ياسر العبادي صدر حديثا عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ديوان (القدس جوهرة العرب) للشاعر «عزات أبو مخو الجريري». حيث إن عنوان هذا الديوان لإحدى قصائده الطّويلة، وقد عبّر الشاعر عن مضمون الدّيوان، والمكتوب كما قالت العرب يقرأ من عنوانه، حيث يقع فيما يقارب المائة صفحة، فيه من القصائد الطّوال ما يوحي بأنّك أمام شاعر طويل النّفس، وهذا كان وما زال من الأمارات على شاعريّة الشّاعر، وكانت جلّ القصائد تحمل همّا واحدا، أو تنتظم في سلك واحد هو قضيّة فلسطين والقدس ومسجدها الأقصى. وقال «محمد موسى العويسات» في الديوان: الحمد لله ربّ العالمين، الذي خلق الإنسان وعلّمه البيان، والصّلاة والسّلام على نبينا محمد بن عبد الله أفصح من نطق بلغة الضّاد، القائل إنّ من البيان لحكمة، لم يكن شاعرا ولا قال الشّعر، ولكنّه استمع للشّعراء، وأعجب بالأشعار التي وافقت عقيدة التّوحيد ودعت إلى مكارم الأخلاق، وقد اتّخذ شعراءَ لدعوته يدعون للإسلام ويذبّون عن حياضه، وكان أعظمهم حسّان بن ثابت رضي الله عنه. وقد أجمع السّابقون واللاحقون على أنّ الشّعر صنعة العرب لن ينفكّوا منه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وبقيت للشّعر مكانته في نفوس الخاصّة منهم والعامّة، وتوالت جيوش من الشّعراء في الأمّة منهم الفحول ومنهم المجيدون ومنهم من هو دون ذلك، ولم تتأثر مسيرة الشعر بالمكائد التي نصبها أعداء الأمّة للغة العربيّة، وكأنّي بالعرب قد فطروا على قول الشّعر، ولم يتركوا شيئا في الحياة إلا قالوا فيه شعرا، وأعظم الشّعر مقاما وأثرا في النّفوس شعر تناول قضايا الأمّة وهموم العامّة، عبّر فيه الشّاعر عن شعوره وراح يصوّر عناءهم واعتناءهم، ويدعوهم إلى الخلاص والنّهوض من كبواتهم، فكان أهل هذا النّمط من الشّعر دعاة مصلحين حكماء ثائرين مقاومين، وهذا ما اصطلح عليه النّقاد في العصر الحاضر شعر الالتزام وأسموا شعراءه بالملتزمين، وهؤلاء لهم من الأثر ما لم يبلغه الخطباء وغيرهم من أهل فنون الأدب الأخرى، وذلك لما في الشّعر من موسيقى والتي نسمّيها الوزن، وما فيه من جمال الصّورة واختزال المعاني الشّريفة اللّطيفة، وما فطر عليه العربيّ من ميل للشّعر.