|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
رواية " العرس " للقاص لبدكتور سلبم عوض عيشان
مقدمة : العروس
أحداث هذا النص لم تدر في عصور الجاهلية السحيقة .. أو في العصور الوسطى .. ولم تدر في مجاهل أفريقيا .. أو في عاشقة الصحراء : رواية " العرس " بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة ) ==================== ( النص طويل جدا ... ويمكن تصنيفه كرواية ) مقدمة : أحداث هذا النص لم تدر في عصور الجاهلية السحيقة .. أو في العصور الوسطى .. ولم تدر في مجاهل أفريقيا .. أو في " الماو ماو" .. أو " الواق واق " .. بل إن الأحداث جرت في مدينتك .. مدينتي ... أو أي مدينة أخرى قريبة من مدننا .. بل لعل أحداثها قد جرت في أكثر من مدينة .. أكثر من قرية .. أكثر من مكان .. في نفس الآن . وليس للكاتب من فضل على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .. ( الكاتب ) -------------------------- إهداء متواضع : إلى الأستاذة الراقية التي أوحت لي بفكرة النص .. والتي روت لي الأحداث بصدق كما رأتها .. وكانت " شاهد عيان " للأحداث والشخوص . ( الكاتب ) تنبيه هام : أرجو أن أقوم بالتنبيه بعدم قراءة هذا النص .. وخاصة لذوي المشاعر المرهفة ..الحساسة .. وذوي القلوب الضعيفة .. لأن في النص الكثير من المشاهد التي تهز المشاعر .. ( الكاتب ) ------------------------- " العرس " الصراخ المدوي للأطفال .. الرجال .. النساء .. العجائز ... المتحلقين في الساحة يملأ الأفق ضجيجاً وصخباً .. يتزاحمون ويتدافعون للأمام تارة وإلى الخلف طوراً ، يهللون ، يصرخون ، يصدر بعضهم صفيراً حاداً من أفواههم فيزداد الحماس وتزداد الحركة . صراخ الأطفال والرجال والنساء والعجائز وتهليلهم يتعالى ، تزداد الحلقة اتساعاً ، ينضم إليها العشرات والعشرات من مختلف الأعمار .. الذكور والإناث على حد سواء ، تزداد حرارة الشمس فتلفح بسياط لهيبها المكان ، يزداد الهرج والمرج بين الجميع . حرارة الشمس تزداد لهيباً ، صراخ الجميع يزداد دوياً ، ، يرتفع صفيرهم وصراخهم حتى يبلغ عنان السماء . * * * ...هيا يا سيدي .. هيا تعال بسرعة .. وأنتم أيضا .. نعم .. أنتم جميعاً .. هيا .. تعالوا بسرعة لكي تشاهدوا حفل " العرس " الضخم خاصتي .. ألا ترون كل هؤلاء المتحلقين من حولي . يتدافعون .. يتراكضون .. يهللون .. يصرخون .. وهم يشاهدون المشهد العظيم .. مشهد " العرس " خاصتي ؟؟. لعلك تتساءل .. ومن هي " العروس " ؟؟!! يا لك من غبيّ يا سيدي .. ألم تعرف بعد من هي " العروس " ..؟؟ ألا تراني وسط هذه الحلقة الضخمة الواسعة ؟؟؟ . تعال يا هذا .. تعال واقترب مني ,,. اقترب أكثر .. لكي تراني بوضوح . فيبدو بأنك مصاب بعمى الألوان ؟؟!! . ألا تراني يا سيدي ؟؟ .. هذه هي أنا بالفعل .. هذه هي " العروس " التي هي أنا .. وهذا هو " العرس " خاصتي .. مالي أراك تفتح فاه الدهشة على مصراعيه هكذا ؟؟!! .. ألم يسبق لك أن شاهدت " عروس " من قبل ؟؟ .. ألم يسبق لك أن شاهدت " عرس " من قبل ؟؟!! . ها أنت تفتح فاه الدهشة عن آخره وأنت تحملق بي .. وتتأكد من وجودي بالفعل وسط هذه الحلقة الصاخبة .. ولعلك تعجب في سرك من هذا " العرس " الغريب .. ومن هذه الطريقة المبتكرة في الاحتفال بالعروس ... وسط هذا " العرس " الغريب ؟؟!! .. لقد أبى الجميع إلا أن يقوموا باحتفالهم بـ " العرس " خاصتي بهذا الشكل .. وهذه الطريقة .. فلقد شدوا وثاقي إلى هذه الشجرة الضخمة الهرمة .. ؟؟!! نعم هم شدوا وثاقي بشكل جيد إلى الشجرة لكي لا أفر من " العرس " ؟؟!! . هيا اقترب يا سيدي .. اقترب أكثر .. ودع كل هؤلاء المرافقين لك بالاقتراب أكثر فأكثر .... لكي تتحلقوا جميعا من حولي .. لتنضموا لرواد المهرجان العظيم .. ولكي تشاهدوا عن كثب .. وبشكل جيد هذا " العرس " المهيب .. ها أنا أنظر إليك .. إليهم .. إليكم ... إلى الجميع .. بعيون زائغة .؟. تائهة .. تدور في محجريها بشكل عشوائي .. لا أعي شيئاً مما يدور من حولي ؟؟!!؟؟ . أنا أراك كشبح .. وكل من حولي أراهم أشباحاًً أيضاً ... أشباحاً غير واضحة المعالم ولا التضاريس . يا ألله ..؟؟!!.. ما هذا ؟؟!! .. أها .. يبدو بأنه صوت طلق ناري ... يبدو كذلك حقا .. إنه ينطلق من تلك الجهة .. من هناك .. تلك الجهة التي يقف فيها والدي وهو يحمل بندقيته الصدئة .. لا بد وأنه قد أطلق ذلك الطلق الناري في الهواء احتفالا .. وابتهاجاً بهذا " العرس " !! .. ولم لا ؟؟ خاصة وأن العروس هي ابنته !! . ولكن .. ما هذه المادة اللزجة التي أخذت بالتدفق من رقبتي وتنساب إلى صدري ؟؟!! .. آه .. مالي أرى لون هذه المادة اللزجة قد تغيرت هكذا .. لكي تصبح باللون الأحمر القاني .. الملتهب ؟؟!! . يبدو بأن الطلق الناري الذي أطلقه أبي في الهواء .. ابتهاجا وسعادة واحتفالا .. قد أخطأ الهدف .. وأصاب عنقي عن غير قصد ؟؟!! . آه .. ما هذه الغشاوة الكثيفة التي تغطي عينيّ ؟؟ .. ما هذا الذي أراه ؟؟!! . آه .. ها أنا طفلة صغيرة تسرح وتمرح .. تلهو وتلعب هنا وهناك ببراءة وسذاجة .. حتى أصبحت طفلة كبيرة .. بل لعلها أنثى وامرأة صغيرة .. لم تتعدَ الخامسة عشرة من عمرها ... ٍوردة متفتحة .. وزهرة يانعة .. ألهو .. أغني .. أرقص .. وسط الحقل الكبير الكبير .. ها هو ابن الجيران .. الشاب الذي يكبرني بعدة سنوات ... ابن قريتي الصغيرة ..يقترب مني بعد أن ترك ما بيده من أشياء ... وبعد أن كان يقوم بأعمال الزراعة في الحقل خاصتهم .. ها هو يقترب مني وهو يبتسم ابتسامته العريضة المعهودة ..ها هو يقترب من أكثر فأكثر .. ها هو يمد يده نحو وجهي .. يمسح براحتيه حبات العرق عن وجهي .. ويمسح براحتيه على وجنتيّ .. ووجهي .. سعادة غريبة غامرة .. ونشوة عذبه أحسها تزلزل كياني .. يتضرج وجهي بالدم فيصبح كالوردة الحمراء .. أغمض عينيّ حياءّ وخفراً .. لم أشعر به وهو يقترب بوجهه من وجهي ... ولم أحس بشفتيه وهي تلثم شفتيّ .. وجنتيّ .. يزداد وجهي تضرجا .. واحمرارا .. يطوقني بيديه .. بقوة .. يعانقني .. يقبلني قبلات محمومة .. متوالية ... ثم .. .. آه .. ما هذا ؟؟!! .. إنه طلق ناري آخر .. أحاول أن أفتح عينيّ المجهدتين بصعوبة .. بالكاد .. استطعت أن أشاهد من قام بإطلاق الطلق الناري الثاني ... هذه المرة لم يكن أبي من قام بذلك .. كان أخي الأوسط .. كان يطلق الطلق الناري من مسدسه الصدئ .. أخي وكما يبدو .. بأنه لا يجيد التصويب بشكل جيد أيضاً .. الطلق خاصته لم يصب هدفه في الهواء .. يبدو بأنه قد أخطأ الهدف .. وبدلا من أن يصيب الهواء ... أصاب وجهي ؟؟!! . الدماء الغزيرة تنهمر من جديد من وجهي .. لتغرق الوجه كله .. ولتملأ عينيّ .. فتعمي بصري .. وتحجب الرؤيا عني .. السمع ما زال عندي يعمل بشكل جيد .. لدرجة أنني استطعت أن أميز صوت أمي الحبيبة وهي تطلق " زغرودة " رنانة مدوية في الفضاء .. لا بد وأنها قد أطلقتها احتفالا وابتهاجاً بهذا " العرس " .. كيف لا .. وابنتها هي " العروس " ؟؟!! . .. وجوه الأشباح تدور من حولي بقوة وسرعة غريبة ... ثم.. ... يتبع ...
الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: الإثنين 10-06-2013 01:54 مساء الزوار: 1169
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
رواية فراري.. مصائر متقاطعة والمرأة في ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 21-11-2024 |
تجليات الجزيرة في رواية المنسيون بين ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 09-11-2024 |
رواية مريم... ذاكرة وطن وحكاية أمل | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 27-09-2024 |
من كتابي،"رسائلُ إلى بحّارٍ ورسائلُ ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 16-09-2024 |
رواية جديدة للناشئة للأديبة الأردنية هيا ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 08-09-2024 |
ثورة الذات في رواية لعنة الصفر للكاتبة ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 16-08-2024 |
«أبناء الأرجوان» رواية لديانا دودو تحمل ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 04-06-2024 |
السيكولوجية والبوليفونية في رواية ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 02-06-2024 |
إشهار رواية "اعتراف" للروائية ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 18-05-2024 |
"البيرق.. سراة الجبل".. لشريفة ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 05-04-2024 |
"أنت والنرجسي" لسخنيني.. ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 17-02-2024 |
حفل توقيع رواية "غيمة" للكاتبة ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 11-02-2024 |
«لغة اللافا» رواية جديدة للميس نبيل أبو ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 07-11-2023 |
رواية «سما هبة الله للأرض نساء» للكاتبة ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 02-09-2023 |
«جرعة زائدة».. رواية للفتيان للأديبة هيا ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 28-08-2023 |