|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
ما هي أسباب ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية
الكاتب والباحث د. احمد محمود القاسم رئيس هيئة تحرير مجلة عاشقة الصحراء ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية، من الظواهر الاجتماعية المتفاقمة، وتأثيراتها سلبية جداً، على المجتمع العربي بعامة، عاشقة الصحراء :ولأسرة والزوجين والأبناء بخاصة، وهذه الظاهرة، تعمل على تمزق الأسرة العربية، وتشرد الأبناء، وضياعهم، وبالتالي، تفكك المجتمع، وزيادة المشاكل الداخلية فيه، وانعكاسها سلباً على كافة المرافق الاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، ولمعرفة أسباب ظاهرة الطلاق المتفاقمة في المجتمعات العربية، طرحنا السؤال، على مجموعة من السيدات العربيات المبدعات، والخلاقات والمثقفات، ومن لهن باع طويل، من التجربة، في المجتمع العربي، وهن من دول عربية مختلفة، استجبن لطلبي بالإجابة على سؤالي لهن أعلاه، وكانت إجاباتهن في الكثير منها، متطابقة او متكاملة، بحيث غطت جميعها كل ما يخطر على البال، من أسباب الطلاق، لنقرأ ونتابع الإجابات على هذا السؤال الهام، الا وهو، مسببات الطلاق في المجتمعات العربية. ولنأخذ من إجاباتهن مؤشرات ايجابية، لفهم اين يكمن الحل، فعند طرح السؤال على : السيدة المغربية فاطمة الزهراء المرابط أجابت على السؤال فقالت:يعتبر الطلاق ظاهرة اجتماعية خطيرة، تعاني منها المرأة قبل الرجل، في صراعها المستمر مع الزمن، وضغوطات المجتمع، لكن على الرغم، من الأهمية التي يكتسبها الطلاق في حياة البشرية، ومستقبلها، إلا أنه لم يحظ بالاهتمام والدراسة الكافيين، من طرف الباحثين، وعلماء الاجتماع، من أجل الكشف عن الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، وعن آثاره على كل من الرجل والمرأة. هي أسباب قد تكون نفسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وداخلية أو خارجية. وهنا أشير إلى أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، هي أسباب اجتماعية بشكل أساسي، وتتمثل في نوعية المعاملة بين الزوجين، (العنف، والإهانة، وعدم الاحترام، وعدم الانسجام، والإهمال، وعدم تحمل المسؤولية، ومصاريف البيت، وتربية الأطفال، والصراع الدائم من أجل الهيمنة على الآخر)، كلها عوامل تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الطلاق، كما أن التنشئة الاجتماعية لكل من المرأة والرجل، تلعب دوراً كبيراً في فشل تجربة الزواج، حيث إن الرجل يريد الزوجة نسخة مطابقة لأمه، في حين تفضل المرأة، أن تكون لها شخصية وتفكير مستقلين، كما أن اختلاف الطباع بين الزوجين، يدفع أحيانا إلى زرع أشواك الغيرة بينهما، حيث إن الرجل غالباً ما يكون هادئ الطباع، وبطيء الحركة، في حين أن المرأة تتميز بالحيوية والمرح، إضافة إلى اختلاف المفاهيم حول الزواج، واختلاف التقاليد والبيئة الاجتماعية. هذا دون أن ننسى الاختلاف في المستوى العلمي والثقافي بين الزوجين، والتفاوت في السن، والتطور الذي عرفته المرأة مؤخراً، ودورها المميز في المجتمع، مقارنة مع السنوات الماضية، إذ كانت المرأة تتلقى تربية قائمة على أساس الاهتمام بأشغال المنزل، والأسرة، وصيانة بيت الزوجية، لكنها حالياً أصبحت أكثر تطوراً واستقلالية عن الأسرة، بحكم دراستها وعملها، ويمكنها اختيار زوج مناسب لها، ولا تتردد في طلب الطلاق، إن لم يكن الزوج يناسبها، أو يعرقل طموحها الاقتصادي والثقافي، وكثيراً ما يساهم الوضع المادي، المزري في تفاقم المشاكل بين الزوجين، وانهيار الزواج. ومن أسباب الطلاق أيضاً الخيانة الزوجية، والمشاكل الجنسية، وعقم أحد الزوجين، الملل والروتين الذي يعيشه الزوجان، والبرود العاطفي، والغيرة، والتوتر والاضطراب، وتدخل أفراد العائلة في حل المشاكل الزوجية، ورغبة أحد الزوجين في السيطرة على الآخر. وتنتج عن الطلاق عدة انعكاسات نفسية، واجتماعية، سواء على المرأة أو الرجل، على رأسها التخوف من تكرار تجربة الزواج، والضياع بالنسبة للمرأة، التي ينظر إليها المجتمع بنظرة احتقارية، ويلومها على الطلاق، وكأنها السبب الرئيس في وقوع الطلاق، كما تقل حظوظها في الزواج، لأن الرجل يفضل المرأة التي لم تجرب الزواج من قبل، هذا دون أن ننسى الطفل الذي يعتبر الضحية الأولى والأكثر تضرراً، من قرار الطلاق، ويتشرد بين منزل والدته ومنزل والده، ويتمزق نفسياً ويعاني من عدة صعوبات من أجل التكيف مع الوضع الجديد. وعند طرح السؤال على الشاعرة اللبنانية ندى نعمة بجاني أجابت وقالت: أشكر الأستاذ أحمد القاسم الموقّر، لطرحه هذا الموضوع الاجتماعي الدقيق، والخطير، الذي يشمل معظم البلدان، ومختلف الطوائف والمذاهب، حيث بات الطلاق عند البعض، أسهل الأمور وأبسطها، متجاهلين دورهم تجاه أولادهم، وجاهلين مصير الأولاد، في فترة ما بعد الطلاق، أو ما يؤثر سلبًا على نفسيتهم، وعلى تكوين شخصيتهم؛ ومبادئهم الحياتية، ومستقبلهم، هذا بغض النظر عن حالات الطلاق، الذي تتم في سن متأخرة ( في العقد الرابع أو الخامس من العمر). إنّ لتفاقم الطلاق في" معظم " المجتمعات العربية، أسباب عدّة، تعود تبعاً، لكل بيئة ومستواها الحياتي، أتوقف عند بعضها وأهمها: أولا: تردّي الحياة المعيشية الناتج عن تدهور الحالة الاقتصادية، والمردود المادي، مقابل تعاظم المتطلبات الأسَريّة.. سيما في حالة الحرب وانعدام الأمن والسلام، وفقدان النظام " الأخلاقي" غالباً، ما يعتبر حدوث هذا التّدنّي الأخلاقي أمراً طبيعياً إثناء الحروب او بعدها..حيث تتفكّك بعض الأسر كلّ حسب مقدار قناعته، وتقبله او رفضه الواقع الأليم، البديل، الذي سيطر على نمط عيش معين سابق.. ثانيا: توظيف حرية المرأة، ومساواتها بالرجل، وسوء استعمالها حريتها، في الطرق السليمة والصحيحة: نجد عدداً لا بأس به من النساء العربيات، اللواتي تخطّين الرجل في بعض المواقف الحساسة.. فاستعمال المرأة حريتها بغير مفاهيمها الحقيقية، وأسسها الواقعية، وبشكل خاطئ تماماً، أدّى إلى خلق انشقاق أسريّ واجتماعي مخيف.. ثالثا:الانترنت ! وكل ما تشعّب منه من تقنيات علمية حديثة: واتس اب .. إلخ ، إن إدمان هذه التقنيات، وسوء استعمالها، ساهم بشكل " مباشر " ورهيب، في تأزّم العلاقات العائلية، وتفاقم الطلاق، او بطلان الزواج.. أختم بتحية لكل قارئ يقف عند هذا الموضوع، القيّم وأتمنى على طرفي المجتمع الأساسيين " الرجل والمرأة " الحدّ (قدر المستطاع) من التوتر والحذر من مسببات " الطلاق.. ووجوب الوعي، لتحاشي وقوع الصدامات بينهما، والالتزام بالحياة العائلية الشريفة، التي يباركها الله. وعند طرح السؤال على:المصرية د. منال عفيفي أجابت قالت:الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الطلاق في مجتمعاتنا العربية أن الأزواج والزوجات ابتعدوا عن إتباع أوامر الله سبحانه وتعالى ونصائح رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لإنجاح الحياة الزوجية. . فالله عز وجل رسم لنا فى كتابه الكريم الطريق الذي يجب أن يسير عليه كل زوجين بداية من شروط الزواج الصحيح ونهاية بطريقة المعاملة التي يجب أن تكون عليها العلاقة الزوجية بين الزوجين ..فلو علم كل زوجين أن مهمتهما الأساسية التي تزوجا من اجلها هي أن يسعد كل منهما الآخر، وليس العكس، لكانت الأمور كلها اختلفت تماماً، لو نظرنا للأزواج سنجد أن الشكوى الدائمة من زوجاتهم هي عدم الاهتمام بزوجها، مثل بداية الزواج، وعدم الاهتمام بمظهرها، وغالباً يتناسون أن ضغوط الحياة، تزيد عليهن كل يوم أكثر من اليوم السابق، ولو تعاون معها، ولو حتى بإظهار تقديره لدورها الكبير، ولمجهودها فسيجد اختلافاً كبيراً في تصرفاتها ناحيته، لأنها ستحاول أن تفعل كل ما يسعده حتى ولو اضطرت لأن تبذل مزيداً من الجهد والوقت من أجل راحته وسعادته. عند طرح السؤال على: الآنسة حنين يعقوب الفلسطينية من فلسطين المحتلة في العام 1948م أجابت وقالت:كل ما يبنى على أساس غير سليم حتمًا يؤدي الى الفشل، فكما نرى قلة الوعي, في المجتمع المسلم، تعلم أحكام الزواج فرض عين على كل مسلم، وحبذا لو كان ذلك لدى باقي المجتمعات أيضًا, الزواج بحد ذاته مشروع عظيم، ليس بالسهل أبدًا، لهذا من الممكن أن نضع الزواج المبكر في أعلى درجات سلم المسببات للطلاق، وهنالك أيضًا الفيس بوك وكل ما يمت بصلة للتطور التكنولوجي وهنا نقصد الإدمان الذي لفح أفراد المجتمع من صغيرهم حتى كبيرهم..الأب (الزوج) يقضي جل وقته على صفحات الفيسبوك متناسياً حقوق زوجته وكذلك هي , خيانة علنية أو سرية، ولكن النتيجة واحدة البرود العاطفي، وبالتالي النفور العاطفي، يعني عصر السرعة، ولكن نحن بشر، ولا يمكن لنا أن نكون آلة، فهذا التناقض يصعب من عملية المعيشة سواء لدى الأبناء أم الأهل، وكذلك تدخل الأهل بينهم الحماة وما إلى ذلك، من فيروسات قاتلة, إن حصل أي إشكال عليهم أن يتوجهوا لعاملة اجتماعية او عاملة نفسية او شيخ ذو ثقة، هذا ان استعصى عليهم حل المشاكل للمساعدة، وان ابغض الحلال عند الله الطلاق، ولكن لا يعقل أن يعيش أهل الزوجة معها، حياتها الزوجية بث حي ومباشر ولا أهله عليهم بالسرية التامة، قضية أخرى وهي المساواة، المرأة تريد حقها بالمساواة، فهي تخرج للعمل مثلها مثل الرجل، ولا يعود وجود في وجدانهم لمفهوم الأسرة..ويبقى الوجد الذي يحيل حياتهم إن لم يفقهوا بإدارتها بالشكل الصحيح وبالتأني والحكمة، إلى الدمار والعياذ بالله، فاتني ذكر بأن أسباب الطلاق، تختلف من دولة لأخرى ومن بلدة لأخرى، ولكن ما ذكرته هو الشائع بين كل المجتمعات، الحسد والعين، السحر. وكذلك انتشار الطلاق يؤدي لانتشار الطلاق، حيث أنه يعزز ما يدعى باللا مبالاة (أنا مش الأول) التأخر في الإنجاب، عنا قول دارج (الشجرة التي لم تثمر اقطعوها) او عدم الإنجاب لا قدر الله، الأسر:أي دخول الزوجة او الزوج السجن, وهذا السبب ربما يبيح الطلاق، فلا يعقل ان تبقى الزوجة بدون زوجها طيلة سنوات عدة، او بالعكس. الغيرة : الزوجة تغار من جارتها وتريد أن تحصل كل ما حصلت عليه، وعدم القناعة والطمع يؤدي بها إلى الهلاك، ومفهوم الغيرة دارج أكثر لدى الزوجات، اسمح لي أن أعود لما ذكرته في البداية كل ما يبنى على أساس غير صحيح يسقط، عدم التأني في اختيار الزوج. يعني لماذا تريدين الزواج به، لأنه غني، لأنه طبيب، لأنه وسيم! زميلي في التعليم أو هذه إرادة الأهل .هذه أسباب غير مقنعة بالزواج، الزواج يجب أن يبنى على توافق الفكر قبل أي اعتبار، هنالك من يعتقدن بأن الزواج يؤدي إلى الفرار من سلطة الأهل الضنك، ولكن هيهات أن يفهمن بأن الزواج ليس بالحل الأمثل للعيش الرغيد..أدرجي المشروع وخططي له، ارسمي إبعاده، من سيعتني بأولادك، وأنت خارج البيت، في التعليم، او العمل. العمر الأمثل للزواج يجب ان يكون في سن 23 وليس 15 ولا 18 سنة. انتهى الجزء الأول، من الإجابات على السؤال، المتعلق بأسباب ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 20-09-2014 12:08 صباحا الزوار: 1403
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
ظاهرة الطلاق $ خطير جدا اكثر من 55 الف ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 03-06-2022 |
إعلاميات وأكاديميات عربيات يناقشن قضايا ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 14-03-2021 |
(الطلاق وأسبابه ) مع الدكتوره زاهده ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 31-08-2020 |
إطلاق برنامج تعليم «steam» للتعليم ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 02-02-2020 |
أدباء يتأملون الحضور اللافت للمرأة في ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأربعاء 13-03-2019 |
الأميرة دينا مرعد تتسلم جائزة ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 09-12-2018 |
مجلس المرأة العربية يعلن عن إطلاق ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأربعاء 12-09-2018 |
تعددت الأسبابُ .. والطلاقُ واحد بقلم ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 21-05-2018 |
عموري: ريادة المرأة والشباب أهم منهجيات ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 04-05-2018 |
المرأة العربية.. نصف الأمة المغيبّ ... ... | المرأة والسياسية والمجتمع | اسرة التحرير | 0 | الجمعة 13-04-2018 |
بعد ظفرها بالعديد من الحقوق تونس عاصمة ... | المرأة والسياسية والمجتمع | اسرة التحرير | 0 | الأحد 04-03-2018 |
سكرتيرة تحرير وكالة انباء عرار بوابة ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 23-07-2017 |
البشتاوي.. اجتهدت ليصبح ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 17-03-2017 |
منظمة المرأة العربية تشيد بنجاح العقيد ... | المرأة والسياسية والمجتمع | اسرة التحرير | 0 | السبت 25-02-2017 |
منظمة المرأة العربية تشارك في المؤتمر ... | المرأة والسياسية والمجتمع | اسرة التحرير | 0 | الأحد 06-11-2016 |