عرار:

تتميز قصائد ديوان (المزمار) للشاعر الاردني المغترب مروان عويس والصادر حديثا عن دار ازمنة، بذلك الدفء والصدق والجماليات المستمدة من مسقط راس الشاعر في مدينة عجلون.

تطوف القصائد المحملة بالذكريات الحميمة في الكثير من البيئة الاردنية الخصبة حيث الاشجار والجبال والوديان والانعام وبساطة الناس فيها، وهي تتدفق بسلاسة في سرد شعري متين يعبر عن موهبة الشاعر الابداعية واحساسه الفطن بالكلمة والمعنى والدلالة والبلاغة.

تشير شقيقة الشاعر ميسون عويس في مقدمة وضعتها بالديوان: «الى ان المواهب تولد عادة مع الانسان سواء أكانت خاصة بالشعر او الموسيقى او الرسم الا انها احيانا كثيرة تحتاج الى من يظهرها في هذا الشخص الموهوب كي تنعكس على الواقع العملي فيتمتع المجتمع بهذه الروائع وهذا ما حصل للشاعر مروان مناور عويس».

احتوى الديوان على فصلين رئيسيين توزعت عنهما مجموعة من القصائد التي تستذكر جهود المغفور له الملك الحسين ومن بين عناوين قصائد هذا الفصل: ملك القلوب، ملك السلام، ملك الملوك، الملك المحبوب، سلاما مليك الشرق، ومن بين قصائد الفصل الثاني من الكتاب التي تحتفي بالوطن والحنين اليه والى الاهل والاصدقاء والاحبة كانت قصائد: عشقت بني قومي، لي الله، البكاء المر، الشقاء الاخر، فتجلى الاردن، ارض احبتي، اضوى جوى، عيونهن شهد، اظمى لسلمى، مضني الفؤاد، بالنوى حكموا، اناجي طيفها، وسواها كثير..

بدأ الشاعر مروان عويس المولود العام 1944 في عجلون في نشر العديد من القصائد منذ وقت مبكر حيث احتفت بها العديد من ادبيات تلك الحقبة كحال مجلة (الاسبوع العربي) اواخر الخمسينات التي وضعت له بيتين من الشعر في حيز خاص على صفحتين لتعكس قيمة وجماليات ما تنطوي عليه من رؤى وافكار بليغة، وجاء في البيتين:

لا تسلم العين من زيف وحذلقة.. واكثر القول مسموع من الكذب/ قد صاغك الله الوانا مذهبة.. ولست انكر حب القلوب للذهب.

ابدع الشاعر عويس الذي عمل في مقتبل حياته المهنية باذاعة بغداد في العراق وصحفيا في سلطنة عمان ومراسلا لاذاعة البي بي سي في لندن وما زال مقيما هناك، في كتابة القصائد الوطنية الجميلة والغزل والمديح والحنين حيث يلحظ القارئ تناغما وتاثرا بين قصائده وقامات القصيدة العربية الكلاسيكية.