ويؤكّد أن على المبدع ألا يقعد عن الحلم؛ مختمراً في ذهنه روايةً تحت عنوان (رياح السموم ومشاغل الغجر)، مهتماً بالسؤال فيها عن الوطن وتجلّياته؛ حيث الغجر سيكونون سلّماً ليسألوا إلى جواره عن الوطن.
وينطلق القوابعة، الذي اختيرت روايته (سفربرلك) ضمن منشورات مكتبة الأسرة الأردنية، من التجذّر في الوطن بالمتمم العربي؛ مثلما فعل في رواية (الرقص على ذرى طوبقال) التي رقص والمغاربة فيها رقصة الاستقلال فوق هاتيك المرتفعات مع مسحة من الحزن لأن شيئاً ما ظلّ يقلق ذلك الاستقلال.
ينصح القوابعة الشباب المستعجلين الإبداع أن يتريّثوا؛ خاصّاً الرواية بحديث يراها فيه فنّاً يحتاج خيوطاً وأفقاً يتصل بالعربي والعالمي، مهتماً بخميرة الإبداع التي تغذّيها الثقافة والنقد والأخذ برؤى الروّاد ومحاكمة النصوص بمعيار النقد.
يرى القوابعة ضخّ التاريخ في الرواية عملاً محفوفاً بالتيه؛ إذ يفقد الشباب التصوّر المسبق معتقدين بشرعنة النص في سياق سرد التاريخ أو نقل الأحداث؛ فالرواية مراوغة وحس واستيلاد لأفكار موازية وشراكة مع معطيات الزمان والمكان ومحاكمة واعية ضمن توليفة الإبداع.
يؤكّد القوابعة المكان في أعماله الروائيّة، مؤيداً غالب هلسا، مبيناً أنّه كتب عن جنوب الأردن وتنافذ على فلسطين وشمال أفريقيا، فتحرّك في فضاءٍ ممتد فوق (الجزر الخالدات) عند المغاربة الذين ضرب معهم وجه الأرض برقصات جنونية احتجاجاً على شرخ الاستقلال.
يستذكر القوابعة ستينات القرن الماضي في الجامعة الأردنية وسجالات الأساتذة في الفكر والسياسة وجديّة الدرس، إذ ظلّ يطوي المسافات بين عمان والطفيلة بحثاً عن جديد (فقد وصلت في إحدى المرات إلى تيسير السبول في الإذاعة الأ دنية على جناح تراكتور وكنت معلماً آنذاك).
يستعيد القوابعة من تلك الجلسات قصيدة المتنبي: (مغاني الشعب طيباً في المغاني/بمنزلة الربيع من الزمان/ ولكن الفتى العربي فيها/غريب الوجه واليد واللسان)؛ مستذكراً حوار محمد محمود شاكر وحواره في لندن مع أجنبية درست الأدب العربي، ووصفت المتنبي سلاحاً قومياً بيد العرب استناداً إلى ذلك البيت الذي ما يزال.