طلال الغوّار يصدر كتاب «انثيالات.. في الشعر.. الطفولة.. الحياة»
عرار:
عمان - طلال الغوّار، من الشعراء الذين برزوا بقوة في المشهد الشعري الحديث منذ السبعينيات، ومن خلال تجربة شعرية فنية خصبة متصلة الإبداع، ودون مطبّات أو خلل في شاعريته. وإذا كانت حياة الشاعر طلال الغوّار منذ طفولته موشّحة بحب الطبيعة والقرية التي ولد فيها وعاش فيها طفولته قبل أن ينتقل إلى المدينة، أجمل أعوام العمر، حيث النهر والشجر والطيور والنهر والحقول الخضراء، فأنا أشعر عنده حياة أخرى ممتزجة بحياة الواقع، لذا نجد هذا الشاعر المبدع قد تفنن في كتابة قصيدة العمود والتفعيلة إلى جانب قصيدة النثر، ومن بعدها سرد الذكريات وسرد أفكاره المتعلقة بجوانب فن الشعر العام، وشعره الخاص، إلى جانب ما يراه من وقائع سلبية وإيجابية. بعد ستة دواوين من الشعر، والتي أصبحت عند القارئ علامة مضيئة في الشعر العراقي الحديث، يجد القارئ نفسه الآن أمام كتاب غريب التشكيل الذي يحمل اسم «انثيالات .. في الشعر .. الطفولة .. الحياة» للشاعر طلال الغوّار. وأنا أحد قراء شعرية طلال الغوّار ومتابع لخطواته في طريق الإبداع، أجد هذا الكتاب من الكتب المهمة ليس كونه من الأهمية المتعلقة بطلال الغوّار، إنما الأهمية من المحتوى الذي فيه من التنوع الكتابي. فبعد أن قرأت الكتاب أكثر من مرتين خلال أسبوع واحد، وجدت نفسي مشدودا إليه بقوة، حيث استفزني محتوى هذه الانثيالات مما دفعني لان أكتب عنه. إن طريقة ترتيب المحتوى الغريبة أعطت صفة جديدة لإصدار أدبي قد يكون مفتاحا لبعض الأدباء والدخول إلى هكذا نوع من الإصدارات. هو «طلال» لم يفصل نصوص المواضيع العامة المتعلقة بالحياة والشعر، عن القصائد المدونة في الكتاب بل اعتمد على التداخل. ويمكن أن نقسّم محتوى الكتاب إلى ثلاثة فصول: الأول .. مقالات قصيرة طرح من خلالها أفكاره وانطباعاته ورؤاه المختلفة عن الشعر والطفولة والحياة. الثاني .. قصائد قصيرة من العمود والتفعيلة وقصائد حرّة تتميز بطاقتها التعبيرية العالية، ومرجعيات هذه القصائد متعددة، فيها من الطبيعة، وأشخاص مجهولي الهوية، وغيرها، ومن هذه المرجعيات رسم الشاعر صوره الشعرية واختصر المضمون برؤى شعرية متدفقة العذوبة، ونجد مساحات من الحزن إلى جانب الفرح الباحث عن المعنى. الثالث .. نصوص أدبية سردية، وهي نصوص كتبها الشاعر ربما للمرة الأولى وتعتبر محطة تحول في مسيرة الشاعر، فهي ولدت من الإحساس بالهموم اليومية العامة والخاصة، وكذلك الذكرى التي تؤكد تواصل الشاعر مع طفولته وقريته، كتبها بلغة سردية ساحرة يشد القارئ ويجعله في حالة استمرار، لقد أحال الشاعر «المكان» إلى مصدر مهم في نصوصه هذه وأعطى لمظاهر الطبيعة تشخيصا يوازي شخصية الشعر الذاتية الرؤيا.