|
عرار:
عمان - صدرت حديثًا عن مكتبة الطلبة الجامعيّة في إربد. جاءت من القطع المتوسّط في (٢٥٦) صفحة. ودلالة العنوان كما يقول الروائي: أنها تحمل دلالات عديدة قابلة للتأويل في اتّجاهات كثيرة؛ ففوق الأرض الحياة بمباهجها وسرورها وحركتها الدّؤوبة، وكذلك في المقابل الأحزان والدّموع واليأس والكآبة، وفوق الأرض تدبّ آلات الموت والدمار. وفوق الأرض دور العلم والعبادة والحدائق والسّجون. والرواية قادمة من بلاد الحرب الطّاحنة الى مدار سنوات تاهت التّسع. وسلطت الصّوء الى مخرجات الحرب القذرة، التي لم تستثن امرأة أو طفلًا أو شيخًا وعجوزًا، فدمرت البنيان وزرعت الخراب والأحزان. فالأمّ التي قتل ابنها الوحيد الذي كان أمل حياتها؛ لم تجفّ دموعها إلّا في قبرها. والشًابّ الجامعيّ الذي كان محايدًا وبعد مقتل أخيه انقلب إلى صفوف المعارضة، وتحت ضغط الحاجة تطوّر الأمر ليحمل السّلاح، وقد ضحّى بوظيفته المرموقة، ولم يجد الوقت ليتساءل أمام نفسه: لمن هذا السّلاح الذي أحمله؟. ومن هذا الذي يدفع لي راتبًا لي نهاية الشّهر.. وما المطلوب منّي؟. أما صديقه فكان سبيله الهرب من جحيم الحياة التي لا تطاق إلى خارج الفطر بعد فترة اعتقال، ومن ثم تابع طريقه للوصول إلى أوروبا على متن قوارب الموت تقودها مافيات تتاجر بالبشر. وهناك الشابّ الآخر الذي أصيب برصاصة قنّاص وجرحته، وأجهز عليه ضابط أمن مُدجّج بسلاحه. ونموذج شاب آخر، توقّفت الحياة عند إعاقته النّاجمة عن شظيّة استقرّت في منطقة حسّاسة من جسمه؛ فأصبح الكرسيّ المُتحرّك وسيلته لممارسة الحياة حسب معطيات جديدة. أمّا صورة النّاشط الإعلامي الذي اختفى في ظروف غامضة تأخذ أصداء إعلاميًّة الى نطاقات واسعة، وهذا أمر يتكرّر في إسكات الأصوات ويضيق بها فوق الأرض ذرعًا على الرّغم من رحابته. وهذه البدايات والنهايات المؤلمة والمأساوية لأبطال رواية (فوق الأرض)، نتيجة طبيعيّة للحرب الظالمة التي فرضت عليهم، والحرب دوّامة لا تُبقي ولا تَذَر.. دامت طويلًا وتعدّدت مخرجاتها ليضيق بها فوق الأرض، وليأتي دور تحت الأرض، ربما يكون راحة ومأوى للمآسي. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 07-01-2020 07:30 مساء
الزوار: 1124 التعليقات: 0
|