«طوفان الأقصى»... استفتاء عام يضع النقاط على الحروف
عرار:
د. عادل علي جودة (عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين)
هكذا هي الحال دومًا؛ كلما عظُمَ الإنجاز، انتفضت القلوب واشرأبت الأعناق، أقصد قلوب وأعناق ذوي الضمائر الحية والهمم العالية. أما إنجاز اليوم فيتصل بهذا الشموخ الأشم المتمثل في «طوفان الأقصى» الذي فجرته مقاومتنا الفلسطينية الباسلة في غزة المجد والإباء مع إشراقة الصبح الأولى من يوم السبت السابع من تشرين الأول/أكتوبر المجيد لعام 2023م؛ إذ بات «طوفان الأقصى» يشكل البوصلة الكبرى للمشهد الأردني على مستوى الأفراد والمؤسسات، وبدعم وتأييد من وزارة الثقافة في ربوع أردننا الحبيب، حيث انطلقت الإصدارات الفكرية والثقافية والأدبية بمختلف صنوفها وعناوينها، وفتحت ميادين الفكر والثقافة والأدب أبوابها لذوي الفكر والقلم لإقامة الفعاليات المؤازرة للمقاومة الفلسطينية على نطاق واسع وبمشاركة شعبية أردنية فاعلة ،واحتضان رسمي لا يستغرب في رحاب القيادة الهاشمية الماجدة. وفي هذا الإطار أشير إلى ذلك الصرح الأدبي الثقافي الشامخ، الذي أشرُف بالانتماء إليه، والذي ما انفك يتصدر المشهد الثقافي، وما انفك يحتضن ذوي الفكر والقلم، وما انفك يمتد شموخًا بمعانقة أمجاد الأمة، إنه «اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين»، وها نحن اليوم نقف مع سِفْر له جديد يعطّره عبق عنوان مجيد؛ إنه سِفْر «طوفان الأقصى» بغلافه الرصين، ومحتوياته الشاملة المتنوعة بين (نظم شعري)، و(سرد نثري وغنائي)، و(وقصص، وخواطر، ومقالات ذات بعد وصفي تحليلي شامل)، وكل حرف فيه يصافح أولئك الأماجد المرابطين على الثغور. صدر «طوفان الأقصى» عن «دار يافا العلمية للنشر والتوزيع والطباعة» في كانون الأول 2023م، وتم إنجازه على أيدي فريق عمل تم تشكيله للإعداد والمراجعة والتدقيق ويتكون من «الشاعر عليان العدوان»، و»الشاعر عبد الباسط الكيالي»، والشاعر عبد الرحمن المبيضين، وصاحب الفكرة الشاعر راكان المساعيد»، ويقع في مئة وسبع وخمسين صفحة من الحجم الكبير، ويشتمل على مقدمةٍ وثلاثة أجزاء، واقتصرت المشاركات فيه على أعضاء الاتحاد. أما المقدمة؛ فرسم حروفها وشكّل معانيها رئيس الاتحاد؛ شاعر الأردن عليان العدوان، وابتدأها بتحية تليق، قائلًا: «سلام غزة هاشم، سلام سنابل إرادة نبتت من تحت ركام فاشرأبت لتصبح أيكًا يطاول السحاب، سلام طوفان فخر، سلام موطن عز وإجلال وإكبار، سلام لجديلة حرة أبت إلا الصلاة في طهر الدماء»، ثم راح يحمل الأبصار إلى مشهد رأيناه بأم العين واحتضناه بنياط القلب قائلًا: «جماهير تموج كطوفان الأقصى الهائج في شوارع الأردن الكبير بقيادته وشعبه»، ثم ختم مقدمته الشاهقة بقوله: «سيبقى اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين مساندًا حقيقيًّا للإرادة الفلسطينية الحرة، كما هو توجهه وواقعه القيادي بالنهوض بالحركة الثقافية والأدبية الأردنية». وأما الأجزاء الثلاثة؛ فقد اختص الجزء الأول بـالشعر العمودي، واشتمل على ثنتي عشرة قصيدة تحمل عنون «طوفان الأقصى»، وثنتي عشرة قصيدة تحمل عناوين مختلفة تعانق أوتار الطوفان والمقاومة، وذلك على النحو الآتي: «طوفان الأقصى» للشاعر عدنان السعودي، و»ليس الجرح يؤلمني» للشاعرة سارة السهيل، و»غزة لا تبكي» للشاعر الدكتور فتحي علي عبدالله، و»طوفان الحرية» للشاعر الناقد عبدالباسط الكيالي، و»طوفان الأقصى»، للشاعر راكان المساعيد، و»الطوفان» للشاعر عبدالرحمن المبيضين، و»يا غزة الأحرار» لكاتب هذه السطور عادل جوده، و»طوفان الأقصى» للشاعر شفيق العطاونة، و»صهيل الحق» للشاعرة ريما البرغوثي، و»معركة طوفان الأقصى» للشاعرة حكمت العزة، و»طوفان الأقصى» للشاعرة إسراء حيدر محمود، و»طوفان الأقصى» للشاعر عدنان الرحاحلة، و»شهدتك يا طوف» للشاعر جمال عشا، و»من عيون غزة» للشاعرة جوهرة سفاريني، و»طفل خداج» للشاعر جمال الدلة، و»طوفان الأقصى» للشاعرة نادية مسك، و»النصر آت» للشاعرة عفاف غنيم»، و»يا أهل غزة» للشاعر أنور القريوتي، و»طوفان الأقصى» للشاعر محمد أبو عواد، و»طوفان الأقصى» للشاعر أحمد الحسن، و»إنا قادمون» للشاعر الأستاذ الدكتور محفوظ جودة، و»أبناء الحياة» للشاعرة الدكتورة رانية أبو عليان، و»آهٍ غزة» للشاعرة نصرة حجيجي، و»طوفان الأقصى» للشاعرة نعمات العزة. بينما اختص الجزء الثاني بالسرد النثري والغنائي؛ واشتمل على إحدى وعشرين مشاركة على النحو الآتي: «غزة... وعبق النصر» للشاعر الدكتور أحمد الريماوي، و»غزة الأحرار» للروائي عماد المقداد، و»اغتيال الطفولة» للشاعرة فيلومين نصار، و»هنا غزة أيها الأحرار» للأديبة فاطمة الفاهوم، و»خبر عاجل» للشاعر باسم الصروان، و»الطوفان» للأديبة زحل المفتي، و»الطوفان» للأديبة أمل الخواجة، و»الطوفان» للأديبة حياة الدراغمة، و»المدى الموهوم» للأديب بسام عرار، و»أي غزة» للأستاذ محمد حافظ، و»ذات قهر» للشاعر صبحي الششتاوي، و»غزة» للشاعر إبراهيم عوده، و»المسافة صفر» للأديب مجد حسين، و»الطوفان» للأديبة صفاء زبديه، و»الموازين مقلوبة» للشاعر عبدالجبار أبو سالم، و»طوفان غزة» للشاعر حسن فهيد، و»الطوفان» للشاعرة عائشة شحاده، و»ضمي الحزن» للفنان وليد إبراهيم، و»إبادة شعب» للشاعر جمال الزيادي، و»منبع الثوار» للشاعر عليان العدوان، و»الدم الثائر» للشاعرة سكينة مطارنة. في حين اختص الجزء الثالث بمشاركات متنوعة بين «مقال»، و»قصة»، و»خاطرة»، على النحو الآتي: «أبو عبيدة صوت يصدح بالحق» للأستاذ الدكتور هاشم مناع، و»غزة تحت المجهر» للدكتور مهدي العلمي، و»الفضائيات العربية والعدوان يمكن الاستماع للقاتل» للأستاذ وائل عبد ربه، و»انتصار المقاومة هو انتصار للأمة العربية كلها» للكاتب علي القيسي، و»نوارس غزة هاشم» للأديبة سوسن المهتدي، و»ثلاثة آلاف طفل» للمهندس ضيغم القسوس، و»طوفان الأقصى» للأيبة أمل الزعبي، و»إنسانية الإنسان في غزة؛ تساؤل؟ واستنكار!» للأديبة الدكتورة أمل بورشك، و»فلسطين (عالمية القضية)» للأديب الأستاذ الدكتور فرحان الياصجين، و»مسار الضوء» للأديبة ريم الكيالي، و»الطوفان» للإعلامي زاهر باكير، و»المثقف والشدائد» للأديب عصام وزوز، و»القصة برمتها» للمخرج محمد الجبور، و»طوفان الأقصى» للأديبة آية حسن، و»ذكرى المشير حابس المجالي» للأديب بسام العوران، و»طوفان الأقصى» للكاتب سلطان طريخم، و»طوفان الأقصى؛ مقاربة بين طوفان نوح وطوفان الأقصى» للدكتور أيمن مزاهرة. وإني إذ أعبر عن مشاعر الفخر والاعتزاز إذ اشتمل «طوفان الأقصى» على قصيدتي المتواضعة الموسومة «يا غزة الأحرار»، ليطيب لي أن أوثق؛ عظيم التقدير والإجلال لوزارة الثقافة الأردنية ـ ممثلة في وزيرتها الفاضلة الأستاذة هيفاء النجار ـ على وقفات الدعم غير المحدود لفلسطين؛ الأرض، والشعب، والقضية، وأبطال المقاومة، ومن بينها تبنيها واحتضانها لهذا السفر الخالد «طوفان الأقصى»، وعظيم التقدير والإجلال لاتحادنا الكبير ولرئيسه الشاعر عليان العدوان، ولصحبه في الهيئة الإدارية، وفريق الإعداد والمراجعة، مثمنًا عاليًا ما بذلوه من وقت نفيس وجهد مثمر، وعظيم التقدير والإجلال للزميلات الفضليات والزملاء الأفاضل أعضاء الاتحاد الذين أثروا هذا السِفْر بأريج أنفاسهم وعلو ثقتهم بأن النصر ـ بحول الله ـ آت لا محالة. ولا يفوتني هنا أن أهتف بـ(نعم) ليس فقط لمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها ممثلًا للشعب الفلسطيني، إنما أهتف أيضًا بـ(نعم كبرى) لمقاومتنا الباسلة التي ندين لها بالولاء والانتماء، ونطالب بأن تكون بمثابة الذراع المسلح لمنظمة التحرير الفلسطينية التي ـ بعد مرور ثلاثين سنة على اتفاق أوسلو الذي لم يجلب لنا سوى المزيد من الهوان والخسران ـ آن لها أن تعيد النظر في اعترافها بهذا الكيان الذي لم يزل يغتصب أرضنا، ويقتل شعبنا ويهين حرائرنا، وينتهك مقدساتنا، ويدمر مدننا وقرانا، ويسلب ثرواتنا وتراثنا، ليس هذا فحسب، إنما أيضًا جردنا اتفاق أوسلو من ردائنا العربي ونبضنا الإسلامي؛ فمهد السبيل للصهيونية نحو تحقيق مشروعها وشعارها الدائم بإقامة إسرائيل الكبرى، ذلك المشروع الذيـ بكل صلف ـ غدا معلنًا على الملأ، وإني لأرى السابع من أكتوبر المجيد وما تلاه من صمود كسر شوكة العدو وأظهر للعالم صورته الحقيقية، يشكل استفتاء عامًّا أجابت عنه «جنوب إفريقيا» بوضوح تام، وأجابت عنه كذلك جماهير الأرض كافة بمن فيهم أولئك الذين مضت أزمانًا مديدة على دعمهم الأعمى لسردية الكيان الغاصب، لكنها اليوم تخرج إلى الشوارع بالملايين مطالبة بالحرية لفلسطين ومنددة بجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال البغيض الذي يرى نفسه فوق القانون، وفي هذا الإطار أهتف عاليًا «شكرًا للجماهير الحرة في أرجاء المعمورة»، و»شكرًا لجنوب إفريقيا» الأبية، وتحية ماجدة لزعيم الأحرار «نيلسون مانديلا» الذي قالها دونما تردد: «إن حريتنا لن تكتمل بدون حرية الشعب الفلسطيني».
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 26-01-2024 10:42 مساء
الزوار: 361 التعليقات: 0