احتفى ديوان الهريس الثقافي، من خلال لقائه الدوري يوم الاثنين الماضي، عبر منصة (زووم)، بيوم الأمّ، ويوم الشعر العالمي، واستذكر شهداء معركة الكرامة الخالدة، التي سطر خلالها الجيش العربي الأردني انتصارا تاريخيا على قوات الجيش الصهيوني، في 21 آذار 1968، وذلك بمشاركة كوكبة من رواد الأدب والنقد، من مشرق الوطن العربي ومغربه.

المشاركة الأولى في اللقاء، الذي أدار مفرداته نضال برقان، كانت للناقد فوزي الخطبا، الذي تأمل الراهن الشعري في الوطن العربي، بمناسبة يوم الشعر العالمي، الذي يصادف 21 من آذار من كل عام، وهو اليوم الذي أعلنته منظمة اليونسكو عام 1999، بهدف تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم.

تاليا قرأ الشاعر نايف عبد الله الهريس قصيدة بعنوان (آفاق العراق)، وفيها يقول: «أشرّقتَ أم غرّبت يا ابن أبي/ على كلّ نخب بالعراق أبي/ دواءٌ إذا ما علّه عرضٌ/ بناس هداهم في نزول نبي/ عراق.. عيون الحب تحرسه/ مصابيحه تغني عن الشهب/ فلا تسأل النهرين كم فلحا/ عقولا سقاها الدهر بالأدب/ فساقت رموز الجهل في يدها/ لباب الهدى في مأنس الكتب/ وعين العلا في نورها أمل/ يشفّ النجا من عين مغتصب/ لأن العراق الحر مبتكر/ وولاد جيل صانع العجب/ وحى من ثرى دمع الشهيد وفا/ لنيل المنى في الكد والتعب/ فكم موقف في الضيق طيّره/ بجنح الولا للرب والترب/ وإحساسه في دمع أمته/ جر حسبه في ذمّة العرب..».

تاليا قدم الدكتور إياد الحمداني مداخلة نقدية بمناسبة اليوم العالمي للشعر، أكد من خلالها خصوصية التجربة الشعرية العربية، وأن هذه الخصوصية هي السبيل الوحيدة للشعر العربي نحو العالمية، لافتا للنظر إلى أن الشعرية العربية الراهنة ذات نزعة غربية، وهذه النزعة ذات تأثير سلبي على بنيتها، كما أكد الدكتور الحمداني أن اللغة العربية تتحمل تداعيات المعاني أكثر من غيرها من اللغات العالمية.

من جانبه قرأ الشاعر نصر بدوان قصيدة استذكر من خلالها شهداء معركة الكرامة الخالدة، وقصيدة احتفت بالشعر في يومه العالمي، وفيها يقول: «هيئي للشاعر متكأ/ في بستان الليل/ على ضوء القمر/ ناولي الشاعر معزفه/ لا تقولي له غنِّ/ هو حتما سيغني/ يعزف دمعتين/ حين يفيض به الوجد/ يصير المعزف والليل/ البدر/ الشجر المسترق السمع/ لهاث الراقصات/ الصاعدات/ نحو الانمحاء/ على سلم الوجد/ الراقصات.. الشاعر.. المعزف.. الليل.. الشجر المسترق السمع.. وروح الورد.. كلها تغفوا الآن/ في دمعة/ وصدى دندنة ذاهبة/ في المدى الممتد..».

من جانبه قرأ الشاعر عبد الرحمن المبيضين قصيدة بمناسبة يوم الأمّ، إضافة لقصيدة أخرى استذكر من خلالها بطولات الجيش العربي الأردني خلال معركة الكرامة الخالدة، وفيها يقول: « ضربتم يا بناة المجد حقا/ مثالا لا ترون له مثيلا/ ولقنتم عدو الله درسا/ عظيما قاسيا صعبا جميلا/ وخضتم في غمار الحرب حتى/ تحقق ما يفوق المستحيلا/ لقد ثأر. الحسين لكل ثكلى/ وأشفى كل جندي غليلا/ لقد علموا بأن لا موت فعلا/ لمن أمسى بمعترك قتيلا/ يدافع عن حياض العرب حتى/ تفارق روحه جسدا جليلا/ كرامة أرضنا وكرام قومي/ ترد البغي مهزوما ذليلا/ فقصة مجدنا دم ونار/ ومجد مليكنا الغالي سليلا/ كرامة أرضنا وكرام قومي/ ترد البغي مهزوما ذليلا..».

المشاركة التالية كانت للأديبة حياة دراغمة التي قرأت نصين عن الأمّ والوطن، وفي أحدهما تقول: «لو أطل الريح على قلبي/ ما أزاح حبك يا وطني/ فأنا أرتعش شوقا إلى ثراك/ أغتسل بماء الغيب لأنام على ريح العذاب/ الذي يلوي الحشا/ أين تلك الأيام التي تنعم بها الأجداد؟/ أين السواقي وهن يحملن الماء كما البنات يحملن جرارهن ولا يلتفتن خلفهن؟/ أراك يا وطني عشقا/ فيه رمت القطوف أعناقها/ وتلبس وقت الضياع أكنافها/ وتوتحل مع الخائنين نارهم الساقطة من برد الهدى».

كما شارك في اللقاء الشاعر صبحي الششتاوي بقصيدة بعنوان «طعم قافيتي»، وفيها يقول: «امتلأتُ منها ولم أكتفِ/ نهلتُ من بحرِها ولمْ أرتوِ/ وهل من الحبِ والعطاء/ اكتفاء وارتواء/ أسرجتُها قناديلَ/ في سماءِ البطحاءِ/ لغةٌ يحفُّها الجمالُ/ في بيارقِ البيانِ/ والمجازِ أعشقُها/ أجلسُ في أركانٍها../ وأجولُ في جنباتِها / على إيقاعِ نبضِ الحروفِ أعزفُها/ هي بلاغتي وحلاوةُ لساني/ من نحوِها نصلْتُ منها أحرفي/ فيها قوتي وعاطفتي/ وكلُّ محتوى/ تذوقتُ طعمَ لساني../ مفادُهُ حلاوةُ قافيتي/ من حنظلِ/ لسانٍ عربي».

كما شاركت الأديبة شيرين العشي بقصيدة بعنوان «العلم والأدب لسان العرب» للشاعر نايف الهريس، ومطلعها: «عربي وكلام العُرْب حيْ/ ولسان الضاد يطوي العلم طي».

تاليا قدم الناقدان فوزي الخطبا ود. إياد الحمداني إضاءات نقدية حول القصائد التي قرئت في اللقاء، قبل أن يشارك الناقد الدكتور رائد الحاج بمداخلة بمناسبة اليوم العالمي للشعر أكد من خلالها أن الشعر العربي يعيش الآن فترة ازدهار وتطور تؤكد مكانته في الوجدان العام.

المصدر: جريدة الدستور الاردنية