شاعرة فلسطينية متألقة، مُبدعة وخَّلاقة، تملك احساساً رقيقاً، وعواطف جيَّاشة، وذوق رفيع، وقلباً واسعاً،ً يَنبضُ بالحب والعشق والحياة، تتَّصف بالرقة والصراحة والجرأة، وقدرة مُتميزة، بالتعبير عن احاسيسها، ومشاعرها وعواطفها، بكل صدق وعُذوبة، تكتب شعراً رائعاً وخلاقاً، كلماتها لآليءْ وَدُررْ، تَجذبكَ بأشعارها الجذابة والشيقة، والممتعة من أول قراءة لها، وبكل قوة، كم هي رائعة حقاً ومُبدعة، كلماتها الشعرية موسيقية وعذبة، تصلح ان تُلحَّنْ وتُغَّنى، لروعتها وعذوبتها. تقول شاعرتنا في إحدى قصائدها:
(جاءَهُ صَوتُها، كنسيم صُبْحٍ ندِيّْ.....ناعمٌ....ساحرٌ....مُخْمَلِيّْ. حبيبي أنتَ، يا غابتي الخضراءَ. ...يا عُمري.... خَريرُ الجداولْ. يا حَقلي...ويا مِلأْ السنابل، كُلُ آثاري أنتَ....وداري ...والكنائس والمآذنْ. الأجراسُ والجوامعُ، يا تَواضعَ...يا كل مُدُني، ويا وطني. يا طُيورَ بلادي، يا هُدْهُدي والحمامْ... يا رمز السلام...).
تتصف السيدة الشاعرة الفلسطينية ماجدة الريماوي بالصراحة والجرأة، وهذا واضح في قصائدها المنشورة، والتي تُعَّبرُ بها عن احاسيسها ومشاعرها، بكل صدق، ولا تخاف بذلك لومة لائم، ولولا صراحتها وجُرأتها، لما استطاعتْ، التعبير عن مكنونة انفاسها بهذه الروعة من صدق التعابير، وتعددها، ورقة الأحاسيس، والمشاعر الحالمة والعذبة والعواطف الدافئة والرخيمة، جوانحها نارٌ مُشتعلة، لا ينطفئ سعيرها، يتدفق منها لوعة الحب والعشق، بقوة دائمة، لا تعرف التوقف او السكون.
تقول الشاعرة ماجدة الريماوي، عن الحب والعشق، بقصيدة غزلية لها:
(نزل العشق عليَّ من الغيب، كوحـــي مُلهم...,إنَّهُ الحبُّ، من الغيب يَجيءْ، مثل نــــــورٍ، بَعْدَ "ظُلْمَــــــــــــــــةْ، مــــــن وُريقــــــاتِ، كزهــــر الزعفــــران، وبتــولات مـــن الغيب أَتـتْ، داعبتْ كَفـي، ووجنـاتُ خُدودي أَزهرتْ، شَّقَّتْ السَّبعُ العُلى، ومـن الغيب، تَراءَتْ، وعلـــى وجهــــين وبسمات حبيبي انتثرتْ، هي قد جاءَتْ مـن الغيب الإلهي، يا إلهي، هل أنا أحلم؟؟ أمْ هو الوحيُ أَتاني، من أَنا ؟ قـــد تساءَلْتُ:" ومـا الغيب؟ "فقالوا من عُلاهُمْ:"إنَّما الغيب نُذُر، هَمستْ فــي أُذُني كـــلُّ السَّواقي: إنَّ مــا جاءَك، قَــدْ جاءَ "قَدَرْ، فاستعدِّي.....ســــوف يأْتيك شموسٌ بَعْدُ هذا وقمــــرْ. وحبيبٌ لك يفديك، ولن يفديك غيره، فاعلمي، هذا بوحي منك، يأتي مُلْهَمَا، يَسكبُ الماءَ الزٌّلالَ، ليحمي ضحكاتٍ، قَبلهُ كانتْ جحيماً، ونــــاراً و"سُعُرْ"، اُحذري أَنْ تقتلي حُبَّاً، تنامى في ضلـــوعٍ وَ"كَبُرْ، هــو "يظْمَى، ولذا يأتيكِ"غَيْمَهْ"...غيمةٌ يأْتي يُواسيك، ويَمحو عنــك "غُمَّهْ، نجمةٌ جاءَتْكِ، ولا كل النجوم. هــــا تقولين:"أَتاني رُعـــوداً ومَطَر".. وأَنا في لياليه القمرْ. زَقْزَقاتٍ فـــــوق "هاماتِ "الصَّواري. جَدولٌ من مائِهِ الرَّقراقُ، تخضَّرُ الصحاري. وأَكُفٍّ فــــوقَ أَغصـــان الدَّوالي، واُرتفاعاتِ الشَّجَرْ، أَنا مــــــن تَعْشقُ غيثاً يَنْهَمرْ، يَمكثُ العاشِقُ في الأرض، كمــــا الغيثُ، فتعطيني زهوراً وثَمَرْ، جئتَ نوَّرْتَ رُبوعي في السَّحَرْ. أَيُّها التَّاجُ، من فوقِ جبيني، تبقَ مفتوناً بسحري، تبق تحكيك القوافي، فاُطمئنِّي، يـا دَلالاً، فوق صدري" ينتظرْ، أنتَ كالقُبلـــةُ عندي، وطوافي حــــول "خصركْ، ألْقُطُ المُرجـــانَ مــن بحـــري، وإلى "عنـــق"أَحلاميَ، أُهديـــكِ اللآلــيْ، وسلامــــاً، وكلامــــاً عَسلاً شَهْداً....وأَنواعَ "دُرَرْ، ها هو العِشقُ، حياةٌ وتَماهٍ وتصافٍ، ما لنا غير التَّصافي، يملأُ البيدَ وُروداً، ومن السُّحْبِ، آتيـــك "سُوَر، يا حياتي: إنَّني أَحْفَظُ عِشْقي، مثل آياتٍ كريماتٍ...فمرحىً وَهلا"، أَيهــــا العشقُ الَّذي دَبَّ بجسمي، وخلايا مْيتات، ثم أَحياها ...بعد أَنَّاتٍ وآهاتٍ، وأيامٌ خوالي، باهتاتٍ...أنــــتَ آياتي، وجنَّاتــي...ونجومٌ في كياني...وعِنـــاقٌ أَنتَ، حديثٌ يا حبيبي، فــي الليالي الموحشاتِ...يا عشيقي وسمر).
عندما تقرأ وتغوص بأعماق اشعار شاعرتنا المتألقة ماجدة الريماوي، تشعر بمدى تأثير الحب والعشق على افكارها وقيمها وحياتها، فحياتها قبل حبها وعشقها بالتأكيد، ليست هي نفسها بعده، لنقرأ ماذا تقول من واقع قصيدة لها في هذا المجال:
(حبيبي مَنْ أنا قَبْلكْ ؟؟؟ يا أَجْمـــلً حُبٍّ، كنتُ في الصحراءِ، في التيهْ كموسى، كنــــتُ مصلوبــــــاً كعيســــــــى...جِئْتني فــــي ليلــــة ظلمــــــــاءَ..جِئْتَ بَرْقـــــــاً...جِئْتَ رَعْــــــداً....منْ أنـــــا قَبلكْ؟؟؟ يـــــا عِشقـــــــي؟؟؟ كنتُ طَيراً فــــــــي السمــــــــــاءْ، جئتني يـــــا كبريــــاءَ الكبريــــــــاءْ، كــــــان جسمـــــــــي ناحــلاً....كـان رَوضي يــا حبيبي قاحـــــــلاً، جئتني أَملاً، عِشْقاً وحُبَّاً وعَطــــــاءْ، من أنــا قبلك يــــــــا عمــــري....؟؟؟ زهرةٌ تَذبلُ في كــــــل مساءْ، جئتنــــــي " ينبــوع "مــــــاءْ.....!! إنني قبلُكَ ظــــلٌّ، لا جَسَـــــدْ...و"بِجِيِديِ"كان "حبْلٌ منْ مَسَــــدْ" جِئتَ تهواني، فأَصْبحتُ العشيقــة، صرتُ أَهـــــواكَ، كَورداتِ الحديقـــةْ، آهِ يا قلبي، وروحُ الزَّهــــــرِ تــَـــروي، إنني كلُّ الأَمانـــــي والحقيقـــــةْ، أَنت من "خَلَــــــعَ" الشَّوْكَ عـــــن الدَّرْبِ، ومَنْ خَطَّ بِكَفَّيــــهِ طريقَـــهْ، قَهْوَتي فــــي الصُبـــــــحِ، أَضحيْتَ "تغْليها"، سُكَّرٌ فيها ارتشافـــــــات، فناجينَ وعِطْرُ الــــــورد باقــــاتٌ...تُنادينـي:" فَـــــــرَحي" أَنْــــــــــتِ، صباحـي، وبهائي يــــا رفيقـــــــــةْ، أيُّ سِرٍّ يوصل قلبي ليديــــــــــك؟ أهــــــوَ لفنجانُ"يًهْديني"إلَيْــــــكْ؟ أَطلســــي أَنــــتِ حبيبـــــــي....أَنـــــــــت كــــلُّ الخارطـــــــات...إنَّهــــــــا الأَشْـــــواقُ "محْبـــوبي" ساكنــــــــاتٌ فـــــــي فــــؤَادي، وأَنـــــــا بيْـــنَ يَدَيْـــــــــــــــكْ....لمْ أَعُدْ بَعْدَكَ يــــــــــــا حُبِّي.....غيـــــــر عِشْـــقٍ وَهَــــوىً وجَلالاً، وقرابينَ تُضَّحــي يــوم عيــــــــــدٍ، يأتِنا ضاحكــــاً، فـــــي شفتيــــــكْ).
واضح ما فعله الحب والعشق في شاعرتنا المتألقة ماجدة الريماوي، فقد كانت صحراء قاحلة، فأحياها، بعد ان اسقط عليها المطر، كانت روح بلا جسد، فأحياه، كانت زهرة ذابلة، فأحياها ايضاً، كان لا وجود لها، فأصبحتْ كل شيءْ. هذا هو الحب والعشق، في أشعار شاعرتنا الرائعة والمبدعة والخلاَّقة، يُحيي الانسان وهو رميم.
في قصيدتها (انا وحبيبي والبحر) تصل الشاعرة الى قناعة تامة، وأزلية، بأن الحب والعشق، ليسا حراماً على أحد، كما يدَّعي البعض، فليس هناك نصوص دينية تحرمه، أو تمنعه، وهو من طبيعة البشر الأزلية، جاء منذ بداية الخَلْق، منذ خُلقَ آدم وحواء، وليس هناك من قوة في الوجود، يمكنها ان تمنعه، بين الحبيبين والعاشقين، وتَحولُ دون لقائهما، طالما هما أقسما على اللقاء، بأغلظ الأيمان. لنقرأ قصيدتها، بتمعن وعمق وتَأَّني، ونستمتع بما تَوَدُ قوله شاعرتنا الخلاقة والمبدعة، ماجدة الريماوي:
أَيادينا هــــــي الأقمـــــار والشهــــــــبُ..، أَصابعنا هــــي الأَغصــــــان والحَطـــَـــبُ، فإن شئْنا نُحيلُ البدرُ في"السَّما "نجمــاً... وإن شئْنا، نُحيلُ الغُصْنَ فــــــي الرُّبــــى... وفي أَشْجارنــــا سَهْمـــــــــــــــــاً... تعالَ، تَعـــالَ يــــــا عِشْقي، ويـــــا حُبِّي... ويا قَلْبي، ويا روحي، ويا كُلِّي، ويا عبَقـي... تعـــال، تعــــــالَ سننطلِــــــــــقُ... وحبُّكَ: لَوْ "غَمَضْتُ"العيْنَ....والجَفْنَيْـــنِ... أَوْ "أَغْلَقْتُ " السَّمْـعَ فــــــــي الأُذُنَيْن.....سوْفَ أَظَلُّ "هَمْــــــسَ" الحُـــــبِّ أَسْتَرِقُ، وَوَجْهُكَ يا حبيبَ العُمْرِ فــي عينَيَّ"يَنْدَفِقُ، وتــَأْتينــــي حبيــــــــــبَ القلــــــــــبِ.....حــُـورِيَّــــــــا، تَشُـــقُّ البحـــــــــــــــرَ.....علـــــــى الأَمْـــــــــــــواجِ تَحْمِلُنـــــــي...وِثاقـــي "فُــــــكَّ" فــــي أَيديـــــــــــــكَ...ومُـــــــــذْ لَحَظاتِ، كُسْـــــــــرِ القَيْـــــــدِ..على أَهْواكَ، رُحْـــتُ الآنَ أَنْطَلِقُ، وأَنْعَـتِقُ...أطــــيـــــــــــرُ معــــــــــاكَ عُصْفُـــــــوراً...تقُودُ السِّرْبَ يا أَملي، حيثُ ..الطَّيْـرُ تَتَفِقُ...تعـــــــالَ اُسْمَـــــــعْ لأُغْنِيَتــــــــــــــــي : أَنـــــا تلميذةٌ، أُقْريــــــكَ أَشْعـــــــــــــاري...عـــن الـــوَلَــــــهِ، عــــــــن العِشْــــــــقِ...وعِطْـــــرُ الشَّـــــــرْقِ يـــــــا عِطْـــــري...ويــــــــا مَهْــــــــدي، ويـــــــــا لَحْــــدي...مزيجـــــــك، عطــــــــــــرُهُ الفَــــــوَّاحُ.....مـــــــــن مِسْـــــكٍ ومـــــــــــــن ورْدٍ..... ومِـــــــــنْ زَعْــــــــــــرورِ باديتـــــــــي.....مــــــــــن بَخُّــــورَ، مـــــــــن عنَبَــرْ....ممـزوج بمـــــاءٍ، إنَّمـــــــا "كَوْثَــــــــــــرْ"...حبيب الرُّوح: عِطْـــــرُكَ كـــــــــــانَ أُمْنِيَتي، وحُبُّـــــــــــــــــكَ كـــــــانَ أُغْنِيَتــــــــــي، واسمك كانَ آياتٌ على شَفـتــي...رأَيْتُـــــــــكَ زَهْــــرَةً فـــــــي الـــــــرَّوْضِ...يُخَدِّرُني نسيــــــمُ الرَّوْضِ، عَبيرُ الحـبِّ ....فهــــــا كفَيَّ فـــــــي كفَّيْكَ أَقْمـــــــــاراً...وتَــأْتِ نُشابِـــــكُ الكَفَّيْــــــنِ أَغْصانـــــــا...ونَنْسجُ من كِتابِ العشقِ إكليلاً وأَزْهـاراً...فعانِقْنــــــــــي مُنـــــــــى عِشْقــــــي...إنَّ العِشْـــــــــــــــقَ لا زَيْــــــــــــــــفٌ....ولا وِزْرٌ، ولا إثْمٌ.......هُوَ الآياتُ والفَلَــقُ"....ونحـــــــــنُ البــــدءُ و"العَـــلَــــــــــــقُ"....تعالَ لِنَقْرَأَ الآياتِ.....فيـها صورَةٌ للعِشْقِ...وفيــــــها الصِّدْقُ، فيها الحبُّ ...والخُـلُـــقُ...فما من قُـوَّةٍ في الكَوْنِ تَمْنَعُنـا من اللُّقْيـا...وقَـــــدْ "قُلْــــــنــــــا" يميـــــنَ"اللَّــــــــهِ...وأَقْسَمْنــــــــــا ".... يميـــــن الحُـــــــبِّ...وأَقْسَــــــمْنــــا "يميــــــــنَ" العشْـــــقِ...فَهَــــــــــلْ يــــا حبُّ، هَـــــــــــــلْ يــــا....عِشْـــــــــــــــــــقُ نَفْتَــــــــــــــــــــرِقُ ؟؟؟ لا واللــــه، لا واللـــــــه، لا واللـــــــــــه.....سَيبقــى الحـــُـــبُّ،َ بْقـــــى العِشْــــقُ...ولَـــــــوْ نَصَبــــوا لنـــــا النِّيــــــــــرانُ...سنبقـــــــى الدَّهْـــــــــرَ نَحْتَـــــــــــــرِقُ.
هذه هي رحلة قصيرة جداً، في بعض اشعار شاعرتنا الفلسطينية، النجمة المتألقة، ماجدة الريماوي، وان حاولتَ عزيزي القارئ، التعَّمقَ كثيراً في أشعارها، والتمَّعن بها، فسوف تُسحرك بتعابيرها، ومفرداتها المنتقاة، بعناية ودقة فائقتين، وشاعرتنا من النوع الهادئْ، الذي ينشط في الظل كثيراً، ولا يُحبُ الظهور على السطح، ولا يُحبُ الضجيج، ولا الإعلام. فهو كالنسيم العليل بعذوبته، ورقتهْ، تشعر به، وتنتعشُ باستنشاقه وتنفسه، ولكنك، لا تراه امامك، ولا تسمع به كثيراً، فهو لا يحب الظهور.
انتهى موضوع قراءة في أشعار،
الشاعرة الفلسطينية، ماجدة الريماوي