|
عرار:
عمان – عمر أبو الهيجاء استضاف بيت الشعر بالمفرق، بالتعاون مع المكتبة الوطنية مساء يوم الاثنين الماضي، كل من الشاعرين المصريين: أحمد الشهاوي وسامح محجوب بقراءات شعرية، برعاية مدير المكتبة د. نضال العياصرة وبحضور مدير بيت الشعر بالمفرق السيد فيصل السرحان، وأدار مفرداتها الشاعر الدكتور راشد عيسى وسط حضور من المثقفين والمهتمين. تحدث د. عيسى بداية عن بيت الشعر بالمفرق كونه كان أول بيت أسس بمبادرة حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بتأسيس بيوتات للشعر في الوطن، ومثمنا التشاركية بين البيت والمكتبة الوطنية. وقال: الشهاوي شاعر بارز وكذلك محجوب.. كلاهما صوتا خاصا، حفيدان لأحمد شوقي ومحمد عفيفي مطر، الشهاوي ليس شاعرا فحسب هو شخصية ثقافية لها حضورها الكبير في الأدب العربي الآن، استطاع أن يؤسس شخصية ثقافية، إنه مجتهد جدا في إنتاج الصوفي العربي. وعن الشاعر محجوب صاحب عدة مجموعات شعرية مسكون بالبحر، يدخل في نوايا لريح ويفسر نواياه، إنه شاعر عاصف، لديه حماسة مجازية عارية، يكتب كي يهزم موته، تسمع خرير نهره الدافق من أسفل إلى أعلى. وكما ألقى مدير البيت السرحان كلمة ثمن التشاركية ما بين البين والمكتبة التي تعتبر صرحا وطنيا كبيرا، كما رحب بالشاعرين الشهاوي ومحجوب، مؤكدا أنت بيت الشعر بالمفرق يعمل بهجد دؤوب منذ تأسيسه بمبادرة كريمة من سمو حاكم الشارقة الشيخ الدكتور القاسمي لاستضافة الشعراء النوعيين على المستويين المحلي والعربي مساهمة منه لتوسيع نطاق تأثير الإبداع الشعري على الذائقة الجمعية لأبناء الأمة. واستهل القراءة الأولى الشاعر أحمد الشهاوي بعدد من القصائد من مثل: "ماذا لو مت وحيدا، ختام مفتوح، وغير ذلك من القصائد التي عاينت الموت وجديلة الحياة بنفس صوفي وبتعاليم شهاوية في الإنسان كما قال د. عيسى. نختار من قصيدته " ماذا لو متُّ وحيدًا في الليل؟" التي أهداها كل الشعراء يقول فيها: "لمَّا أدخُلُ بيتي/ لا اسمَ هناك سينتظرعلى البابِ/ - لي أو لِوُجُوهِي المُتعدِّدةِ الأخرى-/ ولا قِطط الماضي سوف تعُودُ لتسألَ عني/ فليس سوى ضغطٍ مُرتفعٍ يجلسُ فوق الكرسيِّ/ وليس سوى قلَقٍ يتأرجحُ في كرسيٍّ ثانٍ/ وليس سوى شِعْرٍ ناشفْ/ ومنذُ الآنَ صارَ على مِثلي أن أضبطَ نفسِي/ كي لا تنفجرَ الرأسُ من الأسئلةِ/ وكي لا يتجلَّطَ مُخِّي/ في لحظةِ سَرَيانِ الشكِّ إلى بحْرِ الرِّيبةِ/ وكي لا تنصابَ دِماغُ الشَّاعرِ بالسكْتةِ/ أو تنصَبَّ كُراتُ الدَّمِ على صخرةِ بحرِ النيل/ ماذا لو متُّ وحيدًا في الليل؟ منْ سيكفِّنُ لُغتي/ ومنْ سيكفكفُ دمعَ الكُتبِ الصَّاحيةِ على رأسِي/ ومنْ سيلقِّنُ شِعْرِي/ شهادةَ أنِّي كنتُ بلا أشجارٍ تنبتُ في كفِّيَّ". واصل الشهاوي وجده وتجلياته الصوفية في "ختامه المفتوح" فاحتا أبواب كثيرة لأسئلة الروح المجهدة على عتبات الوقت ضمن اشتغال على رؤاه الذهنية التي تفضي مرايا عدة على ذاكرة متقدة بالتفاصيل. نقتطف من قصيدته "خِتَامٌ مَفْتُوحٌ" هذا المقطع : "أَنَّ امْرَأَةً تَنْزِلُ فِي مُنْتَصَفِ السِّكَّةِ/ يَعْنِي/ أَلاَّ تَعْتِبَ/ أَلاَّ تُجْهِدَ رُوحَكَ/ أَنَّ النَّجْمَ سَيَأْفُلُ فِي مِرْآتِهْ/ أَنَّ مَمَرًّا فُتِحَ لِغَيْرِكَ/ أَنْ تَتَبَصَّرَ وَجْهًا أَسْوَدَ فِي مِرْآتِكَ/ .../ أَلاَّ تَنْسِجَ سِرًّا مِنْ خَيْطٍ وَاهٍ/ أَلاَّ تَسْتَجْدِيَ ذَاكِرةً مِنْ نِسْيَانٍ/ أَلاَّ تُشْعِلَ نَارًا فِي صَحْرَاءِ خَرِيفٍ/ أَلاَّ تَحْلِبَ غَيْمَةَ ثَوْرٍ فِي لَيْلٍ مَيِّتْ/ أَلاَّ تَكْتُبَ بِالوَزْنِ وَتَعْتَزِلَ المُوسِيقَى/ أَلاَّ تَسْقُطَ مِثْلَ حَكِيم أَلاَّ تَبْتَهِلَ إلى اللَّهِ لِتَنْجُوَ مِنْ إِشْرَاقِ الوَصْلِ". القراءة الثانية كانت للشاعر سامح محجوب صاحب ديوان "يُفسر للريح أسفارها" قرأ غير مشغولة بالماء شاعر يسكنه لكنه يبقى عطشا على حافة أغسطس الملفع بالحزن وجدول الحياة، شاعر يسافر على أجنحة القصائد ويفيض بالماء. من قصيدته "أغسطس الحزين" شهر ولادة الشاعر نختار: "من حافلة/ تعج بالقتلى/ أبناء القتلى/ أكتب لكم/ عن جاري السمين/ الذي تنهد/ فبكي الغيم دما/ عن حذائي الوحيد/ الذي طالما/ أخرج لسانه/ للعابرين/ نيابة عني/ عن وردة/ غافلها الرصيف/ وشرب من عسل نهديها/ حتى.. أكتب لكم عن حزن الظهيرة في أغسطس/ عن السفر الأبدي/ للبحر/ عن المعنى عندما يضيق كالمشنقة". ويمضي بنا الشاعر محجوب رحيما بالغياب ليمحنا حالة المشهديات على فضاءات الطرق ممعنا في الأشياء والباعة متخذا من ذلك سيرة المكان وأثره في المخيلة. من قصيدته "يا.. كوني رحيمة بالغياب" يقول: "يا بائع العرق سوس/ انتبه/ الشرطة في خدمة الشعب/ يا سائق الحافلة البذيء/ نحن ضحايا مثلك/ يا فتيات الليل/ الليل يحتمي بكن من الوحدة/ يا نادل الحانة العجوز/ بكاؤك يزعج الطاولة". واختتمت الأمسية بتكريم المشاركين فيها من قبل راعي الأمسية د. العياصرة ومدير البيت السرحان. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 18-08-2022 10:19 مساء
الزوار: 1136 التعليقات: 0
|