يظهر في أعمال الفنانة خلود هواش تأثرها بمناخات رموز الحضارات العراقية القديمة كالآشورية والأكادية والبابلية، وهي تضفي عليها ابعادا تعبيرية ولا تنقلها كما هي، فتجد الثيران المجنحة والغزلان والطيور ، كما أنها تركز في غالبية المعروضات على جسد المرأة بوصفه منبع الحياة الانسانية ورمزا للخصب والجمال والتحرر.
في أعمال خلود هواش الفنية تبرز كذلك ثنائية (الانسان-الحيوان)، يعكس ذلك روح الحضارة العراقية التي آمنت منذ آلاف السنين بوحدة الوجود وبالتنوع البيئي والبيولوجي، فجاء احتفاء العراقيين القدماء بثراء المشهد الطبيعي في بلادهم، وهم أول من اعتبر الثور رمزا للخصوبة ونحتوا صورته ورسومه مانحين اياه أبعادا أسطورية، مثل الثيران المجنحة التي لم يتبق منها في العراق حاليا سوى القليل حيث تتواجد نماذج كبيرة منها في متحف اللوفر بباريس وفي عدد من المتاحف الأمريكية والأوروبية، كما تميزت أعمال خلود هواش بغناها اللوني الذي يعكس كذلك غنى الفلكلور العراقي وحرص العراقيين على التنويع بالألوان في ملابسهم التقليدية وبيوتهم وصناعاتهم الحرفية، مستلهمين طبيعة العراق نفسه حيث زرقة النهر وخضرة غابات النخيل وربيع جبال الشمال العراقي المزهرة بشتى أصناف النباتات،كما يظهر الغنى اللوني في آثار العراقيين القديمة في بابل والموصل والبصرة وغيرها من المدن.
تقول الفنانة صاحبة المعرض في تصريح «استعير في تجربتي المقدمة في معرضي هذا الحرفة اليومية من الفلكلور العراقي والمنطقة ،اذ دأبت النساء في العراق على تصنيع الافرشة والبسط من بقايا الاقمة والاثياب القديمة لانتاج جزء من الاثاث المنزلي المدور.والذي كانت المنازل في حينها لاتستغني عنه لما فيه من مميزات جمالية واقتصادية.غير انها كانت تنتج بشكل عفوي تحكمه العناصر المتوفرة والقطع المتاحة من القماش.وتاصيلا للعمل الفني قمت باستعارة تلك التقنية مع استعارية الحس الشعبي التصويري للفلكور والموروث العراقي سعيا لتكثيف العلاقة بين التقنية والشكل؛ ما ساهم في تعميق الحس الجمالي للمنتوجات وابعادها عن الحس الاستهلاكي ورفع مستواها نحو الفنون الجميلة المعاصرة.»
خلود هواش مواليد البصرة العراق 1977 تعلمت الفن بشكل شخصي،أقامت عدة معارض في العراق والاردن في غاليري جاكرندا، كما عملت رسامة لكتب الاطفال في دور نشر مختلفة في العراق ولندن.تقيم وتعمل في عمان حيث تتفرغ للعمل الفني وتنمي ثقافتها التشكيلية بالقراءة ومتابعة المعارض الفنية في صالات العرض العمّانية سواء لفنانين عرب أو أجانب ما أكسبها معلومات وافية في الفنون التقليدية منها أو الحديثة، ويتسم أسلوب عملها باستعارة الموروث الجمالي والتقني للعراق والمنطقة واعادة توظيفه في أعمال معاصرة تتسم بالجمالية الشكلية والفكرية، والفنانة العراقية المقيمة في الأردن منذ سنوات متزوجة من الفنان التشكيلي والناقد صدام الجميلي الذي أقام العديد من المعارض في الأردن ودول عربية وأجنبية، وتحاول دائما أن تترك بصمة وهوية خاصة بها لذا تختلف أعمالها شكلا ومضمونا وتقنيات عن أعمال زوجها ورفيق دربها.