«فلسطين الحضارة عبر التاريخ» عنوان الكتاب الصادر باللغتين العربية والإنكليزية عن «دارة الفنون» في عمّان، والذي يوثّق لمعارض وبرنامج الدارة للعام الماضي، ويستعرض رموز الحضارة الفلسطينيّة وتراثها الثقافي عبر العصور.
يمثّل الكتاب، الذي أقيم حفل إطلاقه يوم الثلاثاء الماضي في الدارة، محاولة لإبراز دور المدوّنة التاريخية والبصرية في تكذيب السردية الاستعمارية الإسرائيلية، من خلال النسيج الذي تمثّله الرواية العربية بوحدة الأرض الفلسطينية التاريخية وهويتها الحضارية العربية.
تُفتتح مقدّمة العمل باقتباس للكاتب والتربوي الفلسطيني خليل السكاكيني (1878 – 1953) كان قد دوّنه في القاهرة بعد نكبة فلسطين يرد فيه: «الوداع يا دارنا، يا دار الأمّة، يا ملتقى أقطاب السياسة ورجال الصحافة وكبار الخطباء والفنّانين من مصر ولبنان وسوريا والعراق. الوداع يا دارنا، يا مستقر القيادة، يا مستوصف الجرحى، يا ملاذ اللاجئين».
يتضمّن الكتاب نصوص المحاضرات والندوات التي قُدّمت في الدارة، وتناولت الآثار والعمارة والصحافة والإذاعة المبكّرة، والكتّاب الفلسطينيين، والتصوير وتاريخ الموسيقى والثقافة الشعبيّة قبل النكبة، ومنها محاضرة بعنوان «الأردن وفلسطين مع بداية الاستقرار وأولى المدن»، للآثاري معاوية إبراهيم، ومحاضرة للكاتبة فيحاء عبد الهادي عن مساهمة النساء الفلسطينيات السياسية.
ويحتوي أيضاً تفاصيل لقاء مع الفنّان سهيل خوري عن الحياة الموسيقية في فلسطين، ومحاضرة للباحث عصام بدر عن التصوير في فلسطين وبداياته، ومحاضرة للباحث نظمي الجعبة عن المكتبة الخالدية في القدس، والتي تأسّست عام 1899، وعرضاً لعايدة النجار لأطروحة الدكتوراه التي نشرتها بعنوان «صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن 1900 – 1948»، ومحاضرة للباحث سليم تماري بعنوان «السير الذاتية المبكرة في فلسطين كمدخل لقراءة التاريخ الاجتماعي».
إلى جانب ذلك، يستعرض الكتاب المعارض الفنيّة التي أقيمت على مدار العام، حيث عُرضت أعمال لفنّانين روّاد عرب وأوروبيّين من بدايات القرن العشرين، إلى جانب فنّانين معاصرين، إضافة إلى صور فوتوغرافية لمدينة القدس المحتلة ومعالم فلسطينية قديمة، من بينها معرض لأول مصوّرة فلسطينية، وهي كريمة عبود (1896 - 1940).
إلى جانب معارض لروّاد الفن الفلسطيني ومنهم زلفى السعدي (1905 – 1988)، ونقولا الصايغ (1836 – 1942)، وخليل حلبي (1889 – 1964)، كما عُرضت مجموعة من الأنسجة والأثواب يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر من مجموعة الفنانة وداد قعوار، ولوحات للرحالة تعود أقدمها إلى عام 1850 تصوّر مدن حيفا وعكا وبيت لحم والقدس ونابلس من مجموعة الأكاديمي هشام الخطيب.