ميمُ المحطَّةِ
السيد الجزايرلي ليلُ المحطَّةِ باردٌ
والميمُ
نافذةٌ على كلِّ الدروبِ
الهاربةْ
فاجلسْ هنا،
واسمعْ بكاءَ الأمهاتِ
على الصغارِ الهاربينَ
من البلادْ
روِّضْ خطاكَ
وكن نبيَّاً لا ينامُ
على الرصيفِ
ولا يجورُ على أحدْ
ليلُ المحطَّةِ
باردٌ
والميمُ تذكرةُ المسافرِ
حين يغفو
تاركاً
روحَ الحقيقةِ في الجسدْ
فاجلسْ هنا..
وارفعْ يديكَ عن الهويَّةِ
فالهويَّةُ
لن تفيدَ الأرضَ
إن ضلَّ الولدْ
هل جئتَ من أرضِ الغيابِ
لكي تغيبْ؟
ـ بل جئتُ من أرضِ الذنوبِ
لكي أتوبْ
تعبتْ خطاي
من اعتلالِ الأرصفةْ
حطَّتْ طيورُ الهمِّ فوقَ حقيبتي
فتركتُ ظلَّ الليلِ خلفَ نوافذي
وعدوتُ سرَّاً للسفرْ
كان الطريقُ متوجاً
بالعابرينَ
وكان صوتُ الرعدِ أعلى
من يقيني بالخطرْ
كانت حشودُ البرقِ
تعبرُ
من دمي
وتقولُ لي:
لا غيمَ في كفِّ السماءِ
ولا مطرْ
فاتبعْ خطاكَ إلى هناكَ
وكُنْ كسرِّ الظلِّ
إن غابتْ أكفُّ الشمسِ
غابَ
وإن أتاهُ الليلُ من دُبُرٍ
تغافلَ
عن وشاياتِ الشجرْ
ـ وَهَلِ اتَّبعتَ الظلَّ في وقتِ الغروبِ
لكي تتوبْ؟
بل بعتُ قمحيَ للطيورِ
لكي تؤوبْ
ولكي يظلَّ البيتُ مفتوحاً
لها
ورَّثتُ ظلِّيَ للذين أحبُّهُمْ
وزَّعتُ عمريَ بينهُمْ
وتركتُهُمْ
فوقَ الأسرَّةِ مخلصينَ
لجُرحِهِمْ
ودَّعتُ ساقيةَ الجفافِ
بنظرتينِ
وجئتُ من ليلِ الحقولِ
إلى بلادٍ
لا تروقُ لمن أصابوا حتفَهُمْ
أرجوكَ لا تجعلْ سؤالكَ
خنجراً
واتركْ جوابيَ للذين
تركتُهُمْ
قاومْ فضولَكَ بالسكونِ،
وبالغيابْ
ميمُ المحطَّةِ
بابُها
عن ألفِ بابْ
ميمُ المحطةِ
علَّمتني أن أكونَ كما السرابْ
أرجوكَ..
لن أجلسْ هنا
فابعد قليلاً
كي أرى وجهَ القطارْ
ليلُ المحطَّةِ باردٌ
وأنا أتوقُ إلى النهارْ.
السيد الجزايرلي ليلُ المحطَّةِ باردٌ
والميمُ
نافذةٌ على كلِّ الدروبِ
الهاربةْ
فاجلسْ هنا،
واسمعْ بكاءَ الأمهاتِ
على الصغارِ الهاربينَ
من البلادْ
روِّضْ خطاكَ
وكن نبيَّاً لا ينامُ
على الرصيفِ
ولا يجورُ على أحدْ
ليلُ المحطَّةِ
باردٌ
والميمُ تذكرةُ المسافرِ
حين يغفو
تاركاً
روحَ الحقيقةِ في الجسدْ
فاجلسْ هنا..
وارفعْ يديكَ عن الهويَّةِ
فالهويَّةُ
لن تفيدَ الأرضَ
إن ضلَّ الولدْ
هل جئتَ من أرضِ الغيابِ
لكي تغيبْ؟
ـ بل جئتُ من أرضِ الذنوبِ
لكي أتوبْ
تعبتْ خطاي
من اعتلالِ الأرصفةْ
حطَّتْ طيورُ الهمِّ فوقَ حقيبتي
فتركتُ ظلَّ الليلِ خلفَ نوافذي
وعدوتُ سرَّاً للسفرْ
كان الطريقُ متوجاً
بالعابرينَ
وكان صوتُ الرعدِ أعلى
من يقيني بالخطرْ
كانت حشودُ البرقِ
تعبرُ
من دمي
وتقولُ لي:
لا غيمَ في كفِّ السماءِ
ولا مطرْ
فاتبعْ خطاكَ إلى هناكَ
وكُنْ كسرِّ الظلِّ
إن غابتْ أكفُّ الشمسِ
غابَ
وإن أتاهُ الليلُ من دُبُرٍ
تغافلَ
عن وشاياتِ الشجرْ
ـ وَهَلِ اتَّبعتَ الظلَّ في وقتِ الغروبِ
لكي تتوبْ؟
بل بعتُ قمحيَ للطيورِ
لكي تؤوبْ
ولكي يظلَّ البيتُ مفتوحاً
لها
ورَّثتُ ظلِّيَ للذين أحبُّهُمْ
وزَّعتُ عمريَ بينهُمْ
وتركتُهُمْ
فوقَ الأسرَّةِ مخلصينَ
لجُرحِهِمْ
ودَّعتُ ساقيةَ الجفافِ
بنظرتينِ
وجئتُ من ليلِ الحقولِ
إلى بلادٍ
لا تروقُ لمن أصابوا حتفَهُمْ
أرجوكَ لا تجعلْ سؤالكَ
خنجراً
واتركْ جوابيَ للذين
تركتُهُمْ
قاومْ فضولَكَ بالسكونِ،
وبالغيابْ
ميمُ المحطَّةِ
بابُها
عن ألفِ بابْ
ميمُ المحطةِ
علَّمتني أن أكونَ كما السرابْ
أرجوكَ..
لن أجلسْ هنا
فابعد قليلاً
كي أرى وجهَ القطارْ
ليلُ المحطَّةِ باردٌ
وأنا أتوقُ إلى النهارْ.