البيت الأدبي للثقافة والفنون يعقد لقاءه وسط إجراءات صحية مشددة
عرار:
الزرقاء بعدد محدود لم يتجاوز أصابع اليدين، ووسط إجراءات صحية مشدّدة، تمثّلت بالتباعد الجسدي ولبس الكمامات والقفازات، عقد البيت الأدبي للثقافة والفنون لقاءه الشهري العام رقم 188 مساء الخميس الماضي في مدينة الزرقاء. البداية كانت مع مؤسّس البيت الأدبي ومديره القاص (أحمد أبو حليوة) في قصة (الدواء)، التي رصدت لمعاناة الطبقة الفقيرة على مرأى من الأغنياء، وعدم قدرة هذه الفئة الكبيرة من البشر على تلبية حاجاتها الأساسية، حتى لو تمثّلت بالدواء، تلته القاصة (لادياس سرور) في قصة (لعبة) قصة قصيرة جداً لُخِّص فيها صراع الحياة والموت بين نقطتين يسير بينهما مهرج، كدلالة ضمنية على ما يسمى الكوميديا السوداء في هذا الوجود، ليليها الحكواتي (محمود جمعة) في حكاية (زيت زيتون حر)، ترصد لمشاهد واقعية لبعض أشكال النصب والاحتيال المتّبعة في موسم الزيت في مجتمعاتنا، ومن ثمّ حلّ الشعر على يد الشاعر (عز الدين أبو حويلة) في قصيدة (كيف) وكيف السؤال واللازمة والحكمة المكوّنة من بيتين عموديين، كم اختزل فيهما العز الكثير من حنكة الحياة بأسلوب ظاهر الفلسفة البليغة والعميقة، ومن ثم حلّق الشعر عالياً من جديد مع قصيدة (حواء) للشاعر (أحمد الدقس) الذي كم كان شفافاً في شعره ومتعاطفاً مع المرأة، وهو يعيد سيرة آدم وحواء من خلال إعادة إنتاجها إبداعياً، راصداً قصة الهبوط بمنظور شعري بارع، ليكون الختام مع كلمة للأستاذ سمير أبو زيد، الذي أكّد على الدور الكبير والمميز الذي استطاع أن ينهض به البيت الأدبي للثقافة والفنون خلال أزمة فيروس كورونا، من خلال البث المباشر اليومي في الشهرين الأولين من هذه الجائحة التي عصفت بالعالم أجمع، وشلّت حركة البلاد والعباد، فكان البيت الأدبي عن بعد واحة اللقاء والأمان الافتراضية لأبنائه وبناته. يذكر أنّ اللقاء شهد حضور السيدة إيمان صبري، بالإضافة إلى الطفل يوسف الدوسري، وامتدت فعالياته على مدار ثلاث ساعات من الإبداع والنقد والنقاش المثمر والحوار القيم في أجواء لم تخلُ من الفائدة والمتعة.