|
عرار: عتصرني الألم وأنا اخط كلمات مقالي هذا، بسبب الحملة الشرسة وغير المبررة على امانة عمان الكبرى، والتي لولاها - اي امانة عمان - لما كانت عمان درة للعواصم العربية، بل وبلا ادنى مبالغة درة للكثير من العواصم العالمية، وليس كلامي هذا تملقاً لجهة معينة او استرضاء لشخص ما، او ضرباً من الخيال، بل هو احقاق للحق ليس الا. فإن كانت بعض المدن تفتخر بأبراجها الشاهقة، وفنادقها الفارهة وواجهات ابنيتها الباذخة، فإن عمان درة بتنظيمها ونظافة شوارعها، وذلك بشهادة القاصي والداني ممن زاروا عمان واستنشقوا عبيرها. لكن وعلى الرغم من كل ما قدمته وتقدمه الأمانة ممثلة بجميع كوادرها من خدمات انشائية وبيئية وصحية، فإن البعض قابلها بالنكران والطعن في الخاصرة، وكأن موظفيها قد تم استقطابهم من جزر بعيدة. فمن ناحية اولى نتفهم ان ثمة تجاوزات تحصل من بعض الموظفين، وهذا شيء طبيعي، بل انه سنة الله في خلقه اذ لا يمكننا ان نخلق مجتمعاً مثالياً في مدينة فاضلة فذلك لا يمكن تصوره الا في ذهن »افلاطون« المتقد وصفحات »جمهوريته«، لكن ذلك لا يعني ان تصبح تلك التجاوزات ذريعة لأن يطالب البعض بأن ترفع ايدي موظفي الصحة والبيئة ومفتشي الابنية والمهن عن اصحاب البسطات والمحلات وذلك بحجة ان المخالفات التي تحرر بحقهم مجحفة وانها من باب محاربة العباد في رزقهم، فهل ما يريده دعاة الحرية ان يترك الحبل على الغارب، لتصبح الشوارع مرتعاً خصباً للمخالفات والتجاوزات، فلا يكاد المارة يميزون الشارع من الرصيف وان يفعل التجار الذين لا يراعون ذمة ولا إلاً، ما يحلو لهم من تجاوزات لا تضر في النهاية الا بصحتنا وبيئتنا وتشوه وجه عماننا الحبيبة. وليت دور الامانة قد توقف عند ما يناط بها من دور انشائي وتجميلي بل تجاوزته الى الدور الثقافي، فأنشأت صروحاً ومؤسسات ثقافية لا يتسع المجال للحديث عنها، هذا الدورعجزت حتى وزارة الثقافة عن تقمصه. فحذار من هذه الحملات المغرضة بحق مطرزي ثوب عمان القشيب واقصد هنا موظفي امانة عمان الكبرى المخلصين، والكل يعرف القاعدة العلمية والتي مفادها بأن الضغط يولد الانفجار، فحذار حذار من غضبة الصامتين. ومن ناحية اخرى وعلى النقيض تماماً، نجد ان الامانة تتعرض للابتزاز من بعض موظفيها، فيتحصلون بقدرة »نائب« لا بقدرة قادر على امتيازات ودرجات في السلم الوظيفي، لم يكن لهم ادنى حق فيها، سوى ان هناك شخصاً يستطيع ان يمارس الضغط بكل اشكاله القميئة بغير سند قانوني علماً بأن انتماءاته وجذوره خارج حدود عمان في محافظة تبعد مئات الأميال عن العاصمة. من هنا يمكنني ان اطرح تساؤلاً - قد لا يكون بريئاً تماماً - وذلك لمواجهة هذه الحالة العصية على الفهم وتساؤلي هو، ألا يحق لنا معشر البلقاويين »بلقاوية عمان« ان نجد من يمارس ذلك الضغط، لنرتقي - ونحن الاحق - في السلم الوظيفي، في امانتنا التي قامت على اكتافنا؟ الا يحق لنا نحن معشر البلقاويين العمانيين، ونحن من استقبل الهاشميين والشيشان والشركس و»الشوام« واحتضن الاشقاء من فلسطين الحبيبة، ان يكون لنا من عماننا نصيب؟ أليس هذا حق لنا نحن المخلصون، احفاد ابناء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم عندما اشتعل فتيل الثورة العربية الكبرى فقاموا باجلاء الاتراك من »كبّانياتهم« تلبية لنداء الشريف الثائر الحسين بن علي؟ وأخيراً، لا يمكن لنا ان نبرىء ساحتنا تماماً من التجاوزات والتي لا ترقى الى مستوى يدعو البعض الى ان يدق ناقوس الخطر، ونعترف ايضاً انه لا بد ونحن نشهد في العالم اجمع ثورات على البيروقراطية والتخلف الوظيفي - اقول لا بد من تعديل بعض القوانين والانظمة في الامانة وذلك لتواكب التطور المنشود، وترتقي بالعمل فوق مستوى الشبهات. واقول لدعاة التحريض كفاكم طعناً بأمانة عمان الكبرى وامنحونا واعطونا الفرصة لكي ندافع عن امانتنا الحبيبة، واستميح عمرو بن كلثوم عذراً لأستعير بيتاً من معلقته وأحّر منها: »مُعنّفنا« فلا تعجل علينا وأمهلنا لنخبرك اليقينا المصدر شيحان نيوز الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 21-12-2011 02:24 مساء
الزوار: 1944 التعليقات: 0
|