وجبة السحور.. قيمة غذائية وصحية تعين الصائم وتساعد الطلبة
منى أبوحمور
عمان- لا شك بأن وجبة السحور لا تقل أهمية عن وجبة الإفطار، خصوصا عند الأطفال الذين يقضون ساعات الصيام في النهار في المدرسة ومتابعة واجباتهم المدرسية. صيام 14 ساعة خلال اليوم يتطلب حصول الجسم على وجبات غذائية متكاملة وصحية، فضلا عن مجموعة متوازنة من المعادن والفيتامينات التي تساعد الجسم على تحمل الصيام وسد حاجته خلال النهار. وتدرك ذلك أم رائد التي تعتبر وجبة السحور من الوجبات المهمة خلال شهر رمضان، إذ تحرص باستمرار على شراء كافة مستلزمات هذه الوجبة، لتحضر لعائلتها وجبة متوازنة من الطعام تعينهم على صيام اليوم التالي. وتبتعد أم رائد أثناء تحضيرها للسحور عن الأطعمة المقلية، والتي تحتوي على نسبة عالية من التوابل وكذلك الحلويات، لافتة إلى أنها تفضل تناول التمر مع وجبة السحور بدلا من القطايف حتى لا تشعر عائلتها بالعطش في اليوم التالي. وكذلك حال ميساء حسين التي تحضر وجبات متنوعة خلال شهر رمضان، لافتة إلى أن وجبة السحور بالنسبة لعائلتها من أهم الوجبات حيث تصف بأن “قابلية” أطفالها على تناول وجبة الافطار قليلة، وبالتالي تركز على السحور كثيرا. وتلفت إلى أنها تميل إلى تقديم الجبنة واللبنة والخضراوات الورقية، وكذلك البيض المسلوق والفول المدمس وغيرها من الأصناف التي تفتح الشهية على تناول الطعام، فضلا عن أنواع مختلفة من المخبوزات لتشجع أبنائها على الصيام. في حين يميل حازم سمير إلى شرب كوب من الحليب وثلاث حبات من التمر، وفي بعض الأحيان تناول حبة من الموز، إلا أنه يحرص على حث أبنائه على تناول وجبة السحور حتى يتمكنوا من الصيام خلال ساعات الدوام المدرسي دون أن يتعرضوا للتعب أو الإعياء. من جهتها تشير اختصاصية التغذية ربى العباسي إلى أن وجبة السحور وجبة ضرورية جدا ومهمة لكل صائم حتى أن العديد من الأطباء والخبراء أكدوا أنها أهم من وجبة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، ناصحة جميع الصائمين بالمحافظة عليها وعدم إهمالها. وتعين وجبة السحور بحسب العباسي، الجسم على الصيام وتعطيه الطاقة اللازمة حتى تستهلكها أجهزة الجسم خلال أول ثماني ساعات من الصيام، وبالتالي يمنع الإعياء والتعب خلال ساعات الصيام، كما أن الجسم يبدأ في مسارات أيضية طبيعية ويأخذ الطاقة بعد ما يتم استنفاد طاقته من السحور من الكلايكوجين ومصدر الدهون بطريقة طبيعية من دون تعب. ووجبة السحور إذا أحسن الصائم اختيار وقته ووجباته ستساعد على التخفيف من الشعور بالعطش، لأن الخضار تمنح نسبة ألياف عالية وتمنع الشعور بالعطش وتجعل الجسم يحافظ على الرطوبة لأطول فترة ممكنة. وتنصح العباسي بتناول السحور قبل أذان الفجر وهو الوقت المناسب للجسم ليبدأ بتحضير مخزون الجسم خلال ساعات النهار لليوم التالي. وتقول العباسي: “يجب أن تكون وجبة السحور صحية والابتعاد فيها عن المقالي والنسبة العالية من الكافيين”، حتى لا يشعر الجسم بالخمول والتعب والإعياء، وكذلك المشروبات التي تزيد من إدرار البول، وبالتالي تتسبب بالجفاف والعطش بطريقة أسرع”. ويفضل شرب الماء والسوائل التي تحافظ على نسبة الماء في الجسم، كالحليب والخضراوات الوقية والجرجير والخس والخيار والفواكه المجففة واللبن والفراولة والتمر والموز تعطي تحملا عاليا، لأنها غنية بالمعادن خاصة البوتاسيوم وتحتوي على الكثير من الفيتامينات التي تنشط الجهاز العصبي قدر الإمكان مع شرب الماء باستمرار. كما يجب الامتناع عن تناول الحلويات خلال وجبة السحور لأنها تولد الشعور بالعطش كما يجب أن تحتوي الوجبة على المواد البروتينية قليلة الملوحة التي تعطي قيمة إشباعية، ويمكن تحضير الشوفان والحليب مع مجموعة من الفواكة والمكسرات النيئة. وتنصح العباسي بضرورة المواظبة على السحور، خصوصا من قبل طلاب المدارس الذين إذا اعتادوا على عدم تناول وجبة السحور يشعرون بالتعب والإعياء وعدم القدرة على متابعة الصيام، وبالتالي يؤثر على القدرات الذهنية بسبب الجفاف. وتؤكد العباسي على ضرورة أن يحتوي السحور على كمية مناسبة من البروتين والكربوهيدرات المعقدة، والتي تحتاج إلى وقت أطول بالهضم، وتبقى لفترة أطول في المعدة، عدا عن أنها ترفع السكري في الجسم بشكل بطيء وتخفض بشكل بطيء، وهذا يساعد على وجود تناسب في السكر في الدم خلال ساعات النهار، ما يعطي الإنسان شعوراً بالشبع لفترة طويلة. وتقول: “تناول الأغذية الصحية التي تحتوي على دهون صحية يعد أيضا فرصة لبقاء الجسم بحالة صحية جيدة، كما في الدهون الصحية مثل: الأفوكادو والفول كمصدر للبروتين، والسلطات كمصدر للألياف، وجميع هذه المصادر يفضل أن تكون على وجبة السحور على أن تبتعد عن اللحوم والدهون الحيوانية والنباتية، لأنها غير صحية وتشعر الإنسان بالشبع لفترة قصيرة. كما تلفت إلى أن إدخال كمية مناسبة من المكسرات غير المحمصة الصحية، وكمية من الخضار والفواكه هو أيضاً أمر مفضل، والابتعاد بشكل كبير عن الشاي والقهوة، وهما من المشروبات التي تدر البول خلال النهار، وتسهم في تخليص الجسم من السوائل، وهذا قد يؤدي إلى الجفاف بشكل عام، إضافة إلى الابتعاد عن الأطعمة المالحة التي تزيد من شعور بالعطش خلال اليوم.