متحف الآثار الأردني...نخبة من كنوز الحضارات وإطلالة فريدة على قلب عمان
عرار:
عمان متحف الآثار الأردني الرابض وسط الموقع الأثري في جبل القلعة يعتبر من أهم المعالم التي توجز تاريخ عمان القديم وعبر آلاف السنين وصولا الى بناء الدولة الاردنية الحديثة واتخاذ عمان عاصمة لها عام 1921 ، وهو يضم قطعا أثرية غاية في الأهمية والندرة تعود لأزمنة مختلفة، وتوثق للحضارات التي مرت على الأردن. ذاكرة حضارية بُني متحف الآثار الأردني عام 1951 ليعرض ما تزخر به المواقع الأثرية الأردنية من قطع فنية متنوعة اكتُشفت خلال أعمال التنقيب في سائر أرجاء الأردن، لكنه الآن وبعد انشاء متحف الأردن في منطقة رأس العين- باتت معروضاته تقتصر على منطقة عمان والآثار التاريخية المكتشفة فيها على مدى مايقارب القرن، هذا ما تؤكده مديرة المتاحف في دائرة الآثار الأردنية سامية خوري في تصريح لـ»الدستور»، أشارت فيه كذلك الى أن عمليات إعادة تأهيل المتحف ومبناه الذي تضرر بفعل الزمن والرطوبة أوشكت على الانتهاء، وأن دائرة الآثار تكفلت بتلك المهمة، أما المشروع الآخر المتعلق بتطوير عمل المتحف فهو «المشروع التوثيقي الألماني» الذي يقوم به المعهد الألماني البروتستانتي بالتعاون مع دائرة الآثار والمنبثق عن مذكرة تفاهم بين الجانبين نصت على تدريب كوادر المتحف وتوثيق كافة قطعه الأثرية المعروضة منها أو المحفوظة في المستودع الملحق بالمتحف، وتوقعت خوري أن ينجز هذا المشروع التوثيقي والتطويري بعد 4 سنوات. مشاهد بانورامية يتميز موقع المتحف باطلالته الفريدة على قلب عمان وجبالها القديمة، أما مبناه الحجري فقد قام بتصميمه المهندس البريطاني أوستن هاريسون، الذي صمم بناء المتحف الفلسطيني بالقدس، وذلك بإشراف مدير عام الآثار آنذاك جيرالد لانكسترهاردنج، وقد حصلت الدستور من مصادر دائرة الآثار العامة ووزارة الثقافة على معلومات تضيء على تاريخ المتحف وميزاته وآلية عرض القطع الأثرية فيه. مساحة المتحف فتبلغ نحو 550 مترا مربعا، بينما تبلغ مساحة الطابق الأرضي الذي تشغله المستودعات قرابة 300 متر مربع.وجُلبت خزائن العرض المصنوعة من النحاس والزجاج والخشب من بريطانيا، وكذلك الحال بالنسبة لحاملات بطاقات الشروحات للقطع.وبعد عقدين من الزمن، أضيفت خزائن من الخشب والألمنيوم والزجاج عندما تضاعفت أعداد القطع الواردة للمتحف. صُمم المتحف ليعتمد على الإنارة الطبيعية (ضوء الشمس) من خلال الشبابيك الموجودة أعلى المبنى، وعلى مصابيح كهربائية ثُبتت على جدران المتحف وفوق الخزائن بحيث لا تسلط الضوء مباشرة على القطع الأثرية فتؤذيها، وفي وقت لاحق أضيفت مصابيح الفلوروسنت المثبتة على سقف المتحف. أما ساحة المتحف وحديقته المطلّة على معبد هرقل، فقد تم تحديثها وتطويرها وزراعتها وعرض عدد من القطع الحجرية الأثرية فيها، أهمها قطعتان رخاميتان يُعتقد أنهما تعودان لتمثال ضخم لهرقل. إلى جانب عدد من المنحوتات والحليات المعمارية والتوابيت البازلتية. الحقب التاريخية. يعتمد المتحف أسلوب العرض تبعا للتسلسل التاريخي الذي ينقل الزائر بنظام وتسلسل زمني سلس ما بين العصور للتعرف على النتاج الحضاري للإنسان الذي عاش على أرض الأردن عبر الحقب الزمنية كافة. بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى الفترة العثمانية، مرورا بالعصور الحجرية، والبرونزية، والحديدية، والهلنستية، والرومانية، والبيزنطية والإسلامية. أما مصادر هذه القطع فهي حصيلة التنقيبات والمسوحات الأثرية، والشراء. وفي بداية التسعينيات تم توقيف استقبال القطع الأثرية نظرا لاكتظاظ المستودعات والقاعات بالقطع الأثرية، وعدم توفر مساحات إضافية لاستيعاب المزيد منها. لذلك تم إنشاء مستودعات في طبربور لتستقبل القطع الأثرية من المصادر آنفة الذكر. ولا يرد إلى المتحف حاليا إلا القطع النادرة والمهمة جدا. عشرين ألف قطعة يقتني المتحف نحو عشرين ألف قطعة أثرية متنوعة ما بين فخاريات وزجاج وأدوات صوانية ونقوش وأوانٍ معدنية وحلي ذهبية إضافة للتماثيل الرخامية والحجرية والجصية، ومسكوكات ذهبية وفضية وبرونزية يزيد عددها على 36.500 مسكوكة. امتاز المتحف باقتنائه قطعاً أثرية نادرة لا يوجد لها مثيل في أي مكان من العالم وتتميز بقيمتها التاريخية والفنية بعضها مازال موجودا لاسيما الذي اكتشف في عمان أو محيطها وبعضها تم نقله لمتحف الأردن، والقاسم المشترك بين معظم هذه القطع هو اكتشافها بـ»الصدفة»، مثل: - تماثيل عين غزال الجصية، التي تعود للعصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري (حوالي 6500 قبل الميلاد)، والتي اكتُشفت بالصدفة عام 1985 أثناء شق أحد الطرق في منطقة عين غزال،وتم تحويل جزء منها للعرض في متحف الأردن. -الملف النحاسي من مخطوطات البحر الميت التي اكتشفها صبي يرعى الأغنام أثناء بحثه عن شاة شاردة في كهف خربة قمران على ضفة البحر الميت الا أن جزءا كبيرا منها أيضا نقل الى «متحف الأردن». -تمثال تايكي عمّان الذي اكتُشف عام 1956 أثناء القيام بتجهيز حديقة المتحف في جبل القلعة. -التوابيت الفخارية الشبيهة بنظيرتها الفرعونية، والتي اكتُشفت مصادفة في جبل القصور بعمّان، وهي توابيت فخارية تعود للعصر الحديدي، لها غطاء على هيئة رأس إنسان. ومن القطع النادرة أيضا، المنقل البرونزي من منطقة الفدين شرق الأردن والذي يعود للعصر الأموي ويمتاز بفرادة تصميمه، والجماجم المجصصة من أريحا، وصندوق بيلا العاجي، علاوة على التماثيل العمونية المتعددة، والمعروضات التي تمتاز بالطرافة والغرابة مثل القنابل الفخارية، والقوالب المعدنية ذات الأشكال الحيوانية، وتمثال فخاري لأنثى تضع وليدها.