قراءة نقدية من الشاعر و الناقد المصري صلاح زكي لقصيدتي

"ذبل الياسمين و اندثر"

لا يفوتني أن أشكر كل من أشاد بحرفي و نقدني و وجهني

و شجعني.

أهدي أحرفي و نجاحاتي لأمي و أبي و أبنائي و حبيبي ❣

الياسمين

منذ صغري كنت أشتاق إليه لأنني أقطن بمدينة سوسة و لي في بيت جدي شجرة ياسمين اعتدت اللعب تحت ظلالها منذ نعومة أظافري.

و لكن عندما كبرت صرت أرى في بياض الياسمين و نقائه صور هؤولاء البؤساء و المجاديب و المرضى و الشهداء و كل المظلومين من أبناء الشعوب المقموعة.

لذلك صرت أوظفه في أشعاري لاني أرى في ذلك رسالة إنسانية.

تحياتي و عبق الياسمين التونسي
فاطمة حشاد
ذبل الياسمين و اندثر
""""""""""""""""""""""""""""""
عند التصدي لتقييم أو تقويم أي عمل فني على أسس نقدية سليمة ..بدهي. أن نبدأ بعنوان النص ..ذلك أنه المفتاح الدال والمدخل الطبعي لأي عمل فني ..وعنوان النص هنا ساحب لنا لنعرف كيف ذبل الياسمين ..وكيف اندثر ...
ولا يخفى علينا الرمزية في العنوان والإيحاء بما هو آت..
ثم تأتي بداية النص المثيرة بأسلوبي إنشاء إثارة للذهن وجذبا الانتباه.. النداء...أهاروت ...والاستفهام ..هل لي بسحر ؟!..استدعاء للتراث ..وتأكيدا على رمزية النص وإيماء لربط التليد بالطريف وصولا لغرضي الإمتاع والإقناع.

أ هاروت
هل لي بسحر
أنفث
من تعاويذه
على تقاسيم
قبر الياسمين
ياسمين ذبل و اندثر ...
*** مزجت شاعرتنا بين الأسلوب الخبري والإنشائي.. وصفا وتقريرا وإثارة وجذبا للقارئ..ثم يأتي دور البيان والصورة الموحية المبتكرة..(قبر الياسمين)..
ويبدأ المقطع الثاني برباط الجملة المحورية ( أ هاروت ).
وذلك تحقيقا للوحدة الفنية في النص فكرا ووجدانا وصورا تعبيرية مبتكرة..
أ ماروت
هل لي بأمر
و براهين
تحيي ما تبقى
من الياسمين
و من يعشق الياسمين
أ ياقوت
هل لي بعمر
من عمق بحر
أهدي نصفه لحبيبي
و نصفه الثاني
لياسمين ذبل و اندثر..

****"""لم يختلف النسق التعبيري عن سابقه تأكيدا على تماسك النص وانتظامه في هذا الخيط الحريري ..
نستنشي عبقه..يطربنا وقعه ..ورقة ملمسه كحد الوليد ..
على ما فيه من شجن..وهجر وهجير ..لكنه يتسرب للنفس في هدوء جدول من غدير ماؤه زلال..يروي ذوي الغلة وأولى الشغف بالأدب الوجداني الصادقة مشاعره ..الهادئة موسيقاة
المعانق للطبيعة ...
****
ونظرة إلى المقطع الأخير..نستجلي مكوناته

و ترك قلبي يستعر
في هجير صمت مكفهر
يدوي صداه
بساحة العاشقين
على منصة
إعدام الياسمين
تحت تصفيق البيادق
و دمى من ورق مهين
أ هاروت..
أ ماروت..
هل لي بعذر
لذات ياسمين
ذبل و اندثر...
هذا المقطع قمة في الثراء ..باذخ التكوين ..فيه كل الأساليب خبرية وإنشائية ..جمل فعلية واسمية..أساليب تتراقص في كل اتجاه تنحر الوجدان نحرا وتجذب إليه كل المشاعر الإنسانية ..وجاءت بحرف الجر الزائد الباء في قولها ( هل لي بعذر )..وكأنها إرهاصة النهاية والرحيل
نص تجمعت فيه كل مقومات العمل الفني الناجح تحققت فيه عناصر التجربة الشعرية من فكر ووجدان وصور تعبيرية لفظا وأسلوبا تصويرا ..وجاءت الموسيقى الهادئة في روعة الخيال وإيحاء الألفاظ لتوكد النظرية الحديثة في موسيقى الشعر المعاصر ..وهي أن الكلمة في ذاتها موسيقى..
نص يستحق أن نقف أمامه ونستجلي ما به من عناصر الجمال الأدبي..
تحية تقدير للشاعرة المميزة الأستاذة فاطمة حشاد...
بقلم الناقد المصري... صلاح زكي...
الإسكندرية في الخميس التاسع من أبريل سنة عشرين وألفين ميلادية..

بقلمي فاطمة حشاد