|
عرار: هي أيام للثقافة ولا شيء غير الثقافة، لن تتذكر دار نشر عربية كبيرة أو صغيرة إلا وكنت تجدها أو تجد لها تمثيلاً ما لدى أخرى ومنشوراتها مطروحة على الرفوف، كتب في كل مكان، لن تبحث عن كتاب من أمهات الكتب القديمة، أو عن كتاب من الكتب الحديثة إلا وتجده معروضاً هنا، في معرض الشارقة الدولي للكتاب، كتب من كل نوع في الأدب والفكر والدين والسياسة والعلوم، حتى في الطهي والرياضة والحرف اليدوية، لن تعدم أن تجد فيها الكتب الوافية المفصلة، وحفلات توقيع الكتب كانت تتحف الزائر كل يوم بكتب جديدة . البرنامج الثقافي المصاحب ضم المحاضرات والندوات والمقاهي الثقافية، وفيه الكثير من الأدب والفكر، والموضوعات التي تتناول الإشكاليات المطروحة على الثقافة العربية ومستقبل هذه الثقافة، وقضايا التعايش السلمي والتواصل الثقافي بين الأمم، ندوة هنا ومحاضرة هناك، ومقهى ثقافي هنالك، كتّاب ومفكرون كبار مثل محمد الأشعري، وأهداف سويف، وواسيني الأعرج، ويوسف زيدان، وأمير تاج السر، وميرال الطحاوي، وفواز حداد، ولطيفة النجار، ومحمد صابر عزب، ومحمد علي بيضون، وعبدالوهاب أبوسليمان، ومحمد كمال الدين، ووليد طاهر، وفاضل ثامر وإبراهيم أصلان، وعلوية صبح، وإسماعيل البشري، وشاكر عبدالحميد، وإبراهيم أبوالمعاطي، وجورج جودين، ورولاند وايت . برامج الطفل كان لها نصيب وافر في المعرض من خلال الجلسات التي تقام في ملتقيات الطفل والعامرة بالحكايات والقراءات اليومية، حكايات عربية من المشرق والمغرب، وحكايات عالمية من الهند والنرويج وبريطانيا وغيرها، لقاءات مع كتاب للأطفال ثم البرنامج اليومي للملتقى العربي لكتب اليافعين، ولدار كلمات، وثقافة بلا حدود، حتى المشغولات اليدوية يتعلمها الأطفال هناك، ويجدون مساحة كبيرة لممارسة هواياتهم الجسدية والذهنية . ليس مجرد معرض، بل هو مهرجان كبير ولا شك، مهرجان للثقافة العربية أولا وللثقافة العالمية ثانياً، فهاهنا أيضاً ستجد أهم الكتب الإنجليزية والفرنسية والهندية، ستجد الروايات العالمية وكتب الفلسفة والسياسة . كل شيء في معرض الشارقة الدولي للكتاب يغري محبي القراءة والمثقفين والمتخصصين في شتى المجالات بزيارته والاستمتاع بجوه العامر بالثقافة والعلم، ها هنا يفرح المرء وهو يراقب أفواجاً من الرجال والنساء يملأون عربات التسوق بالكتب، أويحملون في أيديهم المخالي المعبأة بخلاصات المعرفة الإنسانية، إماراتيون وعمانيون وسعوديون ومن كل أقطار الوطن العربي، ومن الجنسيات الأخرى، كلهم كانوا على موعد مع تلك الاحتفالية، كلهم يحدوهم شيء واحد ونبيل هو "المعرفة" . . هو أن تقرأ أكثر ليتفتح ذهنك أكثر، ولتحقق إنسانيتك أكثر . هي ثمرة ثلاثين سنة من العمل الدؤوب، ومن الإصرار على العطاء، حتى أصبح اليوم معرض الشارقة الدولي للكتاب عيداً من الأعياد الكبيرة التي يحق للإمارات أن تفختر بها . الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 26-11-2011 04:13 مساء
الزوار: 2161 التعليقات: 0
|