أقام ديوان الهريس الثقافي، لقاءه الدوري (يوم الاثنين 21 شباط 2022)، وعبر منصة (زووم)، وبمشاركة كوكبة من رواد الأدب والنقد، من مشرق الوطن العربي ومغربه، وتضمن اللقاء قراءات إبداعية جديدة، تأملت الراهن العربي الاجتماعي والسياسي، وحلقت في فضاء الغزل والأنوثة.
القراءة الأولى كانت للشاعرة نايلة الأحبابي، وهي باحثة وفنانة تشكيلية من الإمارات، وقرأت قصيدة تأملت فيها انعكاسات جائحة كورونا على المجتمعات العربية، وفيها تقول: «سهرت حتى بدا من صبحنا الفلقُ/ وهل ترى النوم يغشى من به أرق/ يا ليت شعري كم نجم أسامره/ في عزلتي وفؤادي خائف قلقُ/ يقول يا ليت بالآهات مرتجلا/ في حالك الدهر لا بدر ولا ألقُ/ الصمت يرهقني والنجم يرمقني/ والشعر والحبر والأشواق والورقُ/ يا عزلة الروح ما عادت تؤرقني/ تلك الأماني ولو ضاقت بنا الطرقُ/ الشجب والندب والأصوات صاخبة/ يا نجمة الليل قولي لي بمن أثقُ؟..». تحت عنوان «زرعْنا الوردَ في ظلِّ الحسامِ» كانت مشاركة الشاعر د. غزاي درع الطائي، وفيها يقول: «وقَفْنا كالنَّخيلِ بلا لثامِ/ وسِرنا كالرِّماحِ إلى الأمامِ/ ولم نُخدَعْ ببرّاقِ الكلامِ/ ولــــم نخضعْ لضَرْباتِ السِّهامِ/ وحين انهارتِ الأيّامُ قُمنا/ وساعدنا الزَّمانَ على القيامِ/ نُرى وَسْطَ النَّهارِ كمثلِ شَّمسٍ/ وَوَسْطَ الليلِ كالبدرِ التَّمامِ/ نثرنا القمحَ في سهلٍ ووادٍ/ ولم نَخذلْ مناقيرَ الحَمامِ/ رَعَينا النُّـــــورَ في شرفٍ وكُنّا/ كجيشِ الشَّمسِ يفتكُ بالظَّلامِ..».
أما الشاعر د. أكرم جميل قنبس فقرأ قصيدة بعنوان «دلال شاعري»، وفيها يقول: «كفاني في دلالك ما ألاقي/ إذا سكب الهوى كأس اشتياقي/ ألفت رموشك الصهباء عشقا/ سلافيّ الهوى منه اغتباقي/ وكم كنت ارتحلت إليك حبا/ كأني في ميادين السباقِ/ أهامس نجمة عنك فتصحو/ على أمل التوادد والتلاقي/ وتتبعني من الأشواق جذلى/ لتغرق في لذاذات العناقِ/ كأن هواك إكسير الندامى/ إذا طلبوا الشفاء من الفراق/ بنيت لك من الأشواق قصرا/ فهيا أغرقي زمن احتراقي..».
وقرأ الشاعر نايف الهريس قصيدة بعنوان «العالم في دبي»، قدم خلالها صورة شعرية عن معرض أكسبو دبي، وفيها يقول: «دبي بسيف العلم تنتصر/ و(بو راشد) سيافها الظفِرُ/ ومهما يكن للكون من قُمُرٍ/ ستبقى على الدنيا هي القمرُ/ بمجداف بحر العلم قد عبروا/ بأرض شذاها الحب والخيرُ/ بشمس إماراتية سطعت/ بفعل هو الإعجاز والعِبَرُ/ سما (إكسبو) العشرين منبره/ قصيد بفكر الدهر يختمرُ/ فيا كاتب الأمجاد خذ عبرا/ دبي نجوم الكون تعتبرُ..».
وقرأ د. عادل جوده، وهو عُضْوُ اتِّحَادِ الْكُتَّابِ وَالْأُدَبَاءِ الْأُرْدُنِيِّينْ، قصيدة بعنوان «خَمْسُونَ عَامًا»، وفيها يقول: «مِـــنْ غَــيْرِ وَعْـــدٍ تَـلَاقَـــيْـنَـا عَـلَـــى رَغِـــبِ/ حُــبٌّ يُـبَـاهِـي جِــنَـانَ الْأَرْضِ فِـــي طَــرَبِ/ مَـضَـى بِـــنَـا الْـعِـشْــقُ وَالْأَشْـــوَاقُ بَـاسِـمَــةً/ سِـــرْنَـا وَوَجْـــدٌ بَـنَـا يَسْـمُو إِلَـــى الـسُّـحُــبِ/ مَـا مَـرَّ مِــنْ زَعَـــلٍ أَوْ جَــــدَّ مِـــنْحَــزَنٍ/ مَـا حَــلَّ مِـنْ كَـــدَرٍ أَوْ حَــتَّـى مِــنْ عَـــتَبِ/ مَـا هَكَـذَا دَأَبَتْ بَـلْ لَــيْسَ مِــنْ طَـبْــعِــهَـا/ أَنْ تُـبْـــقِـيَ الْـبَـابَ مَـفْـــتُـوحًـا وَلَـمْ تُــجِـبِ/ أَسْـمَـاعُــهَـا فَـجْـأَةً غَـابَــتْ وَأَنْــفَـاسُــهَـا/ ضَــلَّـتْ طَـرِيـــقًـا رَسَـمْــنَـاهَـا وَلَـمْ تَــئِــبِ/ احْتَرْتُ فِـي أَمْـــرِهَـا مَـا بَـالُهَـا احْتَـجَبَتْ/ هَـــــمٌّ رَمَـانِـــي بِـأَرْتَـالٍ مِـــنَ الــرِّيَــــبِ..».
من جانبه قرأ د. أحمد عقيلي قصيدة بعنوان «إنّي القصيدةُ..»، قال فيها:
«يا نسمةَ الحسنِ البهي ورونقَ الأسماء/ يا نجمة وضّاءة تعلو بكل سماء/ عيناك سهمٌ في حشاي أزيزُه/ ولماك شهدُ الخمرة الصهباء/ أنت المليكة يا سراج محبتي/ يانبض شعري والمداد دماء/ كم قال قيس في هوا ليلى التي/ سكنت حشاشة قلبه المعطاء/ وكذا كُثيّر أو جميل بثينة/ بقصيد حبّ زاهرٍ وضّاءِ..».
الشاعر محمود العرابي قرأ قصيدة نيابة عن الشاعر خليل اطرير، جاء فيها: «نادت تهِرُّ وتذبُلُ استعطافا/ ما هزَّها عَصْفٌ جرى وأخافا/ لا، ما اشتكت عَسْفاً يقِضُّ مَضاجِعا/ أو جرَّ دهرٌ في جَواهُ عِجافا/ أهديتُها سَلَّ الدَلالِ وعطرَهُ/ داعبْتُها، قلّدْتُها الأوصافا/ تجري، تدور، تحُكُّني، وتُداعبُ/ ترعى حَراكي، تعتلي الأكتافا/ في كلِّ شبرٍ إذ أكونُ تقودُني/ بين الملاعبِ تنثني طَوّافا/ إحدى أثافِيَّ الثلاثِ سَكينتي/ ابني وبنتي وهي رَوْحٌ طافا..».
وقرأ الشاعر حسين الجمرة قال فيها: «العمرُ يمضي وليسَ الليلُ يرتحلُ/ يا صاحبَ الوجد هل ضاقتْ بك السبلُ؟/ بيتُ الفراقِ متى هاجرتَه فرحت/ روحي لِما ذرفتْ من لَيلها المقلُ/ ألقيتُ قلبي على يمِّ الحنينِ فما/ عادَ الرضيعُ ولكنْ خانني الأملُ/ يا ليت موسى الذي ألقيتُ في نَهَرٍ/ حتى يعودَ وما بالقلب يندملُ».
وقرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة من كلمات الشاعر نايف الهريس، جاء فيها: «يا من سهرت مفكرا ترعى الذممْ/ كل اليقين بشِعرك الباني علمْ/ إني أعيذك أن تعقم ظلمة/ في شعرك الهادي إلى روح القيم..».
فيما قدم الدكتور رائد الحاج مداخلة نقدية حول كوكبة من الشاعرات العربيات من مختلف العصور التاريخية، ليقدم تاليا قراءة نقدية تأملت جماليات قصائد اللقاء.