جنوبيّة أنا و أفتخر بسواعد الارض السمراء تفوح منها رائحة الرمل الأصفر في لون الشّمس الحارقة
نعم جنوبيّة و مسقط راسي موطني شهد لحظاتي الأولى .. أبصرت نور الشمس و تنفّست هواءه النقيّ
ضحكت.. بكيت.. لعبت مع اترابي.. اختلطت مشاعري فرحا و حزنا في لحظات صدق عابقة.
احبّ الجنوب الذي سحر عينيّ بجمال السهول وشموخ النخيل و ألوان الرّبيع وسحر الزهور
أحبّ الجنوب بحرّ صيفه تحت شمس وهّاجة و كثبان رمل بلون أشعّتها
أحبّ الجنوب بلون سمرتي و عرق ابي في غابات النخيل يسقيها من عين ماء خريرها سمفونية الوجود..
نعم أحبّ كلّ تضاريسه المختلفة التي زرعت في القلب مشاعر الحبّ والحنين والاشتياق الدائم لدفء الأرض وكأنّه الأمّ الرؤوم التي لا تحتمل البعد عن فلذات أكبادها، فتحتويهم بحنانها ليسكنوا القلب .
موطني هو الحبّ الأوّل حيث أشعر بأنّ هناك حبلا سريّا يربط بيني وبين أرضه.. اراها جنّتي الّتي ترعرعت في حضنها ، فهو الحاضر الغائب فيّ دائما يعطّر ذّاكرتي .
ارض جنوب فيها صورة امي و ضحكة أبي ..هما القَلب والنَبض والشِّريَان وحبي الأول..
يا أيّها الجنوب.. لك قبلة عَلَى جَبِينِ الأرض .........
أحبّك يا موطني فمنك ولدت سعادتي و أطلقت صوت الحريّة من نبع عين.. من حفيف النخيل .
موطني أيّها الماضي والحاضر تلخّص فيك صغري يا من تغنى بك عشّاق الصحراء وأطربهُم ليلك في السّمر تحت ضوء القمر.. أنت أنشودة الحياة وأنت بسمة في الثغر يا مسقط راسي ....

يا ارض الجنوب ما أعذبك.. لقد أرويتني من مشاعر الطيبة والسّكينة و البساطة و الوفاء والتّضحية والفداء ..فأنت يا موطني العالم بأسره .....

يا جنوبي المزهر.. اقترنت صورتك بالجمال في قلبي ففيك أهلي و فيك أحبّتي.. فيك ذكرياتي ..... انت من صنعت انسانيّتي و علّمت روحي ان تحبّ و لكم أودّ أن أردّ لك بعض أفضالك عليّ يا موطني ...

أنا مغرمة جدّاً ببلادي ..بأرض الجنوب و بالسواعد السمراء تحت أشعّة الشمس تفوح منها رائحة النخيل في فصل خريف محمّلة بعراجينها كأنّها عروس تلبس حليّها في عرس فصلها. ما أشهى خبز أمي الشّهيّ معطّرا من روحها الطاهرة .
آسفة.. لأني ابتعدت عنك -مكرهة- يا أرضي و لكن ليس لي خيار ....
الجنوب هو أَجمَلُ قَصِيدَة شعر فِي حياة كلّ جنوبيّ هُوَ اتِّجَاهَُ البوصلة لِكُلّ مَن يَطلُبُ اتِّجَاهاً.. هُوَ دفتر الزَّمَنٌ الذي كُنّا نُخَربِشُ عَليهِ مذكرات َ بريئة أيّام الدراسة اسرار حبّ مراهق
الجنوب هو بذرة الحب المغروسة في تربة قلوبنا نسقيها من دماء التضحية ..كم جميل أن نموت ويعيش لكنّ الأجمل أن نحيى من أجله فبنا تنبض حياته.
لن ينفذ حبّ الجنوب من قلبي و أيّ موطن رائع يمكن أن يكون لي غيرك مهما أغرتني الحياة يبقى حُبّي لك خَاليا مِن الشَّوَائِبِ.. حُبٌا ولد معي يسكن قلبِي فموطني لاَ يَتَغَيّرُ حَتَى لَو تَغَيّرت، هو بَاقٍ و أنا زَائِلة.
الجنوب.. نخلة شامخة لا تهزمها الرياح، لا تخاف السحاب ثمارها بلون الذهب لا يصدأ غذاؤها من تربة التضحيات تسقى بعرق جنوبيّ لا يكلّ من حرقة الشمس في حرّ الصيف
يا جنوب الروح .. انت المكان الذي قد تغادرك أقدامي لكن قلبي
يظلّ ساكننا فيك
نعم أحبّك يا جنوب القلب.. لقد أرضعتني حليبا من ثدي الارض يسري في عروقي
موطني يا عشق روحي ... قبلة على جبين الأرض.
( بقلمي الشاعرة رتيبة سليم /تونس )