العدد يصدر عن الهيئة السابقة التي كان يرأس تحريرها د. غسان عبد الخالق، تضمن مجموعةً من الموضوعات والدراسات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبةٌ من الكتّاب من الأردن وخارجه.
استهل الروائي هاشم غرايبة العددَ بمفتتح بعنوان « اسمي لا أحد «، يقول فيه: « الأمور تزداد تعقيدًا عندما نعرف أنَّ «نيمو» الذي يحكي القصة عام 2092 هو بطل في قصة خيال علمي كتبها «نيمو» الشاب! هكذا تتداخل في الفيلم نظرية الفوضى مع تأثير الفراشة. كل اختيار مهما صغر يمكن أن يضعنا في كون آخر مختلف تمامًا. الحرية الحقيقية هي أن تعيش حياة لا ترغم فيها على الاختيار!
طبعًا هناك أفلام كثيرة ناقشت المصائر المختلفة للإنسان، ومنها مثلاً (اركضي يا لولا)، و(الأبواب المنزلقة)، وحتمًا توجد أفلام أخرى في هذا الحقل لم أشاهدها، لكن لا أعرف لماذا قُدّر لهذا الفيلم أن يتربع على صدر هذا المقال. فكل القرارات/ الخيارات/ المسارات / السيناريوهات/ التي قادت قلمي للكتابة عن هذه الفكرة عبر هذا الفيلم غامضة. ماذا لو حدّد لي رئيس التحرير موضوع الافتتاحية؟ كيف سيكون محتوى وشكل هذا المقال لو كتبته في سياق مشروع آخر؟ ماذا لو أنَّني لم أقرأ «مرايا غوليانو»؟ ماذا لو أنَّني لم أشاهد هذا الفيلم قبيل مكالمة الدكتور غسان عبد الخالق، وواكب حضور أحداثه في ذاكرتي حادثة تكليفي بكتابة حرّة لهذه المساحة من مجلة أفكار؟ حتمًا هناك مقال ما، مختلف شكلًا ومضمونًا كتبه «هاشم» آخر في طرف من هذا العالم، ولا سبيل لمعرفته!».
ومن جانب آخر أضاف غرايبة: « كل/ القرارات/ الخيارات/ المسارات/ السيناريوهات/ حدثت. ولكنّنَا لا نعرف القصة الحقيقية للسيد «نيمو»! لا نعرف هل قطة «شرويدر» حيّة أم ميتة! هل عاش «نيمو» مع أبيه، أم مع أمّه، وهل تزوج الفتيات الثلاث، أم هو مجرد بطل قصة الخيال العلمي التي رأيناها؟ لا نعرف حقًا أيّ قصة هي الأصل وأيّها الصورة، فالتفاصيل كلها حدثت ولم تحدث في آن معًا! الحياةُ حشدٌ من الاختيارات الطفيفة في كل مرحلة، بل في كل لحظة، وكل اختيار يقودنا لمنعطفٍ جديد، ويشقُّ طريقًا إلى حياة أخرى.. وفي الختام يظلُّ السؤالُ المحيّر معلّقًا في الفراغ: أين كنتُ سأكون لو اتخذتُ قرارات مختلفة واخترتُ أشياء أخرى؟».
وتضمن العددُ ملفًا حول» الأردن بوصفه ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 «، من إعداد الشاعر والكاتب والباحث والمترجم المصري محمد زين العابدين.
وفي باب دراسات ومقالات نطالع ما يلي: «مصطفى وهبي التل؛ حقيقة خياميته». د. يوسف بكّار. «مستقبل الثقافة في مصر»؛ طه حسين وفكره الإصلاحي». د. عباس عباس. «مرونة الثقافة واستحقاقات المرحلة». عبدالمجيد جرادات. «د. زكريا إبراهيم؛ رائد الثقافة الفلسفية المعاصرة». أ. خليل الجيزاوي. «حين يكون الجمهورُ شريكًا في الفرجة؛ الأديب الكبير عم إبراهيم/ العرض المسرحي المخاتل لطلبة عين شمس». موسى حوامدة. «أزمة الوعي والثقافة عند الجيل المعاصر/ الأسباب والنتائج». د. أحمد غطاشة. «فلسفةُ الجمالِ عند العقّاد». خلف أحمد محمود أبو زيد. «إبراهيم ناجي؛ شاعر الأطلال». حواس محمود. «الكتابة الما بعد حداثية؛ ورواية «ماكيت القاهرة» لطارق إمام». هالة حاتم عبدالهادي محمد. «بدو سيناء: إشكاليّةُ المصطلح في المصادر التاريخيّة، زمنَ سلاطين المماليك». د. مصطفى وجيه مصطفى. «الجرادُ من المأكولات البدويّة». د. علي عفيفي غازي.»المخرجُ «توفيق صالح» أستاذُ السينما المصريّة». علي العقباني. «الثقافة ولغة التنوير العقلاني». منال محمد يوسف. «كاريزما الأداء السينمائيّ؛ أحمد زكي في «زوجة رجل مهم». د. عبداتي بوشعاب. «الآخر» في التعبير الدراميّ السينمائيّ؛ بين التهميش والقبول». عبد الكريم قادري. «فتحي غانم، الكتابة الروائيّة من معجم الواقعِ إلى معجم الفنِّ.» د أحمد يحيى علي. «حول أزمةِ الثقافةِ في العالم العربيّ». د. خالد صلاح حنفي محمود.
أمَّا في باب «إبداع» فنقرأ قصائد لـِ: سعيد أحمد يعقوب (رِسَالَةُ مُغْتَرِبٍ إِلَى وَطَنِهِ). أمين الربيع (يجيءُ الحبُّ). مأمون حسن. (كأنَّي أراكْ). شريف الشافعي (مفاتيحُ للضوءِ).
ونقرأ في القصة ل: حنين خالد (رهانات رابحة). يوسف الغزو (جمالٌ ودلالٌ).
وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب «نوافذ ثقافية». العدد من إخراج المصمّمة هزار مرجي، ولوحتا الغلافين الأمامي والخلفي للفنان محمد نصر الله.
جريدة الدستور الاردنية