لتعبيرها الدافئ عن الكرم الأردني وأمجاده بلداً عربياً يحبّ الصديق ويؤمن بتبادل الثقافات. 
قال المشيني في الحفل الذي رعاه أمين عام وزارة الثقافة مأمون التلهوني مندوباً عن وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الثقافة وأداره كاتب السطور، في مركز الحسين الثقافي، بحضور السفير الروماني في عمان بوغدان فيليب:
حَيّوا اللِّقاءَ الرُّمانيْ الأردني الأدبيْ//أَهلاً وسهلاً بوفد النُّخبة النُّجُبِ//أَنعمْ وأَكرمْ بِرومَنْيا وَسؤددِها//فيها الحَضارةُ عاشَتْ عصرها الذهبيْ//شرَّفتم الأُردُنَ المحبوب موطننا//قفْ سائِلِ الدهرَ عن أَمجادهِ يُجبِ//ما قام فيه من العمران ملحمةٌ//قد سُجّلتْ بمداد الفخرِ في الكتبِ//أَبناؤهُ كي يعلّوا شأنَ موطنهمْ//لا يأبهون بدربٍ شائكٍ صعبِ//أُردنُّنا مَنْبتُ الجُلَّى ومنْشؤها//مُذْ كان يسمو بطيْب الفعلِ والحسبِ//أَنباطهُ شيَّدوا البتراء معجزةً//من الفنون لتبقى آية الحقبِ//وفي الكرامة شاد النصرَ فتْيَتُهُ//للعُرْبِ في وقعَةِ الإقدامِ والغلبِ//هذا الحمى العربيْ أرضٌ مُقَدَّسَةٌ//كمْ عالِمٍ عاش في أَظلالها ونَبيْ//على ثَراهُ حَضاراتُ الوَرى نشأَتْ//لَمْ تَخْبُ أَنوارها يوماً وتحتجبِ//أُردنُّنا مُنذُ كانَ البَدءُ ساحُ عُلىً// مرابعُ العِزِّ والفرسانِ والقضبِ//حَيّوا رُمَنْيا وَحَيّوا اليومَ رِفْعتها//تلكَ التي تَدْعو للتَّقْديرِ والعَجَبِ//فَلْنخْفضِ الهامَ إِجلالاً لِما صنعتْ//مِن العَلاءِ تعدَّى شامخَ السُّحُبِ//أُردُنُّ يا منبتَ الآدابِ من قِدَمٍ//يُنْمى إِلى ذروةِ العَلياءِ والنَّسبِ//ما قُمْتَ فيهِ تَعالى أَنْ يُلمَّ بِهِ//نَظْمٌ من الشِّعرِ أَو نثرٌ من الخطبِ// أَهلاً بكم يا ضيوفَ الخير ثانيةً//وعاش عاشَ التّآخي العالمي العربيْ).
في كلمته تناول السفير الروماني بوغدان فيليب أهميّة التبادل الثقافي، مؤكّداً قيمة التبادل الثقافي بين الكتاب الرومانيين وأصدقائهم الأردنيين، مبيناً أنّ هذا اللقاء في دورته الثانية أسهم في التعرف إلى الشعر الروماني وتحديداً شاعر رومانيا الكبير ميهاي إيمينسكو. وقال بوغدان إنها فرصة طيبة لأن تتكرر مثل هذه اللقاءات الثقافية في الأردن، وهي وسيلة مهمة لتلاقي الثقافات الإنسانية بين الدول والشعوب.
بدوره تحدث رئيس اتحاد الكتاب الشاعر مصطفى القرنة عن الملتقى الثقافي الروماني الأردني والمشاركة الفاعلة، بعد نجاح دورته الأولى العام الماضي، مبيناً أن اتحاد الكتاب يقوم بمد جسور التعاون والتبادل الثقافي بينه وبين الاتحادات الصديقة، فضلاً عن العربية، وقال القرنة إنّه من أشدّ المعجبين بشاعر رومانيا إمينيسكو. وعرّف باللقاءات الثقافية لاتحاد الكتاب وإسهامه في المشهد الثقافي الأردني، وأعرب عن تقديره لوزارة الثقافة رعايتها ولأمانة عمان الكبرى دعمها المتواصل للثقافة والأدب.
شارك في كلمات الافتتاح رئيس نادي خريجي رومانيا د.بسام الشلول؛ معرّفاً بأهمية التبادل الثقافي والعلمي بين الأردن ورومانيا، مبيناً دور خريجي الجامعات الرومانية في هذا المجال، ومعرّجاً على النادي في سعيه الدائم نحو التعارف والتثاقف بين البلدين.
كما أكّدت رئيسة جمعية السيدات الرومانيات فلوريا داود دور المرأة الرومانية في الإبداع الإنساني والمشاركة الفاعلة في الأدب والفن وفي كلّ مناحي الحياة، استناداً إلى جو الحرية الممنوح وقيمة هذه المشاركة في بعدها الإنساني. وعرّفت داود بتجارب ناجحة في هذا المجال.
يوسف الغزو قدّم إيجازاً عن تطور القصة القصيرة في الأردن، مروراً بجيل الرواد والمحدثين وآخر ما وصل إليه هذا الفن الأدبي الأصيل، ذو الشروط الفنيّة التي بدأ كثيرون يتحررون منها، كاشفاً عن قناعته الأدبية بالشروط الأصيلة لهذا الجنس الأدبي المهم. وقال الغزو إنّه وجيل الرواد في القصة الأردنية لاحظوا التطور الحاصل، كما تحدث عن القيم الاجتماعية والسياسية والثقافية التي خدمتها القصة القصيرة، في التوثيق للأردن على أكثر من صعيد.
من الجانب الروماني تحدثت رئيسة المنتدى الثقافي الروماني الأردني ديانا ضمور عن دور المنتدى في التعريف بالثقافة الرومانية والتشارك بها مع الثقافة الأردنية، من واقع التمازج الثقافي بين البلدين في التعليم والسفر، وأكّدت ضمور أهميّة هذا اللقاء المهم.
الباحث د.أحمد الخلايلة قدّم إيجازاً موضوعيّاً مهماً عن تطور العلاقات العربية الأوروبيّة في المجال السياسي، واقفاً عن التداخل الاقتصادي والثقافي لعلاقات العرب بالغرب والارتهان المصلحي الأوروبي الأميركي، وطوّف الخلايلة بالقضايا العربية العادلة، والتطور العربي في الحريات والديمقراطيات، متناولاً الثورات الشعبية العربية في (الربيع العربي). الخلايلة عالج موضوع الهويات والثقافات العربية والغربية والنموذج الثقافي الإنساني المهدد بتقلبات السياسة ومصالح الدول.
الكاتب محمد الصورباهري قدّم شرحاً عن تطور الحركة الشعرية في الأردن، مروراً بجيل الرواد، وتأسيس الإمارة، حيث بلاط المغفور له الملك عبدالله الأول بن الحسين كان محجّاً للأدباء والمثقفين والمساجلات الأدبية. قرأ الصورباهري مجموعة القيم الإنسانية عند عرار، والبعد القومي عند فؤاد الخطيب، كما مرّ بالتلاحم الأردني الفلسطيني لخدمة القضية الفلسطينية في الشعر، ذاكراً شعراء مراحل تاريخية معيّنة، ليتكلم عن التطور الفني في الشكل والمضمون الذي مثّلته قصيدة التفعيلة ونصّ النثر، ومرحلة ما بعد الحداثة.
الشاعرات الرومانيات أو المهتمات بالشعر أو المتذوقات له قرأن أشعاراً بعضها مترجم بتقديم عنوان القصيدة وموضوعها، وهو ما يشير إلى أهمية وجود الترجمة الفورية في دورات الملتقى المقبلة. إذ قرأت جورجيتا يونس مقطوعاتٍ تمثّلت فيها الأداء الحواري الانفعالي، لتشاركها القراءات: مارغريتا ديميترسكو، وإلينا الدجاني، وأدريانا معشر، وداليا علي، ونانسي ضمور، وإلينا ضمور، والطفلة آنا ماريا إليا.
الطبيب كريّم مسلّم قرأ قصيدة (البحيرة) للشاعر ميهاي إيمينسكو، وفيها كانت أحلامه تتورد بملمح حبيبته بين القصب، حيث المجداف في عالم النسيان والشاعر مغرقٌ بتأملاته وقلبه الدافئ والهدوء يعمّ المركب والموج؛ غير أن هذه الحبيبة تأبى أن تظهر أو هي في مكانٍ ما في ذهن هذا الشاعر الحزين الذي يدعو كلّ هذه السواكن إلى أن تثور،..ولأمور من مثل ذلك يُعدّ إيمينيسكو مصدر إلهام الرومان في الشعر.
الشاعر المشيني في لقاءٍ جانبي مع السفير بوغدان فيليب أعرب عن أسفه حين تكون اللغة عاجزةً عن ترجمة الشعور الإنساني المتدفق وسط كلّ هذه الضوضاء، وعرّف المشيني الذي يتقن الإنجليزية بأهميّة الترجمة، وقال إنّ عالم المادة غير عالم الروح. حضر اللقاء أمين عام الاتحاد الإعلامي الكاتب حسان خريسات، والإعلامي عضو الهيئة الإدارية وجيه العتوم، والباحث الشاعر مصطفى الخشمان، والكاتب إسماعيل الكسواني، والشاعر باسم الصروان، والأديبة التربوية عضو الهيئة الإدارية في الاتحاد سعاد الكيالي، والقاصة الأديبة هيام ضمرة، وأديل دحابرة، ورجاء الحسن، وجمهورٌ من خريجي الجامعات الرومانية وعائلاتهم وأصدقاء الاتحاد.