|
عرار: عرار- عمون - إبراهيم السواعير- بعد أن جهّز الشاعر الكبير سليمان المشيني قصيدته(إلى ربّة الحسن)، ليلقيها في حفل افتتاح مادبا مدينة الثقافة الأردنية، بناءً على تنسيق مسبق بينه وبين مديرية الثقافة بمادبا، فوجئ باستثنائه من الإلقاء،والاكتفاء بكلمات برتوكولية لرئيس البلدية ومندوب وزارة الثقافة ومندوب راعي الحفل وقليل من الأغاني. لم يستغرب المشيني صاعقة مثل هذا القرار؛ فقد تحمّل من قبل تجاهل حكوماتنا المتعاقبة، في كل مؤسساتنا الوطنية الداعمة، تجاه مؤلفاته التي تغنت بالأردن وروابيه وهضابه وقيادته وعروبته، وهو الشاعر المولود عام 1928، في السلط، وينتمي إلى العزيزات، العشيرة المسيحية المعروفة في مادبا. المشيني، وبالرغم من راتبه التقاعدي الشحيح جداً من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ما يزال واقفاً بحنجرته الذهبية، يلقي غير هيّاب، فهو الشاعر الذي ألقى بين يدي جلالة الملك المؤسس حينما زار مدينة السلط عام 1949، قصيدة نالت إعجابه واستحسانه فقال الملك عندها وبالحرف الواحد: "أنتَ شاعرنا يا مشّيني، ولكَ مستقبل في دنيا الشعر فلا تقعد عن ممارسته وطلبه وإبداعه والشعر موهبة وثقافة". العجيب بعد هذا كلّه، أنّ دواوينه لا تلقى عنايةً، وأنّ الشاعر الذي كتب كلمات(فدوى لعيونك يا أردن)، وكتب اسكتشات وأناشيد وأغاني وطنية واوبيريتات ألهبت حماس الناس،.. ما يزال صابراً مع كلّ هذا التغاضي والجحود،... خصوصاً والرجل كان كتب قصيدةً طويلة يعتز بالمدينة الكبيرة التي يحب، قال فيها: (إلى ربّة الحسن قلبي صبا/ وما أصبا قلبي سوى مادبا/ أمادبا عفوك إن قصّرت/ قوافيّ منحك ما أوجبا/ وكيف يُغيّب عني حمىً/ به عاش جدّي سنيّ الصبا!). وكان اشتغل في الإذاعة الأردنية عام 1957، وأصبح مديراً لها، أحيل إلى التقاعد؛ فانضمّ إلى اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين. حصل الشاعر على مجموعة من الأوسمة الملكية الرفيعة كان آخرها "وسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الأولى" الذين أنعم به عليه جلالة الملك المفدى عبد الله الثاني حفظه الله. هذه القصيدة، يكتبها إبراهيم السواعير، التلميذ في مدرسة المشيني في وطنيته وإخلاصه وصدقه ووفائه وسعة صبره،.. وهي دعوة صادقة لإنصاف الدولة الأردنية مثل هذا الرجل،.. وهي بعض اعتذار للمشيني، الصديق، والأستاذ، والسامي بتعامله، الذي لا يعرف الردح أو الشتائم، بل يحمل همّه بين جوانحه، متأسفاً لحالٍ لا يعترف فيها الأبناء تجاه قيمة أولئك الروّاد، الكبار: لو كان يعلم سيّــدي أنّ الــــذي الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 10-04-2012 01:26 مساء
الزوار: 6377 التعليقات: 0
|