|
عرار: عرار - المغربية : بحضور الناقد الجمالي والكاتب الفرنسي دانييل كوتيريي، الذي كتب مقدمة الكتاب، وعدد مهم من الفنانين والنقاد والمهتمين بالفنون التشكيلية. وقال عفيف بناني في حديث إلى "المغربية" إن حفل التوقيع، يندرج في إطار الأنشطة الثقافية، التي نظمت على هامش النسخة الثانية للمعرض الجهوي للكتاب، الذي اختتمت فعالياتة أول أمس الأربعاء، بمدينة مكناس، بمشاركة مؤسسات ثقافية وطنية، ومعاهد ثقافية أجنبية، ومكتبات محلية، مشيدا بالجهود المبذولة من طرف المنظمين لدعم صناعة الكتاب وترويجه وتشجيع القراءة وجعلها سلوكا يوميا للمواطن المغربي، باعتبارها جسرا تواصليا مهما، ووسيلة لاكتشاف مساحات فكرية جديدة، ومدخلا أساسيا للانتماء إلى مجتمع المعلومات ودمقرطة الثقافة. وفي كلمته حول الكتاب، أكد الناقد الجمالي الفرنسي، دانييل كوتريي، في حديث مماثل إلى "المغربية" أن بناني انخرط بكتابه الصادر باللغة الفرنسية عن منشورات أمنية للإبداع والتواصل الفني والأدبي، في مشروع تربوي طموح، مبرزا أنه يقدم من خلال "معجم الفنون التشكيلية"، الذي يعتبر سفرا معرفيا رحبا في عالم الفن التشكيلي، مادة معرفية خصبة من موقعه كفنان عالمي، ومن محيط اشتغاله الإبداعي. ما يثير في هذا الإصدار، حسب كوتيريي، أنه يستعرض مختلف التيارات التشكيلية، منذ عصر النهضة الإيطالية، إلى اليوم، واضعا تعريفات مركزة لمختلف المدارس الجمالية من قبيل (التشخيصية، والتجريدية، والرمزية، والددائية، والوحشية، والانطباعية، والتكعيبية، والسوريالية، والتنقيطية، والمستقبلية، والبوب آرت.....). ووقوفا أيضا، عند أبرز رواد هذه التيارات وأساليبهم. يتناول الكتاب في 294 صفحة من الحجم المتوسط، محاور عديدة نذكر منها "تأملات حول الفن"، و"معجم الفنون التشكيلية"، و"مختلف الاتجاهات والمدارس التشكيلية"، و"معجم فرنسي عربي"، و"الأيام العالمية وعلاقتها بالفن"، إضافة إلى تعريف بالصور بالأدوات والمواد المستعملة في الفن التشكيلي (الصباغة، والفرشاة، القماش، والملاعق....)، ونماذج من اللوحات التي تعكس كل اتجاه على حدة. كما يتضمن أزيد من 500 مصطلح حاول بناني تقديمها بطريقة علمية مركزة ومدققة، على نحو ظاهر. فما يميز الكتاب، الذي سهر على مراجعة مواده الأساسية دانييل كوتريي، فضلا عن اختياره اللوحة التي زينت غلافه وهي من منجز بناني، الذي يجسد قصبة مغربية تعكس البعد البصري للمقروء، أنه أول معجم تقني حول مصطلحات الفن التشكيلي في المغرب والعالم العربي. يؤكد بناني أن ما دفعه لكتابة هذا الكتاب، هو الطفرة الإيجابية التي تعيشها الساحة الفنية المغربية، إذ تضاعف عدد الفنانات والفنانين التشكيليين في المغرب، مشيرا إلى أن هذه الطفرة أفرزت مفاهيم جديدة ومصطلحات تقنية، تقدم بكيفية غامضة، إن لم نقل خاطئة، بحيث يغلب عليها منطق التأويل المغلوط، خلال تداولها من شخص إلى آخر، يقول بناني "لا يجد كتاب ونقاد الفن الغربيون، صعوبة في الكتابة أو إصدار مؤلفات حول (مورفولوجية الفن الصباغي)، في حين يفتقد المغاربة ذلك، ما يجعل الخزانات المغربية والعربية تفتقر إلى هذا الصنف من الإبداع". ويردف قائلا إن "التشكيل لا يدرس انطلاقا من الكتب، وكل ما يكتب يدخل في خانة وجهات نطر وكتابات انطباعية وشخصية، وأفكار بسيطة حول الفن الصباغي، إذ غالبا ما نقف عاجزين عن التفريق بين الجانب المعرفي النظري والجانب التقني، وكل ماله علاقة بقواعد الفن". إنه كتاب يقدم نفسه كدعوة مفتوحة للقراء، إذ يستجمع عناصره من قراءات متعددة وبحث مضن للكاتب عبر تجربة في الفنون البصرية امتدت لعقدين، محترما حسن المرجعية وحسن الاستدلال، وتماسك البناء البيداغوجي، بعيدا عن كل تعقيد أو غموض، حسب كوتريي، الذي يقول في مقدمة الكتاب إن "معجم الفنون التشكيلية" يستحق أن يكون واضحا وسهلا، لأن صاحبه تغيى الدقة، واستعان في تأليفه بعدته الإجرائية، وأدوات اشتغاله الفنية، وهو منتوج معرفي رائع ليس فقط للكاتب بناني، لكن أيضا، للهاوي والشغوف بالفن الصباغي، والقارئ المبتدئ، فهو معجم سيفرض وجوده في المكتبات، لأن هذا الصنف من الإبداع نادر". فالغاية من تأليفه تشكيل قيمة بيداغوجية خالصة، لأنه يفتح، حسب كوتيريي، نافذة لاختراق عوالم هذا الفن، وهو من هذا المنظور كتاب في صناعة الذائقة الجمالية لفن بصري مثل التشكيل. كما أنه ارتضاء لنمط الكتابة التاريخية، وإبراز التقنيات والأسس الجمالية لكل اتجاه تشكيلي. ويعد هذا الإصدار الجديد، ثالث عمل لبناني في حقل الفنون التشكيلية، بعد كتابه "الفن الصباغي من القرن 19 إلى 1945"، الذي يرصد فيه جميع الاتجاهات والتعبيرات التشكيلية، وحقيبته الفنية التي أنجزها بالاشتراك مع الشاعر المغربي إدريس خدري تحت عنوان"المزن والقزح". الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 24-12-2011 05:08 مساء
الزوار: 1422 التعليقات: 0
|