وقالت "إننا بحاجة أن نعود إلى تلك الذكريات الجميلة حين كانت الأرض أمنا الحنون، نأكل من قمحها دون أن نلوثها، والسماء خيمتنا تمطرنا مطرا سخيا نديا يغسل أرواحنا دون أن تلوث سماءنا دخان المصانع وكنا نهتف تحت المطر (يا الله الغيث ياربي/ نسقي زريعنا الغربي)".
وأضافت البشير "همس الخوابي يعيدنا إلى الزمن الجميل فلنصغي لما جاء به".
من جانبه استعرض د. مهدي العلمي محتويات الكتاب، من الغلاف والإهداء والمدخل؛ والمعاني اللغوية للكلمات ذات العلاقة بالموضوع مثل الهمس، والخوابي، والخاطرة.
ثم تحدث د. العلمي عن الإبداع وأوضح بأن الإبداع هو تقديم فكرة غير مألوفة فيها قدر كبير من الابتكار والتجديد، وان الإبداع يجب أن يخرج من دماغ المبدع إلى أرض الواقع والإنجاز، وأن يكون فيه الخير والمعروف لصالح بني البشر.
ثم ربط د. العلمي بين السيرة الذاتية لمؤلفة الكتاب والعمل الإبداعي الذي قامت به والذي يتمثل في استنطاق الخوابي. وتحدث عن الغلاف الوجهي والظهري للكتاب، وعن الإهداء وعن مدخل الكتاب، وعن إطلالة الكتاب البانورامية، وعن أجزاء الكتاب.
وأشار العلمي إلى الخمسة أجزاء التي ضمها الكتاب حيث ذكرت المؤلف في الخابية الأولى التي قالت فيها "تعالي أيتها الخابية لنخبئ الجراح، ونقف بقوة كجذور الأشجار التي ترسخت حولنا". وتناد لها قائلة "أيتها الخابية، فالذكريات طوق نجاة من لسعات الألم، وسوط الأيام"، اما في ذاكرة الخابية الثانية تخاطب الخريف قائلة "يا روح الخريف، ويا مواسم المطر تعالي فالروح ظمأ، وفي القلب أشواق تنتظر زخات الفرح".
اما في الخابية الثالثة فتقول بطارسة "أخبئ في عمق روحك جراح الزمن، وأغدو كجذور سنابلك قوية أضرب في عمق الأرض، وأتعلم كل صنوف الصبر والثبات وأكون ظل الحياة، وربيع الأرض"، وواصلت المؤلفة "وهل تعلمين كيف شحبت أمانينا، وذبلت زهور طرقاتنا، وتحولت ضجة الصباح إلى صمت رهيب".
اما في الخابية الخامسة فتصف فيها بطارسة قريتها قائلة "هذه هي الصورة التي تتصدر صباحات قريتي الحبيبة الرابضة بين جبال الكبرياء وتلال العشق، واودية النور والرجاء"، لافتا إلى أن هذه خواطر صادقة ونابعة من قلب كاتبتها لتخاطب قلوب القراء والمستمعين، وفيها إبداع وخيال وأدب، فالشعر والخواطر معجونة في الخيال.
وخلص العلمي إلى أن هذه الخواطر فيها خروج عن المألوف المعتاد، وهو إبداع فيه تجديد وابتكار، إبداع أخذ طريقه نحو أرض همسة الخابية، والمعنونة بعقارب الزمن هناك همسات ما زالت تتردد، وتمنح الروح صهيلا تنطلق في حقول القمح، وبساتين اللوز، وحقول الاقحوان، تزينها بالدحنون.
وقرأت المؤلفة مجموعة من الخواطر منها مثل خاطرة بعنوان "ذاكرة الخابية" التي تقول فيها"إلى هناك أعودُ إلى ذاكرة الخوابي، أحاولُ اختراق منافذ الحنين وأبواب الرّيح التي حملتِ الكثير من سنين أحلامنا، وشهدتْ/نمو آمالنا/صور وذكريات ما زالتْ تسدُّ جدران الخوف، وتقفُ خاشعة أمام/أسوار الصّمتِ، وهول مسيرةِ الأيّام/ من هناك نفضتُ غبارَ الزّمن وعدْتُ؛ لأرتديَ أجمل ألوان/ تطوف كفراشات في فضاء ذاكرة الخوابي، وأمتد في جوانب روحها/ التي تشهد الزّمان على أيدٍ جبلْت تُرابها بحبّات العرق.
وقرأت خاطرة اخرى بعنوان "زهورُ اللَّوزْ"، التي تقول فيها "من هذا الصّباح أقطف ابتسامة بلونِ زهورِ الّلوز المتفتّحة/ في أعالي الغيم/من براعمِ الصّباحِ المُحمّلةِ بسربِ فراشاتٍ يبحثُ عن ثغرِ/زهرةٍ أفاقتْ مع الفجرِ تكتبُ حروفَ قصيدةٍ للحبّ، ألملم باقات النّور/ من صباحٍ بطعمِ الحبِّ والصّدقِ والوفاءِ، نقيٍّ تخالطُهُ همساتِ/الأملِ والرّجاءِ؛ لِينطلقَ في مساربِ الحياة ويهزم آخر دمعة تحاول/ اختراق وجنات الزّهور، أكتب كلمات الفرح/نعتادُ الصّباح، نبحثُ عنه في شقوق نافذة تطلُّ عبر جدران".