ناقد عراقي يعاين «حضور الموت وإيقاع الغياب في شعر موسى حوامدة»
عرار:
عمان - صدر حديثا عن دار تموز السورية ضمن سلسلة الأعمال النقدية الكاملة كتاب «حضور الموت وايقاع الغياب في شعر موسى حوامدة» للناقد والشاعر العراقي الدكتور أحمد شهاب. ويتناول الكتاب التجربة الإبداعية للشاعر موسى حوامدة وكيف أسهم في تغيير تلقي الشعر الفلسطيني بطرحه للقضية الفلسطينية خارج الخطاب السياسي والتركيز على ما هو شخصي وذاتي. ومن أجواء الكتاب يقول الناقد شهاب: «لقد كان الموتُ منذ أن أدركه الإنسان حاجزاً يقف في طريق حريته، وليس باستطاعة الإنسان أن يغيّر حقيقة هذا الحاجز الذي يعطّل سعيه إلى الاكتمال والنضوج والإبداع والخصب والانفتاح على الديمومة، وبذلك يشعرُ الإنسان بالتردد والتوتر كلّما ساورته فكرةُ الغياب، وظل الإنسان - وعلى وجه الخصوص- الشاعر، متأملاً هذه الظاهرة التي تنقله من الحضور إلى الغياب ومن اكتمال ذاته إلى نقصانها، ونحسب أن الشاعر أكثر استشرافاً للموت وانتظاراً له؛ وذلك لأنه يسعى إلى حيازة ناصية متعة التذوق ويقظة الحس، إذ إن القراءات تسمو بالنفس وتبني جمالها النبيل، وعندما يقف الزوال حيال الذات الشاعرة مهدداً بإزالتها، فإن هذه الذات تتضخم وتنشطر على نفسها، ولأنها لم تعش - سابقا - في كنف الموت فهي تجهله وهذا الجهل يؤدي الى الخوف منه، فتحاول أن تتشبث بالحياة ما استطاعت. يمتلك الشاعر موسى حوامدة موقفاً خاصاً من الموت راسماً بذلك أدق صور حنين الحياة إلى الموت، وحنين الحضور إلى الغياب، والكمال إلى النقصان والطمأنينة إلى القلق، عبر تجربة شعريّة غطت أكثر من ربع قرن واجه فيها موتين: موت شخصي يتمثل بموت أبيه وأمّه وصديق طفولته (صالح) وأبناء شعبه الفلسطيني، وموت موضوعي متمثلاً بموت قيم المجتمع، وقد اخترنا دواوينه الثلاثة (سلالتي الريح...عنواني المطر، جسد للبحر...رداء للقصيدة، وموتى يجرّون السماء) إذ تنتشر ثيمة الموت على مساحة واسعة فيها.