|
عرار:
عن الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان، صدرت مؤخرا مجموعة قصصية جديدة للقاص جمعة شنب بعنوان (بنت الحرام)، وذلك بعد مجموعاته:للأرض جاذبية أخرى، الرسالة الأخيرة، موت ملاك صعير، قهوة رديئة، كتب د. ابراهيم السعافين على غلافها الأخير: «تظل هذه المجموعة ذات صلة وثيقة بأسلوب جمعة شنب في القص، من الاقتصاد في اللغة، والبراعة في البناء، والطرافة في الفكرة، وحضور السخرية والمفارقة بقوة، والادهاش في ربط الشخصية بالموقف دون نمطية أو تكرار، على أن لها نكهتها في مزج الواقعي بالغرائبي، وبالعجائبي أحيانا». وأرى أن هذه المجموعة ملتزمة بأرق الجماهير وهمومها، منشغلة بحياتها وموتها، بأوضاعها المعيشية، بمكانها وزمانها، وبعلاقاتها بالآخرين، وهي ترفع راية القصة العربية القصيرة مبشرة بتجدد حياتها بعد أن أعلن بعض النقاد موتها، كما أنها تستكمل رحلة محمد طمليه وتكتب القصص التي رحل عن الدنيا قبل أن يسطرها، لا أعني السخرية، ولا الغرائبية، ولا الجرأة فحسب، بل كل ذلك مضافا له، قاص يتمتع بحمولة فكرية، لم تلهه الدنيا ومتاعها عن استرجاع الغلابى والمعذبين والمعذبات في الأرض، ليغوص في أعمق أعماق القصة السيكولوجية، ويرسم بجماليات متقدمة، ما يدور في داخل شخصياته من معاناة وعذاب ومقاومة للفناء.. ويسترجع الواقعية الرمزية التي أرسى قواعدها»محليا» القاصون: فخري قعوار،وبدر عبد الحق، وسالم النحاس، وخليل السواحري، ومحمود شقير، ومؤنس الرزاز، وغيرهم من الروّاد الأفذاذ. كان القاص جمعه شنب في مجموعته هذه المبدع الذي يسعى إلى الحداثة وما بعدها، فيسبق زمن القصة الدائري، ويبث فيها عبر اللوحات البصرية، التشكيلية، والتشجير، الملامح التي نفتقدها لدى غيره على صعيد أهم ما في البلاغة العربية وخاصة التشخيص والتجسيد، وكان القاص جمعه شنب الشيخ الذي اطلع على القصة التقليدية وما فيها من مقدمات وخواتيم وذرى، فجمع بين دم الشباب، وما في الشـُيـّاب من عزيمة وإصرار، وقدّم قصصا، جاهزة للتحويل إلى دراما تليق بما في عمان القديمة، والجديدة، وخارجهما، من أحاسيس ومشاعر نامت عنها عيون الناس، ولكن عينيه ظلتا على قيد السهر، حتى أنجزتا أجمل ما في مشروعه القصصي «بنت الحرام». المصدر : جريدة الدستور الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 13-06-2017 10:52 مساء
الزوار: 864 التعليقات: 0
|