|
عرار:
نضال برقان عن دار الخليج للنشر والتوزيع بعمان صدر حديثا ديوان شعري جديد، للشاعر الأردني سعيد يعقوب، وحمل عنوان «اشتعال الندى»، يقع الديوان في مئة وأربعين صفحةً، من القطْع المتوسط، ويضم ستا وخمسين قصيدة، تنوعت مضامين القصائد، وانداحت ضمن دوائر، هي: الوجدان والعاطفة، والوطن تتغنَّى بالأردن وفلسطين، وتتصادى مع أحداث قوميّة، وقعت في بعض البلدان العربية كزلزال سوريا، وحرائق الجزائر، وحادثة الطفل ريان في المغرب، وقصيدة لمدينة طنجة، بالإضافة إلى قصائد رثاء قالها الشّاعر في بعض الراحلين، من أصدقاء الشّاعر، وبعض الأعلام، في مجالات الفكر والثقافة والفنّ. الديوان قدَّمَ له الأستاذ الدكتور زياد الزعبيّ أستاذ النقد في جامعة اليرموك ومِمَّا جاء في مقدمته: «يبدأُ سعيدُ يعقوب مجموعتَهُ الشِّعْريَّةَ هذهِ بالحُبِّ، الحُبِّ الذي لا يُسَبَّبُ ولا يُعَلَّلُ، فنحنُ نحبُّ لأنَّنا نُحِبُّ، وتأتي الُّلغةُ مُمَوْسَقَةً موقَّعَةً لِتعبِّر عَمَّا يخالِجُنا وعمَّا يَسْكُنُنا مُحاولِينَ جَعْلَها الصُّورةَ التي تُرينا ذوَاتَنا وتُريها لِلآَخرَ. وفيها نُبصِرُ بعينِ القلْبِ كيفَ يأخذُنا الحُبُّ مِنَّا، وكيفَ يُعيدُنا إليْنا، إذْ تغْدو مِن دُونهِ أرواحُنا شَظايا، وقُلوبُنا هواءً...». ويضيف مُحَقِّقُ ديوان عشيَّات وادي اليابس الأستاذ الدكتور زياد الزعبي أستاذ الأدب والنقد في جامعة اليرموك في مقدمته: «... ولأنَّ هذي البلادَ بِها قوْمي وأرضٌ أُحِبُّها فإنَّ قصائِدَ سعيد يعقوب تَتأمَّلُ البلادَ وأهْلَها بمحَبَّةٍ وزَهْوٍ يتجَلَّى في سِلْسِلَةٍ مِن النُّصوصِ التي تَنْبَثِقُ مِن الوطَنِ حاضِرِهِ وماضِيهِ مُعَبِّرَةً عنْهُ بِلُغَةٍ تَتأَلفُ أنْساقُها في بِنَىً غِنائيَّةٍ مُسْنَدَةٍ بالإيقاعاتِ والمُوسيقى الدَّاخليَّةِ والقوافي التي تُصَعِّدُها إلى غِناءٍ جَميلٍ...». ويختم الزعبي مقدمته بقوله: «... إنَّ القصائدَ التي يَضُمُّها هذا الدِّيوانُ تسْتَحِقُّ التَّأَمُّلَ والقِراءَةَ التي تكْشِفُ عمَّا يُمَيِّزُها مِن الرُّؤى والتَّشْكيلاتِ سَواءٌ ما تعَلَّقَ مِنْها بِالبِنى الُّلغَوِيَّةِ التي تنْهَضُ عَلى أُسُسٍ كَلَاسيكيَّةٍ مَتِينَةٍ في الإيقاعاتِ والمَوْضوعاتِ والتي تَسْنَدُ كَذلِكَ بمَعْرِفَةٍ تُؤَشِّرُ بِوضوحٍ على ثَقافَةِ الشَّاعِرِ وفَنِّهِ وَرُؤَاهُ...». الديوان الذي أهداه الشاعر إلى شخصيَّة ثقافيَّة لها تأثيرها الواسع، وأثرها العميق في الثقافة المحلية والعربية والعالميّة، أكاديميا وتأليفا وتحقيقا وإبداعا، جاء فيه: «... إلى القامة الإنسانيَّة والثقافيَّة والوطنيّة، إلى صاحب الأخلاق الرفيعة، واللمسات الحانية، والنظرات الثَّاقبة، إلى القمَّةِ والقِيمة والقامةِ صلاح جرار... وفاءً وعرفانًا ومحبَّةً وامتنانًا...». ومن عناوين قصائد الديوان: عيناك، ألف نداء، أنثى مستحيلة، أنثى استثنائية، الأردن الأحلى، مسيرة الإنجاز، إلى السلط، إلى عجلون، صرح المكتبة الوطنية، ملامح مقدسية، عيناك يا قدس، العَلَمُ الفلسطينيّ، ناجي العلي، شيرين أبو عاقلة. ومن قصائد الرثاء قصائد مهداة لأرواح الراحلين : المؤرخ حنّا القنصل، التربويّ أسامة عوض، المخرج حاتم علي والفنان ياسر المصري وغيرهم كثير، في هذا الديوان يواصل الشاعر سعيد يعقوب نهجه الشعري، الذي بدأ منذ عام ألف وتسعمئة وخمسة وثمانين، بباكورة إصداراته ديوان العلائيات، حين كان طالبا على مقاعد الدرس في المرحلة الثانوية بثبات ودأب، مختطًّا لنفسه منهجا خاصا، من حيث التمسك بالشعر العمودي، المخصّب بالرؤى والأخيلة، والمجازات والتشبيهات، والانزياحات وتراسل الحواس، والمواكب للحداثة القائمة على أسس من التراث العريق، مستفيدا من التجارب الحداثوية، والدراسات النقدية الحديثة، بحكم ثقافته الواسعة، وثرائه المعرفيّ، بحسب نقاد كبار، موظِّفا كلّ ذلك في قصائده التي تتمثَّل كلَّ ذلك، ويعكسها الشاعر في قصائده، واللافت في شعر يعقوب هو غزارة الإنتاج والتجاوب مع كل الأحداث الوطنيّة والقوميّة والاجتماعيّة، وتفاعله الحيّ النابض مع مجتمعه، فهو مفتوح الحواس والنوافذ على الواقع، وما يمور فيه من قضايا ومستجدّات، ولعلّ هذا هو السبب الذي يجعله من أكثر الشعراء العرب في كل العصور إصدارا للدواوين الشّعرية، حيث صدر ليعقوب ما يقارب الثلاثين ديوانا من الشعر العموديّ، ومن عناوين هذه الدواوين نقرأ: نسمات أردنيّة، مقدسيّات، قسمات عربية، غزّة تنتصر، عبير الشهداء، بيت القصيد، ضجيج السّكون، وله مسرحيتان شعريتان هما ميشع ملك مؤاب المنقذ، وورد وديك الجن. ومن أجواء الديوان نقرأ: «أَعِدْنِيْ إِلَيَّ وَخُذْ مَا تَشَاءْ/ فَرُوحِيْ شَظَايَا وَقَلْبِيْ هَوَاءْ/ أَعِدْنِيْ إِلَيَّ فَقَدْ غَادَرَتْنِيْ/ طُيُورُ المُنَى، وَطُيُوفُ الرَّجَاءْ/ وَمَا زَارَنِيْ مُذْ رَحَلْتَ سِوَى/ لَهِيبِ انْتِظَارٍ، وَبَرْدِ انْطِوَاءْ/ مَلِيءٌ بِكُلِّ فَرَاغِ المَدَى/ وَفَوْقِيْ عَمَاءٌ وَتَحْتِيْ عَمَاءْ». الشاعر سعيد يعقوب ولد في مدينة مادبا عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين، حصل على بكالوريوس لغة عربية من الجامعة الأردنية بتقدير امتياز، عمل في حقل التدريس في المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن أكثر من ثلاثين عاما، حصل على جوائز عربيّة ومحليّة كثيرة، أبرزها جائزة الشاعر اللبناني سعيد فيّاض، وجائزة العلامة روكس بن زائد العزيزي، وجائزة تيسير السبول، وحبيب الزيودي، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وضِعَتْ عن تجربته الشعريّة مجموعة من المؤلفات، منها: قسمات عربية في الميزان لسعيد يعقوب، دراسة تحليلية للدكتور مصطفى خضر الخطيب، وكتاب البناء الفنيّ في شعر سعيد يعقوب للباحثة آية البنّا، وكتاب سعيد يعقوب شاعرا وإنسانا للناقد فوزي الخطبا، كما دخلت قصائده في المناهج الدراسية في الأردن وفلسطين، وكانت أشعاره ميدانا خصبا للبحوث والدراسات المحكّمة الأكاديمية، وتناولت شعره مجموعة من رسائل الماجستير والدكتوراة، وكتب يعقوب أكثر من ثلاثين مقدّمة لدواوين شعريَّة لشعراء من الأردن والوطن العربي. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 23-11-2023 09:39 مساء
الزوار: 440 التعليقات: 0
|