|
عرار: القاهرة- إبراهيم السواعير:يقرأ المهتم أكثر من خطاب ثقافي في مصر، وهي خطابات تتنافذ على بعضها وتؤثر تأصيراً متبادلاً على عموم المشهد. بالتزامن مع التفجير الذي استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة، أمس، قبيل ذكرى ثورة 25 يناير الذي يصادف اليوم، يمكن الوقوف على الآتي من الخطابات: خطاب المسجد إذا اعتبرنا مسجد فاطمة الزهراء في القاهرة عينة على مساجد مصر؛ فإنّ الخطاب الثقافي في صلاة الجمعة أصبح منسجماً تماماً مع الدولة والحكومة في الوقوف جسداً واحداً ضدّ ما يسميه الشارع المصري بالإرهاب. فقد ظلّت خطبة الشيخ تنهل من معين لا ينضب آياتٍ تؤكّد معنى الأمن والأمان، وتسوق ما يذكّر بأنّ دم المسلم على المسلم حرام، وتقف طويلاً عند الآية: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين). وفي رحاب ذلك دروس من التاريخ والأمم والشعوب تسوقها هذه المدرسة العريقة، مدرسة المسجد، وقد زادها تأثيراً في النفوس أنها تزامنت مع حادثة تفجير قرب مبنى مديرية الأمن بالقاهرة مساء أمس. الحادثة التي أعلن بسببها وزير الأوقاف المصري نبذه للإرهاب والمطالبة بالحماية منه على مستوى العالم. الخطاب الإعلامي تجيء أهمية المنبر الإعلامي في أنه يستند إلى رفض المصريين عموماً ظاهرة الإرهاب وإدراكهم الخطر، وما أن تمّ تناقل الفجير (الأثيم) أمس حتى فتحت الفضائيات المصرية المجال للمواطنين، واجتمعت جميعها على إدانة الإرهاب وتبيان الخطط الفاشلة التي تسعى إلى تخريب مصر. يجيء ذلك من التلفزيونات الوطنية في ظلّ انقسام أكبر محطتين عربيتين هما الجزيرة والعربية على المعالجة الإعلامية أو (الأجندة) في بلد يشهد اليوم ذكرى 25 يناير، بكل ما ينفتح عليه من احتمالات. خطاب المثقف. يمكن القول إنّ الخطاب الثقافي المصري يميل كثيراً لصالح التنوع الثقافي والفكري وحرية التعبير، وهو ما يتعارض مع نمطية كانوا وصفوها بأنها تذبح الإبداع الثقافي والفني في مصر، في المهرجانات والفنون، عدا رفضهم الصريح لكلّ أشكال العنف والإرهاب أيّاً كان مصدره، ولذلك فإنّ العهد الجديد في مصر يستثمر في هؤلاء سعياً نحو بلد قوي آمن بالوعي والفكر والثقافة التي لا يسيطر عليها اتجاه. وفي معرض القاهرة الدولي المقام حالياً في دورته الخامسة والأربعين نقرأ في العناوين السياسية والندوات المقامة في إطار المعرض ما يقرّ بمحاربة الإرهاب والتشدد. خطاب الناس. وهؤلاء ينشدون عيشاً آمناً ويتزودون بتعاليم الدين السمح ويقرأون المشهد في أنّ هنالك مؤامرة على مصر يجب على الجميع التصدي لها واجتثاث أصحابها والقائمين عليها. هذا الخطاب هو الأكثر صدقاً وبراءةً، فعلى البطالة والفقر، لا يفرّط البسطاء بأمان مصر ويرونه واجباً مقدماً على كلّ شيء. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 27-01-2014 04:59 صباحا
الزوار: 1320 التعليقات: 0
|