حيث سيتم إقامة بعض فقرات احتفالات المملكة بأعياد الاستقلال داخل مبنى البرلمان القديم.

وأضاف عوجان لـ»لرأي» أن وزارة الثقافة أولت اهتماما كبيرا لإعادة تأهيل وترميم بناء البرلمان القديم، ونفض الغبار عن صورته التي لا تزال مشرقة في أذهان الأردنيين، وأسهمت في توثيق مجريات الحياة البرلمانية والتشريعية خلال فترة عمر هذا البناء منذ عام 1923 مرورا بكافة مفاصل العملية التشريعية واهم مراحلها التي أنجبت العديد من التشريعات التي نظمت الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة الأردنية منذ نشأتها وحتى هذه اللحظة.
وأشار عوجان إلى أهمية هذا المكان الذي شهد تتويج ملوك الأردن الأوائل الذين أسسوا وبنوا القواعد المتينة للدولة الأردنية الحديثة، حيث تم فيه إعلان الاستقلال وصياغة دستور 1952 وتم فيه إنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية.
أكد عوجان على أهمية أن تقوم وزارة الثقافة بإثراء هذا المبنى إعلاميا وثقافيا وتقديمه كنموذج مهم في تاريخ الدولة، التي تؤشر على أهمية المراحل التاريخية التي قضت في تأسيس الدولة. مضيفا ان المبنى الذي يتكون من ثلاثة أجزاء: الوسط ويشمل قاعة البرلمان، والجناح الأيمن، والأيسر، شكلت له لجنة من وزارة الثقافة لإعادة ترميمه، ليعود كما كان لحظة إعلان الاستقلال منه في عام 1946 وإعلان المملكة الأردنية الهاشمية، ولجنة انبثقت من لجنة إعادة كتابة تاريخ الأردن لكتابة القصة المتحفية التي تحكي قصة التشريع في الأردن وترسخت من خلال هذا البناء -الذاكرة الحية والشاهد الذي لا ينسى- ويرافق القصة المتحفية صور ووثائق تعرض بخط الملك المؤسس عبدالله الأول، تعرض من خلال أفلام صوتية يرافقها فوتوشوب وعروض مختلفة من الموسيقات، والكلمات والإعلانات الرسمية التي نطق بها ملوك الدولة الأردنية خلال مدة استخدام هذا البناء.
وتتضمن القصة المتحفية أسماء الأوائل والرواد في قصة التشريع الأردني والذين أسهموا في بناء الحياة التشريعية واهم الأعمال التي أنجزها هؤلاء على شكل مواد وثائقية تقدم للزائر
وبين عوجان أن أعمال الترميم وإعادة البناء لمتحف الحياة البرلمانية في الأردن جاءت وفق معايير ترميم المتاحف ليكون الشكل الجديد، استنادا إلى الصور القديمة والأفلام الوثائقية ليحاكي بناء عام 1946 والذي أعلن منه الاستقلال. ليقدم رسالة بأن هذا البلد غني بذاكرته التشريعية والسياسية، وسينقل صورة رمزية مهمة عن العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الدولة الهاشمية راسخة الجذور من خلال الحفاظ على الطابع الاجتماعي وتوثيق ذلك من خلال عرض عدد من مقتنيات جلالة الملك المؤسس وخاصة كرسي العرش الذي يمثل قيمة مهمة في الذاكرة الجمعية لأبناء الدولة الأردنية. وبعض الوثائق التي كانت تصدر من خلالها الإرادات السنية لبناء الأردن.
وأشار عوجان إلى أن القصة المتحفية قسمت إلى مراحل مختلفة ومتتابعة تضمنت مرحلة ما قبل قيام الدولة الأردنية، منذ تمثيل الأردنيين في مجلس المبعوثان، ومرورا بنزوع الأردنيين إلى التحرر وميثاق دمشق 1915 ، واتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وبداية النضال انطلاقا من الثورة العربية الكبرى حتى إعلان الدولة العربية الأولى في دمشق عام 1918، والمؤتمر السوري الأول عام 1919 الذي أعلن فيه قيام مملكة سوريا المتحدة، ونودي بالأمير فيصل بن الحسين ملكاً عليها وبمشاركة نواب من شرق الأردن، ومرورا بانتهاء هذه الدولة بإعلان الانتداب البريطاني والفرنسي على بلاد الشام وبدايات تشكل إمارة شرق الأردن في عام 1921، ومرحلة الاستقلال الأولى في عام 1923 التي تستمر وصولا إلى مرحلة الاستقلال الثانية في عام 1946، والمجالس التشريعية، الأول والثاني والثالث والرابع والخامس الذي أعلن خلاله الاستقلال. وانتهــاء فترة المجالس التشريعية، وبدء فترة المجالس النيابية، وفصل السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية.