وأنا أعبر بين الغيوم اترقب الأحاسيس المرهفة التي لامست عيوني التائهة مابين النور والعدم ، أسبح مابين بياضها مهرولة علني استطيع ان احتوي طيف أمي عله يبحث عني أو يتوق لعناقي كما تتوق الروح لعناق السماء ولكن لا شيء يرتسم مابين خيوط المساء سوى أوهام وأوهام شردت بعيدا تعاكس بنا النزف الجارف لانها تدرك إننا نسبح باللاوعي والفراغ رغم الحريق الذي يمزق احشاءنا ويلهب جفوننا الذي احرقها الحنين الى ملاقاة الفرح الذي كان يرتسم على شفاه امي في بسمتها العذبة كما يرتسم القمر في السماء . ليتك يا أمي تدركين عمق العذاب الذي يلفني ، ليتك تعرفين أنهار الألم التي عصفت بي بعد غيابك ، ليتك تعلمين وجعي على فراقك الذي يشعرني بأني فقدت برحيلك كل أمل وكل حب لانك كنت لي الربيع الذي يرويني بالحنان والنجاح لانك انت الشعلة التي فجرت بكياني كل تقدم وفرح ومهما بلغت من مراتب تبقين انت الوحيدة التي اهديها نجاحي وحبي وافراحي فالف رحمة عليك يا أمي والله يرتقي بك الى اعلى السماوات يارب ..
وبهذه المناسبة استميحكم عذرا ان أعيد نشر هذه التحية لتوأم روحي وحبيتي الغالية في عيدها المبارك الذي يتقدس بذكرها وبحبها اللامحدود التي كنت نشرتها سابقا في جريدة السفير .