|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
تونس: شاعرات عربيّات في الملتقى العربي الأوّل للتّراث الشّعبي بمدينة قفصة
عاشقة
الصحراء :
د. الزازية برقوقي- تونس- مجلة ميم نظمت “الجمعيّة التّونسيّة للثّقافة الشّعبيّة”، “الملتقى العربي للتّراث الشّعبي” في دورته الأولى بتونس في شهر ديسمبر/ كانون الأول المنقضي، وشارك فيه أكثر من 70 ضيفا من تونس و11 دولة عربية من محاضرين وباحثين و شعراء وإعلاميين وفنّانين شعبيين. وتضمّن الملتقى مجموعة من المداخلات العلميّة والعكاظيّات الشّعريّة والمعارض الثقافيّة والفنيّة والفقرات الموسيقيّة، فضلا عن الرحلات السياحيّة الاستطلاعيّة، وقد سجّلت فيه المرأة حضورها بامتياز في كل التخصّصات. ولادة بنت المستكفي ولفت انتباهنا الحضور المكثّف للمرأة العربيّة الشّاعرة في هذا الملتقى، وكان لحضورهن وقع جميل، انتزعن به الاعتراف بوجودهن كمبدعات، في مجال طالما تسيّد عليه الرّجال. وقد جعلنا بوحهن نسافر بعيدا بأفكارنا وأحلامنا، ونغوص بذاكرتنا في أعماق الماضي، فاستحضرنا شاعرات الأمس و تذكّرنا المجيدات منهن للحرف، منذ العصر الجاهلي إلى العصر الحديث، اللاّتي نقشن أسماءهن في متون المدوّنات الشّعرية العربيّة مثل الخنساء، وليلى الأخيلية، ورابعة العدوية، وولادة بنت المستكفي وعائشة التيمورية وغيرهن كثيرات.
والملاحظ في تجارب الشّاعرات في هذه المرحلة التّاريخية، هو الزّخم في المواضيع المتناولة، والجمع بين أكثر من لون شعري، اذ لم تقتصر الشّاعرات على القصيدة العموديّة العربيّة المعهودة بخصائصها اللّغوية ومقوِّماتها البلاغيّة والفنّية، بل خضن أيضا غمار الشّعر الحر والقصيدة النّثرية، وأبدعن في الشّعر الشّعبي والقصيدة الزجليّة، فأنتجن خطابا شعريّا نسائيّا نزعن في نسيجه إلى إبراز الذاتية وتجذير الأنثوي فيها. ورغم أننا لسنا في موضع مقارنة بين الأمس البعيد واليوم، باعتبار أن لكل مرحلة تاريخيّة ثقافتها التي تضبطها جملة من المتداخلات، فتكون منجزاتها في انسجام مع أطرها وسياقاتها، وفي توافق مع أفكار مجتمعاتها، إلا أننا وفي تصفّحنا لمدوّنات تاريخ الشّعر العربي القديم، وتموقع المرأة الشّاعرة فيه، لاحظنا أن أغلب الأشعار منسوبة إلى القيان والجواري، وأن مواضيعها وصفيّة عاطفيّة بالأساس تدور في معظمها حول مجالس السّمر والمنادمة، والتي ارتسمت من خلالها صورة حصرت الشاعرة في بعض المواضيع، أبت أن تفارقها على مر التاريخ، وربما ذلك ما دفع المرأة الشّاعرة لاستنباط حيل التخفّي عن المجتمع وراء الكنية أو الأسماء المستعارة التي اشتهرت بها العديد منهن. الأمر الذي حال دون معرفة الكثير عن أخبار وحياة الشّاعرات. ولكن تبدّل المكان واختلف الزمان، وأصبح الشّعر ككل الفنون الأدبيّة والتّعبيرية، يستأثر باهتمام المرأة العربيّة المثقّفة وتتجنّد للخوض فيه بوجه مكشوف واسم معروف، ومنافسة الرجل على منابره بكل فخر واعتزاز. ومن هذا المنطلق، تملكنا الفضول إلى معرفة المزيد عن الصوت الشّعري النّسائي، وعن المستوى الثّقافي والعلمي للشّاعرات العربيّات، فاعتمدنا عيّنة المشاركات في “الملتقى العربي للتراث الشعبي بقفصة”، وقمنا بتتبع سيرهن الذاتية و مسارهن الأدبي وإنتاجهن الشّعري، وفي الحقيقة فوجئنا بحضور صورة جديدة للمرأة العربيّة الشّاعرة والمثقّفة، تجاوزت من خلالها الصورة النمطيّة المعهودة التي حصرتها في خانة معيّنة لرده من الزمن.
حول شاعرات الملتقى حليمة بوعلاق كانت طفلة تراود الحرف وتتجرأ على الشّعر وهي ما تزال تلميذة بالمدرسة الابتدائية، نشأت على عشق القرطاس والقلم. تتلهّف لمطالعة ما تصل إليه يدها حتى نضجت التّجربة وآتت أكلها فانخرطت في عالم الشّعر وظلّت تنحت آياته بأبياتها وتترفّع عن الرداءة التي غزت السّاحة الشّعرية. الشاعرة حليمة بوعلاق عشقت الشّعر العمودي والتزمت به مع شذرات من شعر التفعيلة وهي أستاذة اللّغة العربيّة وآدابها. لها مجموعة ستصدر قريبا حمّلتها الشّاعرة بوحها فاختارت لها منه عنوانا “رذاذ بوح”، نالت جوائز في النقد والشّعر وقدّمت عديد المداخلات العلميّة داخل تونس وخارجها تتعلق كلّها بالشّعر الشّعبي. وانطلاقا من هذا الاحتكاك بمبدعي الشّعر الشّعبي، هزها سحره بعد أن أماطت اللّثام عن مواضع الإبداع فيها وراودها فانصاعت له حروفها وجرست موازينه وكتبت من القصائد ما لقي استحسان كبار الشّعراء في تونس وخارجها، وتوجت تجربتها بالحصول على الجائزة الثانية في المهرجان الوطني للشّعر الشّعبي بالقصرين في دورته 45، ومثّلت تونس في عدة مدن جزائرية. كما تحصلت على عدة جوائز على الصعيد الوطني، ومن أشعارها:
قال لي أحدهم: لماذا تكتبين الشعر الملتــزم بقضايا الوطن وهموم الأمة اقــــرئي علـيـنـا شـعــرا عـاطـــفـــيا فــــــأنت امــرأة ولا يليــق بــك غيــره وتقول في الملحون: ومازلت نترحم على الحداد رجال الي جلوا علعقــول غمـــام وصارت نسانا للفضاء رواد ورفعوا علمنا فوق كــل اعــلام ** *** ** ومازال قلبي علجليل وغزة وطرابلس وارض اليمـن والشـام ودمعي على دجلة العزيز نحزة أوتاد الجبل ما ترجهاش ألغام
عائشة بلال عائشة بلال كاتبة مسرحيّة جزائرية وشاعرة في الملحون والفصيح، موظفة بقطاع التّربية، حاصلة على عدّة جوائز في المسابقات الشّعرية، مؤلفة ومخرجة لثلاث اوبرات شاركت في عدّة مهرجانات وملتقيات شعرية.
من أشعارها: للشعر فيــك مدامــع مــجروحــــة وعواصف تقتات من نجــــــــواك بالحب لملمني وأبحر في دمــــــي حتى نكون البحــــر والأسمــــاك
الشاعرة صباح بن داود صباح بنداود شاعرة من المغرب، شاركت في عدة مهرجانات وطنية ودولية، أهمها مهرجان شفشاون للشعر الحديث في دورته 30 والمهرجان الدولي للشعر والمسرح بجرسيف الدورة 7 ومهرجان التّراث الشفهي بالقيروان الدورة 3. صدر لها ديوان زجلي بعنوان “المنسي فيا” ولها قيد الطبع ديوان بعنوان “حرف من الشعا”.
من أشعارها:
بغييــت نركب مــواج السماء نشــــد في خيــــوط لــهــــوا نشــــرب قــطــــرة الـــشتـاء ونطفي الجرح ونقول الهدرا
وسيلة المولهي (الشهيرة بابنة الصنوبر) مدرسة تعليم ابتدائي، شاعرة وكاتبة من عمق الشمال الغربي التونسي، نشأت بين أنغام الأصالة وحكمة الأجداد، جعلها حبها لمهنتها كمدرّسة تسافر مع البوح نثرا وشعرا وخواطر، الشاعرة وسيلة المولهي وحين امتلأ المكان، نزف الحرف وتعلّق بهمس الوجدان. آمنت بالعمل الجمعيّاتي وتحمّلت عدّة مسؤوليات فيه. وسيله المولهي شاعرة تونسيّة اقتادها جنون الحرف والكلمة إلى البوح والإبداع في أحلى تجلياته. لها ديوان شعري تحت عنوان“زفرات شهد”، صدر سنة 2015 ويعتبر باكورة أعمالها. ولها أيضا إصدارات جديدة، واحد بعنوان “مدن بتفاصيل أنثى”،وآخر بعنوان “مسارب عطشى طرق على ستائر الروح“. لها عديد المشاركات في فعاليّات ثقافيّة محليّة ودوليّة. أما المشاركات داخل الوطن فهي عديدة، من أبرزها ملتقى شعراء بلا حدود، “البحر ينشد شعرا”، المهرجان الدولي للفنون سدويكش جربة تونس، “في الأهداب فليسقط الإرهاب” مهرجان ايلاف، الملتقى العربي للتراث الشعبي. ومن أشعارها: ليكِ أكتب أمي الكـــاهنـــــة ** *** ** أيتهــــا الرّبـــة الراسيــــة
ابتهال محمد مصطفى تريتر الشاعرة ابتهال محمد مصطفى شاعرة من السودان، متحصّلة على بكالوريوس الشرف في الهندسة الميكانيكية، وماجستير هندسة التكييف والتبريد، وهي المدير العام لشركة تريتر للأنشطة المتعدّدة، وإعلامية بعدد من القنوات التلفزيونية، وهي أيضا نائب مدير بيت الشعر ورئيس جمعيّة الصداقة الشبابيّة العالميّة. شاركت بعدد من المهرجانات القوميّة والدوليّة، وتحصلت على عدد من الجوائز الأدبية بالسودان. صدرت لها عدّة مؤلفات، نذكر مثلا: “الإشارات الخفية على شفا الجرح“. من أشعارها:
للأرض رائحة النباهة والكلام السندسي شيء كأوغاد الدراويش المسافة عرّجت صوت من السّجاد يخرج للحمام المقدسي شعر على المتوسط المجنون يقرأ هكـــذا
سنية مدّوري من خضرة الشّمال التونسي ورائحة الزّعتر والزّعفران تأتي الأستاذة سنية، الشّاعرة التي زينت وجه الشّمس بالقصائد الحالمة، في مجتمع شرقي لا يرى بعضه من المرأة سوى جسدها، احتفلت الشّاعرة بالعقل وأثبتت أن المرأة قادرة على خلق عالم يليق بها. الشاعرة سنية مدوري استطاعت سنية أن تنحت عالمها وفردوسها بطريقة جميلة، وهي التي منذ نعومة أظافرها تكتب إحساسها وكل ما يثيرها وتوغّلت في عالم القصيدة شيئا فشيئا حتى أصبحت تتنفس شعرا. اعتلت عدة منابر وطنية وعربيّة ودوليّة، وحصلت على عدّة جوائز، ونافست في أضخم المسابقات الشّعرية وشرفت تونس على غرار حصولها على الجائزة الأولى في العراق في مسابقة نازك الملائكة للإبداع النّسوي سنة 2014، واختيارها في برنامج أمير الشّعراء من ضمن أفضل عشرين شاعرا عربيّا سنة 2015. لها ديوانان، “فردوس الكلمات” و“القادم الوردي لي” وسيصدر لها قريبا ديوان ثالث. من أشعارها: فهيّـــــا ارفـــــعـي صـــــوتــك الحـــــــرَّ ثـــــوري على لائِحــاتٍ منَ الانــــهزامْ… أفــــايدةُ اليـــــوم مــــا عــــدتِ أُنْثــــى فأنتِ العُروبةُ في القلبِ أوتادُها والخِيامْ…
وقياسا على المرأة الشّاعرة، من حقّنا أن نعتزّ ونفتخر بالمرأة عموما وما أنجزته أينما كانت وفي أي مكانة وجدت، وما نجاحها في اعتلاء القمم وافتكاك مكانها في كل المجالات والتخصّصات، إلا لإيمانها بذاتها وقدراتها وبكونها من تؤسس للحياة وتوازن المجتمعات… الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 28-01-2018 09:02 مساء الزوار: 1160
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
منتدى البيت العربي الثقافي يكرم ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 18-06-2023 |
افتتاح حفل توقيع لمجموعة من الكاتبات ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 15-05-2023 |
قصائد في حب الوطن لشاعرات إماراتيات في ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 22-09-2022 |
الفحيص ينتدي حول الدراما العربية واقعها ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 14-08-2022 |
تشكيل لجنة تحكيم الجائزة العربية للمرأة ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 05-08-2022 |
«الرخ» الإماراتية تعلن مجلس أمناء ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 21-06-2022 |
(أَدْرَكَهَا النّسيان) لسناء الشّعلان ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 20-03-2022 |
أمسية للشاعرة عبير الخضراء في منتدى ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 23-12-2021 |
أمسية للشاعرة أميمة يوسف في منتدى البيت ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 17-12-2021 |
«إربد تقرأ» أمسية أدبية بمناسبة المئويّة ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 30-10-2021 |
عجلون: الثقافة تعزز دور "شاعرات ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأربعاء 04-08-2021 |
الشاعرة الأردنية عائشة أبو حسان تشارك ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 27-07-2021 |
«نحن نسمع صوتك»..مؤتمر دولي لمركز ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 12-07-2021 |
"خولة الثقافي" يبحث فلسفة ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 05-06-2021 |
الاحتفال بالذكرى السنوية العشرين على ... | المهرجانات والامسيات والمؤتمرات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 14-03-2021 |