لأنني لا أحتمل يوماً أن يبهت الأمل في حياتي.. اخترت أن أقاوم.

ولأنني أرى أن دفقة الحب المتجددة تجعلنا قادرين على صنع المعجزات.. اخترت أن أقاوم.

أقاوم.. لأنني امرأة فخورة بذاتها.. لم تعرف طريق الخوف واليأس يوماً، ولا تعرف لعبة الاختباء خلف قشور الزيف، ولست بارعة في الكذب على نفسي وعلى الآخرين.

أقاوم.. لأنني على ثقة بقدرتي على أن أقرأ في عينيك طقوس اللقاء عقلا وروحا ووجدانا، فأنوثتي قوتي ورقتي وكيان وجودي وحدسي، تتفتح وتزهر أمام ربيع أيامنا.

نعم، اخترت أن أقاوم... لأنني أعلم أنك تراني دوما امرأة مختلفة تخالف كل ما يجعلها ظلا وهي أصل..

ولأنني أحب أن أمضي أيامي في حضن الأرض وتحت سماء عشق ذاك التراب وحنان ياسمينها.. اخترت أن أقاوم.

أقاوم لأنني في كل مرة تحاول الدنيا أن تغير ملامحي.. يتبدل خوفي سخرية وشقاوة، أغدو مرحا، أواجه دون اكتراث بالوهم، أكسر الظلام ، أشق بالضحك طريقا نحو الشمس..

أقاوم.. لأنني في كل مرة أغفو بسكينة النفس واطمئنان القلب بعد سهر طويل أقيم فيه طقوسا للكتابة، مع رفاقي.. أوراقي وحبري وهذياني.. أنيستي لسعة من حنيني واشتياقي لذكرياتي، لأشيائي الصغيرة في همسها، لكلمات ما يزال صدى روحي يرددها.. فأنا ما اخترت أن أقاوم إلا لأنني من أجلك بعت كل الشعارات الحكيمة الباردة، ورميت خلفي تصفيق الضمير المتهالك على لاشيء..

أقاوم بضمير الحب والصدق والثقة لأن أحلامي تتجاوز الأضواء الزائفة، ولا تأبه بالوقوف أمام جماهير تصفق لها ليتعالى الضجيج لا ليزيد الحب حبا.. لا أعبأ بالأحلام تحت أضواء مخادعة، أكذب بها على نفسي، ولا برنين وعود لا أصل لها ولا أقدام..

اخترت أن أقاوم لأعلن في فضاء من صفو ووضوح.. أمام الجميع.. أنني امرأة عاشقة، وأن عشقي هو الإيمان الكامل والأقدس الذي لا تهزه مقالب الأيام..

ولأنني اخترت أن أقاوم.. فسأظل في قمتي منفردة، أصد الرياح الهوجاء والضباب الخانق.. سيدة اختياراتي إلى الأبد.

المصدر: الدستور الاردنية