ليلة ُالمَوْتِ في اليَرْموك
المكــانُ... لا مكـانَ للحيـــاة ْ
والأمانُ ... لا أمانَ أوْ نَجـاة
كُلَّ صَوْبٍ واتِّجـــاه
فاتحاً جُـرْحَ الذِّراعِ للصِّــراع
نكبة عـادَ الزمــان للضَّيــاع
فَاعْلمُوا يا قـَوْمُ إنـّي صامِـدٌ رُغـْمَ النـِّزاع
لوْ قُـتِلـْنا أوْ طـُردْنا
أو تَعَذَّبْنـــا جـِيــاع
نحنُ لا نَرْضَى الهَـوان
.
كلـُّنا روحٌ تطيرُ في المُخَيـَّم
جاءَنا الآتي خَريفٌ ثمَّ َخَيَّـم
كلُّ يومٍ فيهِ قـَتـْلٌ
دَحْرَجَ المَوْتُ وأظـْلـَم
والسُّكونُ في السُّكون
والدَّمــارُ والمَنــون
احـْتقــان واحْتِقــان
.
عندمـا حـلَّ المَسـاء
جاءَ يكوينــا السَّماء
مِنْ لـَهيبِ الطـّائرات
أوْ نَحيبِ النـّائبــــات
فانـْطلقـْنـا واحْتـَرَقْنـا
واخترقـْنا حاجزَ الجوعِ اللّعين
واعتقدْنا أنَّهُ غَيْثُ الوَفــاء
ثمَّ قـُلنا رُبَّما يأتي الــدَّواء
أوْ قليلٌ مِنْ غِذاء
مُسْعِفـاً للجائعين
إنَّهُ صَوْتُ النـِّداء
سارقا حتّى الأمان
.
زاجـِراً أو قـاتـلاً أوْ قـائـلاً
فلتخرجـُوا حـــانَ الشَّقاء
راكعينَ حاصدينَ للبـَلاء
إنَّهُ كــانَ اليَقين
صوتُ رشّاشٍ وَمِدْفـع
إنـَّـهُ للمــوْت يَدْفـَـع
نــارُ شَـيْطـانٍ رَجيــم
يقـْصفُ الحَيّ القـَديـم
مِـنْ لـُجوءٍ ألفِ سُوء
دارُنـا فيهــا الهُــدوء
لا هُدوءَ مثـلُ هذا الحَيِّ كان
لا سُكوتَ مثلُ هذا اليوم كان
كلُّ أرْجـاءِ الدِّيـارِ صامِتــونَ
راحلونَ... جائعونَ... مَيِّتونَ
فاكـْتـُبـُوا كـانَ المَكان
كانَ يَرْمــوك وَأكـْثـــر
واكـْتوى جُرْحَ الزَّمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
همسات الشاعر موسى أبو غليون