|
عرار: ضمن نشاطات الثقافية التي تقيمها المكتبة الوطنية تم استضافة الكاتب الدكتور طالب ابو شرار للحديث عن روايته الحياة على عتبات الجنة في البداية تحدث الدكتور صلاح جرار حيث قال : "عندما طلب الدكتور طالب ابو شرار ان اتولى ادارة حفل توقيع رواياته الاولى "الحياة على عتبات الجنة " التي تقع في ثلاثمائة صفحة وصفحة لم اكن املك غير الموافقة على هذا الطلب وذلك لاعتبارات عدة تتصل ببعضها بالعلاقة التي تربطني بالدكتور طالب ويتصل بعضها بموضوع الندوة عموماً ويتصل بعضها الاخر بموضوع الرواية خصوصاً كما يتصل بعضها بالمكان الذي تعقد فيه هذه الندوة وتابع الدكتور صلاح ان الموضوع العام للندوة هو توقيع رواية ويمثل واحداً من الانشطة الثقافية المهمة والتي تحتاج الى ان نواضب عليها حتى تصبح الثقافة جزء من حياتنا كالخبز والماء والهواء وغيرها وقد كنت منذ القديم وما زلت وسبقى بمشيئة الله منحازاً لكل عمل ثقافي جاد فالثقافة هي الترياق الذي يؤمن ان يخلصنا من كل أفاتنا وينير لنا علوم التقدم والارتقاء . واشار الدكتور جرار ان الموضوع الخاص لهذه الرواية فهو في نظري موضوع مثالي للروائيين والادباء لانه يتحدث عن معاناه الفلسطيني . ويشير الدكتور جرار عن العمل الادبي هدفة الانساني فقد روحة واهمتية وصلته بالواقع وان من واجب الاديب دايماً ان يرقى بحسه الانساني كي يتهيآ لها الاسهام في خدمة هذه الانسانية ورؤيته الجديدة وفكره السديد فالانسانية على مدى التاريخ تعاني من ملايين الجراحات والادباء اصحاب الاقلام هم النطاسيون الذي يقاربون هذه الجراحات ويسعون الى مداواتها ، ولذلك لم يكن عبثاً ان يطلب على الطبيب والفكر صفه الحكيم . وان اعتبار المكان الذي تعقد فيه هذه الندوة فهو مكان له مكانته في المشهد الثقافي ، فهي منذ زمن ليس ببعيد تستضيف مناسبات ثقافية متنوعة لوصفها اهم مركز توثيق للتراث الوطني الاردني . وقال الدكتور جرار ان صلة الدكتور طالب ابو شرار بموضوع روايته فهي متعددة المصادر فالمثقف الجذري الحقيقي هو الذي لا يعجزه الربط بين ميدان تخصصه وبين ثقافته وفكره فهو اذاً تخصص في علوم الارض اقترب اكثر من غيرة الى الارض وارتبط بها وهذه الرواية هي رواية شعب مادت به ارضه بسبب الاحتلال فتناثر في كل مكان . وتابع الدكتور جرار حديثه ان الحياة على عتبات الجنة هي الرواية الاولى لطالب ابو شرار لكن من يبحر في صفحاتها سوف يخيل اليه ان يقرأ رواية للكاتب متمرس ليس من حيث سرد الاحداث والوقائع فحسب بل من حيث التقنيات الفنية المحكمة واللغة الرصينة المسؤولة واقصد اللغة المسؤولة هاهنا التي لا تنحرف عن مسارها ومقاصدها ولادلاتها ". وتحدث الدكتور طالب ابو شرار قائلاً :- "ان الاحداث الكبرى في حياة الافراد والشعوب لا تهبط فجأه من السماء ولا تنبثق في لحظة غفلة من جوف الارض .. لا بد لها من مقدمات ولا بد لها ايضاً من ارتجاجات لاحقة تماماً كما هو الحال عندما تغير الاعاصير او تتفجر البراكين .. في الحالة الاولى تبدأ المتغيرات بانخفاض الضغط الجوي ثم بهبوب ريح خفيفة يليها تلبد غيوم رقيقة سرعات ما تتحول الى غيوم داكنه فيتكهرب الجو ويشتد عصف الريح وتهطل الامطار مدراره .. هي العاصفة اذن ... وكما مهدت لحضورها باحداث صغرى لا ينسحب الاعصار من المشهد فجأه اذ يتلاشى تتدريجياً تاركاً خلفة الموت والدمار من مشهد لا يسهل وصفه . ثم قال هي فلسطين في البدء وفي مايلي لكني لم اقرأ عن ذلك لاحد من المفكرين ولا اقول الادباء لأن وصف ما سبق بحاجة الى مفكرين اولا وادباء ثانياً هو مشهد علمي في ثوب انساني كم تمنيت ان لا يجتزأ في العديد مما قرأته عن نكبة فلسطين ان لا يتحدث احد عما سبق النكبة مجزوءاً عما واكبها او تلاها فقط راجعوا معظم قراءاتكم لتكتشفوا صدق ما قلت .. لم يمسك احد بالخيط من بدايته الى واحدة من نهاياته وليس نهايته لأن هناك نهايات عديدة .. لم يتحدث احد عن المشاعر الانسانية بعيداً عن المعاناة المادية .. صحيح كان هناك استلاب ارض وبيوت وبيارات بل ووطن كل ذلك ابدع عديدون في وصفة لكن لم يكن هناك حديث يتناسب مع حجم المأساة .. مأساة استلاب النسيج الانساني ومحاولة تمزيقه . واشار بأن الحياة على عتبات الجنة هي ملحمة انسانية لم تضيع الامل في زحمة المعاناة والتشرد لم تسمح للاخر العنصري بتمزيق النسيج الانساني الفلسطيني بل متنته وحبكته مع خيوط انسانية اخرى .. من دمشق الآرامية ومن اربيل الكردية العراقية ومن اسطنبول التركية ومن شوق الشيوخ البابلية ومن القاهرة المصرية ومن يلز البريطانية ومن ومن ... الفلسطيني هو جزء اصيل من البناء الانساني لهذا الاقليم العربي المسلم .. لقد قالوا انه سينسى لكنهم نسوا انهم نسوا حقائق التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا .. في النهاية هم من سيعاني اكثر منا من نتائج ما اقترفته ايديهم الاجرامية .. اما الفلسطيني فسينتصر لا محالة سينتصر رغم البؤس والمعاناة .. هم لم يستطيعوا تفريغ فلسيطن من اهلها فوفق احصاءاتهم سيتفوق الفلسطيني عددياً على المهاجر الاستيطاني بحلول العام 2022 ومن يتحدث عن الكم عليه ان يدرك ان الكيف ليس مستحيلاً .. اقرأوا هذا العمل لتكتشفوا اكثر مما ذكرت بكثير ...... الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 07-01-2013 03:21 مساء
الزوار: 2289 التعليقات: 0
|