ذات مساء........
وبعد جهد ذالك النهار المريع, عادت إلى محطة مهملة من حياتها......
تسير بها فتكاد تتعثر في زاوية مليئة ببقايا ريش وأقلام
تسير في مطاوي الدهر.......
لم تتعود إن تلتفت للوراء وتبحث عن ريشة إضاعتها .....
سقطة منها منذ سنين ....
نظرة لوهلة علها تجد معجزة تولد من رحم المعجزات.
كان الليل مشرقا بزهرة مضيئة على غير العادة,
والنجوم في السماء تغار من ضوء فضي على قمم الأرض .
وسط عتمة شعرها الأسود ,تلألأت وإنارة دربها من جديد
وفي غمرة الجمال وروعة الليل وقمة المرام فجأة
استيقظت الجثث......لتبوح بما كان.......
وتفتح بابا لم يوصد بعد.....
فدوى صدا يقول:- لا بد للمظلوم ان يلتقي الظالم ليوصد الباب
فتلتفت كالملسوعة....... لتنبش جدار لوحتها
لكن الزهرة غادرة دون إن تكتمل لتتركها صفحة بيضاء
فتسير .....وتتلفت ...... وتبحث بجنون.
لقد غادرة المحطة بخطى هادئة في شوارع
كان فيها ذكريات
تقول:-
لا يوجد أبواب أقفلت......
ولا ملفات أتلفت.....
.ربما!......يطويها الغبار.
تسير مسرعة إلى رف قريب كان يزين قلبها لكن يعلوه غبار الماضي.
نفظة الغبار بريشة جديدة وقراءة ما كان
وإعادة القراءة لتتعلم الدرس
درس كيف تقف إمام قطار مسرع.......
وتبدأ من أول المحطة
كيف كانت.......كيف عاشت.......
كيف بنت سكتها من الغيوم ليسير عليها قطار الإعصار فتتمزق السكة
ويسقط على كوكبه فيحطم زهوره.
وفي طريقه يحطم غيومها .
خسرت جولة وربحه زهرة.
ذهبت تفكر في شرودها المنهزم
وتحدث لوحة فرة منها المعجزة
كيف عشتي؟ كيف متي في عيون مضيئة؟
. تركتها وعادة تلملم الصورلتعيدها للوحتها.
صورة هي فيها الضحية.
وصورة هي الجاني .
وصورة هي القاضي.
وصورة هي القطار,علها تستكمل القضية.
وحين كانت في صورة القطار الغاضب
اكتشفت إن لوحتهاكانت انعكاس للمرايا
لم يكن شعرها اسود
ولم تكن الضحية
ولم تكن هناك لوحة ولا جثث
ولم تكن ولم يكن
وتحت الغيوم جسور من عظام…..
وقطار ساقط على ما كان.
فعادة ترسم لوحتها من جديد
لن يكون عنوانها ذات مساء
ستبحث من جديد
عن ريشتها و الألوان
لترسمها من جديد بلون النهار
تحت عنوان
ذات نهار
22-4-2014